إعلان

كارتر وأوباما.. ويهود أمريكا

10:26 ص السبت 15 أغسطس 2015

كارتر وأوباما

كتب ـ علاء المطيري:

نشرت مجلة بوليتيكو تقريرا عن علاقة اثنين من الرؤساء الأمريكيين باليهود، متسائلة " لماذا يدين اليهود الأمريكيون الرئيس (الأمريكي) الذي ينقذ إسرائيل؟"، وأضافت أن الرئيس الحالي باراك أوباما سيء في نظرهم خاصة بعد التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني.

كارتر

وتابعت المجلة الأمريكية في سياق التقرير الذي نشرته قبل يومين أنه يمكن القول بأن نصيب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر من احتقار اليهود كان أكثر من باراك أوباما، مشيرة إلى أنه سيكمل 90 عاما هذا الأسبوع، وأنه يعاني من مرض السرطان وأن موته سيعقبه الكثير من المدح المعتاد للرؤساء السابقين.

لكن، كما تقول المجلة، يبقى اليهود غير راضين عن الرجل الذي يرون أنه كان معاديا للسامية خاصة أنه وقف بصورة ثابتة بعد ترك منصبه، لمساندة حقوق الفلسطينيين خاصة كتابه الذي صدر في 2006 بعنوان " فلسطين.. السلام وليس العنصرية".

ورغم أن رؤية كارتر وعمله الجاد أدت إلى التواصل إلى توافق مكن اليهود من تحقيق السلام مع جيرانهم العرب على مدى ما يقرب من 40 عاما وما ترتب على ذلك من نهوض اقتصادي فاق كل جيرانها من الدول العربية وأنعكس أثره على تقدمها التكنولوجي والعسكري إلا أن غالبية اليهود الأمريكيين في الوقت الراهن يتذكرون هذا الأمر بصعوبة.

وتابعت الصحيفة أن اتفاقية كامب ديفيد في عام 1979 مع مصر كانت واحدة من أبرز جولات الدبلوماسية الأمريكية في القرن العشرين.

أوباما

يشك بعض اليهود الأمريكيين – بحسب المجلة - في أن يكون باراك أوباما معاديا للسامية، وكما تقول "عمل أوباما على الحفاظ على إسرائيل ووجودها كما فعل كارتر"، مشيرة إلى أن اتفاق إيران النووي كان الشيء الوحيد الذي أدى إلى خفض معدلات تخصيب اليورانيوم على مدى عقد من الزمان وخفف من وطأة كابوس البرنامج النووي الإيراني الذي أزعج إسرائيل ويمكن أن يضع حدا لسباق تسلح نووي تشارك فيه دول عربية تكره إسرائيل.

ولفتت المجلة إلى أن خبراء أمنيين إسرائيليين يرون أن استخدام القوة العسكرية مع إيران لوقف برنامجها النووي لا يمثل حلا دائما، مشيرة إلى قولهم بأن ضرب مفاعلات إيران النووية في الوقت الحالي لن يوقفها سوى سنوات قليلة تستأنف بعدها ذات النشاط ولكن على أعماق أكبر تحت سطح الأرض.

وقالت المجلة إن الاتفاق النووي مع إيران يؤيده الكثير من اليهود الأمريكيين الذين يعتبرون أنه كان سببا في تعطيل البرنامج لمزيد من الوقت، مشيرة إلى أن الاعتقاد السائد بأن اليهود يعارضونه ربما لا يكون دقيقا.

وزادت أنه "على الرغم من كل ما يقال إلا أن أوباما مازال يتمتع بمعدلات قبول عالية بين اليهود الأمريكيين عن غيرهم من الأمريكيين".

ولفتت المجلة أن أوباما هو الرئيس الوحيد الذي تقاسم مصير كل رؤساء أمريكا الأخيرين بداية من جورج بوش الأب الذي عمل على انجاز اتفاق أوسلو بعد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 والذي قاد إلى تحقيق خطوات جيدة في عملية السلام في عهد الرئيس التالي بيل كلينتون.

لكن اليهود ينظرون إلى جورج بوش ووزير خارجيته جيمس بيكر بذات الطريقة التي ينظرون بها إلى كارتر، على ما تقول المجلة الأمريكية، مشيرة إلى أن عبارة جيمس بيكر الشهيرة التي قالها لرئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق شامير كانت رسالة قوية عن مشاركة إسرائيل في صناعة السلام التي طالبه فيها بطلب رقم البيت الأبيض "1-202-456-1414" عندما يكون جاد في البحث عن سلام مع الفلسطينيين.

ولفتت إلى أن بوش حصل على 15 في المئة من نسبة اليهود الأمريكيين في عام 1992، مشيرة إلى أنها النسبة الأسوأ لرئيس جمهوري منذ عام 1964.

على نقيض الرؤساء الآخرين كان جورج بوش الابن يحظى بشعبية واسعة بين اليهود الأمريكيين بعد غزوه للعراق بدون سبب، وتوجه أنظاره نحو أفغانستان وباكستان والتعظيم من خطر إيران وإظهارها كتهديد كبير لإسرائيل، مشيرة إلى أن ما جعل بوش الابن يحظى برضى اليهود هو عمله معهم عن قرب وربما في كل القضايا.

الضغط على إسرائيل

تساءلت المجلة "من هو الرئيس الأمريكي الذي يستطيع الضغط على إسرائيل حتى تحل مشكلاتها المتأصلة؟"، مشيرة إلى أنها دولة تمتلك إمكانات اقتصادية وسياسية ورؤية جيدة لكن قادتها ليسوا متميزين في التفكير الاستراتيجي.

وأضافت أن الأمر لا يتعلق بنقص العقول، ولكنه وثيق الصلة بوجود فكر استراتيجي طويل الأمد يقوم على المساومات السياسية بين العرب وإسرائيل خاصة أن كلاهما يتداخل مع الآخر في فضاء استراتيجي واحد.

قادة إسرائيل

وأوضحت الصحيفة أن اثنين من قادة إسرائيل امتلكوا ذلك الفكر الاستراتيجي طويل الأمد هما إسحاق رابين و أرئيل شارون، حيث كان كلاهما يرى ضرورة وجود مبادلات ومساومات سياسية لوجود دولة فلسطينية إلى جوار إسرائيل وتحقيق مكاسب في المقابل، لكن خططهم كانت تفشل قبل تحولها إلى واقع إما بالاغتيال أو نتيجة عقبات تقف في طريقها.

أوضحت المجلة أن بنيامين نتنياهو يعمل على عزل إسرائيل في الوقت الحالي فعلى الرغم من معرفته بدعم ومساندة الدول الكبرى لاتفاق إيران النووي إلا أنه يعارض هذا الاتفاق في ذات الوقت الذي يواصل فيه سياسة الاستيطان ويدعوا اليهود للعودة إلى إسرائيل والتي كان أبرزها دعوة يهود فرنسا عقب هجمات شارل إبدو.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان