إعلان

السوريون..الباحثون عن روح رمضان المفقودة

12:51 م الأحد 21 يونيو 2015

السوريون..الباحثون عن روح رمضان المفقودة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

أهم سمات شهر رمضان هي "اللمّة" والاجتماع مع العائلة، وزيارة الأقارب وممارسة الشعائر الرمضانية، برفقتهم، ولكل دولة خصائصها المميزة جدًا في الشهر الفضيل، والتي تبدأ من الصلاة وتمتد إلى الطعام والبرامج التليفزيونية، وغيرها.

وفي سوريا وبعد مرور خمسة أعوام على أزمتها، مازال السوريون يجوبون الأرض، باحثين عن مكان يعثرون فيه على روح رمضان التي ضاعت مع أول طلقة نارية أطلقتها قوات بشار الأسد على مدني خرج في مظاهرة سلمية مطالبا بالحرية والاستقلال والكرامة، ففقدوا روح رمضان بعد الرياح العاتية التي أصابت بلادهم، وقلبتها رأسا على عقب، ومنعتهم من تناول الشاكرية والكٌبة، واللبن الحليب، والجلاب، وشراء التمر وحبوب القهوة من أسواق دمشق القديمة، والصلاة في مساجد سوريا، كالجامع الأموي، وممارسة الطقوس الرمضانية التي اعتادوا عليها، ولن يجدوها سوى في موطنهم.

20140705_133506_1005

رمضان مصر ورمضان سوريا: 

"الفرق بين رمضان في مصر وفي سوريا كتير كبير"، قالها محمود الذي وصل إلى القاهرة منذ عامين، تاركا دمشق هاربا من التمييز والتطرف والحرب، موضحا أن رمضان في سوريا يتسم بالحركة، فكل السوريين يذهبون إلى العمل قبل الافطار، والنساء كل منهن تذهب للأخرى، وتقدم لأسرتها الأكلات، المحلات تظل مفتوحة، وتستمر الزيارات طوال الثلاثين يوم، والمحلات لا تفتح أبوابها إلا بعد صلاة التراويح.

يرى محمد ذو الثمانية عشر عامًا، أن الاختلاف بين المصريين والسوريين في رمضان، يتمثل في إن السوري يكون صائم عن كل شيء، إلا أن المصري يصوم عن الأكل والشرب فقط.

يفتقد محمد روح رمضان في سوريا، فعلى الرغم من حبه لرمضان في مصر، واعجابه بالفوانيس الرمضانية، وموائد الرحمن المنتشرة في كل شارع مصري طوال الشهر الكريم، والغير موجودة في سوريا، إلا أنه لا يزال مشتاق لرائحة رمضان في وطنه.

واشتاق للطعام السوري، واهمه "الشاكرية" وهي وجبة سورية شهيرة تعد من الزبادي، والأرز واللحمة.

كمثل باقي الشباب تابع محمد الذي يعمل حوالي 14 ساعة يوميا في محل عطور، المسلسلات في شهر رمضان، وبعد وصوله القاهرة حرص على مشاهدة المسلسلات السورية، فظل يتابع مسلسل "باب الحارة"، ومسلسل "أبو جانتي"، و"بقعة ضوء"، وغيرها من الأعمال الدرامية السورية.

فرّ محمد من بلاده، لأنه مطلوب للجيش، وهو كمسلم سني سيواجه معاناة لالتحاقه بالجيش السوري، فقال " التمييز منتشر جدا، ممكن حد علوي يوقفك في الشارع ويخلص عليك، العلويين ما عندهم دين، وهذا بيرجع لأن الرئيس نفسه علوي"، مشيرا إلى أن الجيش يضع الجنود السنة في الصفوف الأمامية، فيخاطرون به في الحواجز، أما العلويين فيجندون في الأماكن البعيدة عن الضرب والقتل.

3803239159195

الفوانيس: 

اتفق محمد، مع محمود فيما قاله بشأن الاختلاف الكبير بين رمضان السوري والمصري، فيقول محمد والذي جاء من حمص منذ عامين "رمضان حلو أكيد بمصر، ولكن اتعودنا على شي معين".

وتابع قوله "في سوريا نجتمع مع العيلة كل يوم، ممكن نعمل عزايم وقرايب، ونشرب قهوة بعد الفطار، ونحرص دائما على شرب العصير، وتناول المقبلات".

"الفوانيس" هي الشيء المختلف والغير موجود في سوريا، وهذا ما لفت نظر محمد، ولكنه يفتقد روح رمضان في سوريا، والطقوس التي اتبعها مع اصدقائه، وعائلته.

وهنا في مصر يحافظ محمد الذي عمل في مجال الألبسة في حمص، على كل عاداته وعادات عائلته السورية، ويقول "كل شي لسه محافظين عليه، بنزور جيرانا واصحابنا".

3dca75e3d6

وسائل الحياة منعدمة: 

ومن سوريا تقول السيدة هدى، التي تعيش في معضمية الشام، أنهم ليس لديهم أي طقوس رمضانية، مؤكدة على مأسوية الحياة التي يعيشونها.

"نعيش حياة يائسة، كل وسائل الحياة معدومة عنّا"، قالتها هدى مشيرة إلى أن الكهرباء معدومة، وكل أدوات المنزل مفقودة، ولا يوجد غاز، وأن الحل الوحيد الذي لجأ إليه الناس هو النار كوقود، واستبدال الخضار بالحشائش.

صيام

الحصار والاشتباكات: 

هناك مشكلتين اساسيتين بحسب الصحفي والمهتم بالشأن الاقتصادي السوري سمير الطويل، المشكلة الاولى هي المناطق المحاصرة، والتي أحيانا تٌحاصر من قبل القوات الحكومية وأحيانا تكون منطقة اشتباكات، أما المشكلة الثانية فهي غلاء الاسعار في المناطق التي يتوفر بها كل شيء، وفي كلتا المنطقتين سيسهل على من لديه اموال شراء ما يريد.

"منطقة الغوطة الشرقية محاصرة، وتقريبا مقفولة، فرمضان هايكون صعب عليهم جدا"، قالها الطويل، مشيرا الى أن بعض المناطق مثل ريف حماة وحمص محاصرين ولكن منظمات الاغاثة الدولية تستطيع توصيل بعض المساعدات ولكن بصعوبة، أما مناطق الشمال فمفتوحة على تركيا، ومنطقة الجنوب مفتوحة على الاردن لذلك لا يوجد مشاكل.

الاشتباكات في سوريا10

بالإضافة لذلك هناك مشكلة كبيرة، وهي أزمة المحروقات، ونقص الوقود، فلا يوجد سولار ولا بنزين نهائيا، "وهذا معطل كل شي" بحسب الطويل، مرجع ذلك لمعارك تنظيم داعش في شرق سوريا، وقطعه المواد البترولية عن كل المناطق.

ويقول الطويل الذي جاء لمصر منذ عامين، تاركا مدينته حلب التي ولد فيها، والعاصمة دمشق التي عاش فيها وكان فيها صحفيا، أن رمضان قبل بداية الحرب "كان حلو، زي رمضان في القاهرة"، هناك اكلات معينة يتناولوها، ويشربون العرقسوس، ويشتري الاطفال فوانيس، ويزورون الاقارب والمعارف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان