مجلة أمريكية: خمسة انتقادات "خاطئة" لاتفاق إيران النووي
كتبت - مروة مصطفى:
أظهرت عدد من استطلاعات الرأي معارضة أغلب الأمريكيين للاتفاق النووي الإيراني، كما انتقد بشدة عدد من المحللين والسياسيين هذه الصفقة، محذرين من سيناريوهات كارثية تنتج عنه.
ونشرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أكثر خمسة انتقادات شائعة للصفقة الإيرانية، إلا أنها تثبت في تقريرها ضعف منطق هذه الانتقادات وخطئها:
1- تزيد الصفقة من احتمالات حصول إيران على الأسلحة النووية في نهاية المطاف:
الانتقاد الأكثر شيوعا هو أن الصفقة النووية ستؤدي إلى نتائج عكس ما هدفت إليه، وستتيح لإيران الفرصة لامتلاك السلاح النووي في النهاية.
وتنفي المجلة الأمريكية صحة هذا الانتقاد لسببين، أولها أنه حتى بعد أن أنهى الاتفاق القيود المفروضة على إيران في تخصيب اليورانيوم، فإن الإيرانيين لن يكونوا "أحرارا" في صناعة الأسلحة النووية، لأن إيران طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، التي تحظر صراحة تطوير هذه الأسلحة.
أما السبب الثاني يرد على من يقولون إن إيران قد تنتهك الاتفاق سرا وتقوم بتصنيع السلاح النووي، إلا أن الاتفاق يمنح الأطراف الدولية صلاحية رقابية أكبر تتيح لهم اكتشاف مثل هذا الأمر، مما يجعل امكانية فرض عقوبات أو توجيه ضربة عسكرية ضد إيران أمرا واردا.
2- الاتفاق يمثل "انحراف" لم يسبق له مثيل عن سياسة أمريكا التي تسعى لمنع انتشار السلاح النووي:
جادل البعض بأنه من خلال السماح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم فإن ذلك يتعارض مع عقود من سياسة عدم الانتشار النووي التي تبنتها الولايات المتحدة، وهو يمثل سابقة تاريخية ترسل رسالة خاطئة إلى البلدان الأخرى التي تفكر في خياراتها النووية.
الواقع يقول إن الولايات المتحدة في كثير من الأحيان تنازلات عندما وجدت أن أهدافها في منع الانتشار النووي لم تعد مجدية، وحدث ذلك مع بلاد مثل ألمانيا واليابان والبرازيل، حيث سمحت لهم أمريكا بالحفاظ على على قدرات كبيرة لتخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجته، وبالتالي يجب أن ينظر للصفقة الإيرانية كالآتي: اتفاق عملي للحد من مخاطر الانتشار النووي في ظروف صعبة.
3- الصفقة النووية مع إيران ستؤدي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط:
ثالث الانتقادات المقدمة هو أن الصفقة سوف تؤدي إلى سباق تسلح نووي في المنطقة، مع دول مثل المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا، سواء وضع برامج تخصيب، أو البدء في تنفيذ برامج تسليح كاملة.
ويعتبر هذا الانتقاد مجرد افتراض غير قابل للتحقق، لأن الولايات المتحدة عملت بجد لوقف أي مشروع نووي في منطقة الشرق الأوسط، وثانيا لأنه ليس هناك أي دليل تاريخي على أن تخفيف القيود على إيران سيؤدي لسباق تسلح نووي.
4- الاتفاق النووي سيزيد من جرأة إيران، ويجعل تصرفاتها أكثر حدة وقوة:
يتخوف العديدون من أن يؤدي الاتفاق النووي مع إيران إلى زيادة جرأة إيران على المستوى الدولي، ولكن ما يدحض صحة هذا الانتقاد أن يجب أن تجنب زيادة جرأة إيران هو أحد الأهداف الرئيسية لعقد هذه الصفقة النووية معها.
5- سيؤدي الاتفاق إلى استيعاب الولايات المتحدة لإيران وتقبلها:
لا يبدو منطقيا على الاطلاق أن يؤدي هذا الاتفاق للتوافق بين أمريكا وإيران، فالولايات المتحدة لها تحفظات عديدة على السياسة الإيرانية، مما يجعل الأمر أكثر تعقيدا من أن تتفق الدولتان بعد الصفقة النووية.
حيث تتحفظ أمريكا على عديد من بنود السياسة الإيرانية منها دعم إيران لما تعتبره الولايات المتحدة جماعات إرهابية، وأيضا انتهاكات حقوق الانسان داخل إيران.
يذكر أن الاتفاق النووي مع إيران يقضي الاتفاق بتقليص الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها، ويتوج هذا الاتفاق مفاوضات وصفت بالماراثونية بين القوى الدولية (مجموعة 5 + 1) مع إيران بدأت في عام 2006.
وتضم مجموعة الدول الست، الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا).
ويعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من أشد معارضي هذا الاتفاق، كما تخشى بعض القوي الغربية أن يتيح البرنامج النووي لإيران صناعة أسلحة نووية، فيما تؤكد إيران أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية.
فيديو قد يعجبك: