إعلان

كيف يمكن إضعاف الجهاديين من الداخل؟

10:32 ص الأحد 07 يونيو 2015

كتب ـ علاء المطيري:
"إن أفكار الجهاديين يصعب ترقيتها لتندمج في سياق الأفكار الدينية العادية، ولكن على النقيض وبفضل التفسيرات الحديثة للإسلام فإن التعامل مع الجهاديين أصبح أكثر صعوبة حيث أن تحديد طريقة للتعامل مع المسلمين في العصر الحديث دون أن يكون هناك وحي يحتكمون إليه بات أمرا صعبا"، هكذا يقول الباحثون في مركز ستراتفور البحثي الأمريكي.

وهو ما يجعل العديد من المتشددين والمحافظين وأهل الأثر في حالة غير مريحة، فالاختلافات الطائفية تمثل وضعا متشابكا، حيث أن العديد من الحلول التي يتم طرحها لحل تلك القضايا تصب بصورة غير مباشرة في صالح المتشددين.

الصوفيون
وتابع الموقع "على سبيل المثال فإن الفرضيات غير الدقيقة التي ترى أن الصوفيين يمكن أن يكونوا بمثابة المادة الفاعلة التي تواجه تأثير السلفيين أو أن العلمانيين يمكن أن يحتووا الإسلاميين هي الأخرى تجعل الكرة وبغير قصد تعود إلى ملعب المتشددين.

فالإسلاميين أظهروا رفضهم للعلمانية الغربية وواصلوا إصرارهم على أن العلمانيين المسلين فشلوا في تطوير نسخة خاصة بهم من العلمانية تكون وثيقة الصلة بأخلاقياتهم الدينية.
وبطريقة مشابهة، كانت استجابة الجهاديين غير مهتمة بالسلفية الكلاسيكية التي تعرض نموذجا للتقارب بعيدا عن الحياة السياسية الذي يرفض أتباعه تصحيح إدارة الدولة بالطرق غير الإسلامية كما هو الحل في السعودية، لكن دخول السلفيين في مصر للتجربة الانتخابية عبر حزب النور فتح الباب أمام إمكانية التعامل مع تلك التخوفات وتقديم بدائل للجهاديين.

تجربة السلفيين
وعلى الرغم من ذلك، فإن انتخاب السلفيين للمرة الأولى كان نتيجة وجود مساحة من الديمقراطية التي تم إنجازها في وقت ما وهو ما لا يمكن تطبيقه في دول مثل المملكة العربية السعودية التي لا يوجد بها انتخابات أو في ليبيا أو سوريا أو اليمن، حيث أن الاقتتال القبلي لم يدع فرصة لعملية سياسية ذات قيمة.

وذكر المركز أن المنافسة الداخلية بين العديد من مدارس الإسلاميين سوف يكون عامل إضعافهم بصورة أكبر من كل ما يقوم به غير المسلمين لذات السبب، مشيرا إلى أن السلفيين هم أول من تسبب في ظهور مشكلة الجهاديين وهم أيضا من لديه الحل.
ومما سبق يتضح أن المتواجدون على مسرح الأحداث من غير المسلمين لم يعد لديهم اختيار سوى الاستمرار في توظيف الطرق التقليدية لمحاربة الإرهاب ضد الجهاديين، على ما يقول المركز.

وأشار المركز إلى أن المسلمين الذي يتمتعون بمصداقية تقوم على عدم انتمائهم لطائفة بعينها هم وحدهم القادرين على مجابهة الفكر الجهادي بصورة ناجحة، وهي لعبة يمكن الدخول فيها خلال الأجيال القادمة وفقا للمركز.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان