إعلان

تقارير: القتال في جنوب السودان على أشده.. والمجتمع الدولي "ليس هنا"

القتال في جنوب السودان على أشده.. والمجتمع الدولي

تقارير: القتال في جنوب السودان على أشده.. والمجتمع الدولي "ليس هنا"

12:15 م الأحد 07 يونيو 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتبت- هدى الشيمي:

عندما استمع إلى صوت الأعيرة النارية بالقرب من منزله، قرر أنتوني برناردو البالغ من العمر 32 عامًا اصطحاب عائلته المكونة من زوجته وابنائه الثلاثة والابتعاد عن الحرب الأهلية في جنوب السودان، فذهبوا جميعا إلى حقل نفط يبعد عدد ساعات عن منزلهم الواقع في مدينة ملوط السودانية، بحسب صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية.
 
قالت الصحيفة إن برناردو وعائلته مكثوا في حقل النفط، والتقوا والده، وقضوا الليلة يحدوهم الأمل أن يحصلوا على مكان في الطائرات التي تنقل المدنيين إلى العاصمة جوبا.
ونقلا عن تقارير صدرت عن مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين فإن ارتفاع وتيرة القتال في جنوب السودان الفترة الماضية، تسبب في ترك حوالي 100 ألف شخص لمنازلهم خلال الشهرين الماضيين، كما حذر التقرير من الزيادة الكبيرة والسريعة في عدد النازحين.
وأشارت الصحيفة إلى تهجير حوالي 2 مليون شخص خلال الحرب في جنوب السودان، إلا أن ذلك لم يحصل على الاهتمام الدولي.
وأوضحت أن حكومة جنوب السودان، يواجهون الآن المعارضين الذين يحاولون السيطرة على أكبر مساحات ممكنة من الأراضي السودانية.
 
يذكر، أن القتال الشديد يتم في المناطق الشمالية، والمناطق الواقعة أعلى النيل، والتي تعاني ضررا بالغا في الطرق، والاتصالات، ويصعب الحصول على معلومات عن القتال من الموجودين فيها.
وبحسب الصحيفة، فإن الكثير من منظمات الإغاثة الدولية انسحبت من المناطق التي تصاعد فيها القتال خلال الأسابيع الماضية، كما حذرت المفوضية العليا للاجئين يوم الثلاثاء الماضي إن المساعدات الانسانية قُطعت عن حوالي 650 ألف سوداني.
بدأت الحرب كصراع سياسي بين القادة الشباب عام 2013، ولكنه تصاعد وزاد ووصل الأمر إلى سفك الدماء، والصراع العرقي، وزيادة العنف الجنسي، واختطاف الاطفال، وهدم مجتمعات بأكملها ومساواتها بالأرض.
ولفتت الصحيفة إلى اتهام الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان للحكومة والمعارضة بذبح المدنيين، بالاعتماد على تراثهم التاريخي.
 
وأخبر برناردو الصحيفة أن الحكومة تشك في الشخص وتتهمه بأنه معارض حتى إذا لم يكن يملك سلاح، لأنه عضو في القبيلة التي تعارضها، وتشارك في حرب ضدها، قائلا "أما المعارضة لا تسألك اسئلة بل تستهدفك فورا، مما خلق الكثير من الخوف في نفوس السودانيين بالجنوب".
 
ووفقا للصحيفة، فأن أحد الجهات أطلقوا النار على قوات حفظ السلام الموجودة في ملوط في 20 مايو، مما تسبب في مقتل ثمانية مدنيين، من بين 1500 شخص الموجودين هناك، وحتى الآن لم يتم التعرف على الجاني في هذه العملية، إلا أن الأمم المتحدة لا تزال تحقق في هذه الواقعة.
 
وفي نفس الوقت، تقول الصحيفة إن حوالي نصف مليون سوداني من الجنوب تركوا منازلهم وغادروا بلادهم وذهبوا إلى الدول المجاورة، ومئات الآلاف يعيشون الآن في عشش وأكواخ في الأدغال.
ألقى أجاك والد برناردو والبالغ من العمر 66 عاما اللوم على المقاتلين والحكومة، قائلا إن القتال في ملوط هو اسوأ قتال عاشه في السودان، مضيفا "بينما يقاتل هؤلاء من أجل الحصول على السلطة، الفقراء يتركون منازلهم، ويجرون من مكان إلى مكان، ليس لديهم طعام، ويأكلون ما يعثرون عليه في التراب".

إعلان

إعلان

إعلان