إعلان

روبرت فيسك: الشرق الأوسط يتحلل

12:22 ص الإثنين 04 مايو 2015

روبرت فيسك: الشرق الأوسط يتحلل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ علاء المطيري:

" من يقصف من في الشرق الأوسط" بهذه الكلمات استهل الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك حديثه عن أطراف الحروب الدائرة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه من المدهش أن كل هؤلاء الذين يحاربون في الهواء لا يصطدمون.

ولفت فيسك في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية، الأحد، أن السعودية تضرب اليمن لأنها تخشى الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران وفي ذات الوقت تضرب داعش في العراق وسوريا، وعلى خطاها تسير الإمارات.

وفي سوريا تقصف الحكومة السورية أعدائها في سوريا وعلى خطاها تسير حكومة العراق التي تقصف أعداءها في العراق أيضا.

وفي سوريا والعراق تقوم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والدنمارك وهولند وأستراليا وكندا بتنفيذ ضربات جوية هناك بتنسيق جزئي مع للحكومة العراقية وليس الحكومة السورية على الإطلاق.

وتقوم السعودية والبحرين والأردن بقصف داعش لأنهم لا يبحونهم لكن الأردن كان لها دور أكبر بعد حرق أحد طياريها، في حين تقوم مصر بضرب أجزاء من ليبيا بعد قطع رؤوس مجموعة من المصريين هناك على يد من يطلق عليهم داعش ليبيا.

وتقر إيران أنها قصفت داعش في العراق وبالطبع قامت إسرائيل بقصف مواقع تابعة للحكومة السورية لمرات عدة لكنها لم تقصف داعش، وهو ما يجعلنا نضطر للتساؤل.. لماذا لم يتصادم كل أبطال الجو هؤلاء؟.

وتابع أن الأجواء السورية لا يمر فوقها سوى خطوط الطيران المدني اللبناني، مشيرا إلى أنه ذهب للخليج وعبر فوق الرقة دون أن يصطدم بأي من طائرات الغرب أو طائرات العرب التي تقصف جميعها في سوريا والعراق.

وتابع فيسك أن طائفية تلك الحرب تبدو واضحة لكل من يعيشون في الشرق الأوسط فالسعودية تضرب الشيعة في اليمن وإيران تضرب السنة في العراق ومصر السنية تضرب السنة في ليبيا والأردن السنية تضرب داعش السنية في العراق وسوريا.

لكن الشيعة الذين يؤيدون النظام السوري يضربون السنة السوريين وحزب الله اللبناني يضرب السنة كذلك مع عناصر الحرس الثوري الإيراني وبعض الشيعة الأفغان الذين يرتدون زي الجيش السوري.

ومنذ 3 أيام طلب حزب الله من بعض أعضائه العودة إلى سوريا لقتال داعش على حدود شمال شرق لبنان في حين تحاول داعش أن تدخل لبنان نفسها.

ويمكن استشعار الحس الطائفي في طلب السعودية من الباكستانيين إرسال قواتهم السنية لحماية المملكة وربما المساعدة في غزو اليمن، في رسالة جاءت من وزير الدفاع محمد بن سلمان، 34 عام، الذي لم تيخطى سن طياريه.

ووضح ذلك جليا في رد باكستان الذي أوضحت فيه أن جنودها الشيعة الذين يمثلون 30% من الجيش لم يرحبوا بالأمر، وعبر عن ذلك الكاتب الباكستاني خالد محمد في صحيفة " ذا نيشن" حيث أوضح أن الجيش باكستان لأول مرة تتوحد لمحاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن طلب السعودية طائفي وسيؤدى إلى تقسيم الجيش وليس تقسيم الشعب الباكستاني فقط.

وتابع أن الجنود يرتدون زيهم للقتال دفاعا عن الوطن وليس عن التحزبات الدينية، متسائلا " هل يعتقد السعوديون أن جيش محترف يمكن أن يفعل مثل هذا الأمر؟".

ولفت فيسك إلى أن مقتل الجنود الباكستانيين على يد القوات العراقية عام 1991 دفاعا عن السعودية حقيقة يجدر ذكرها، لكنه تسائل.. هل كانوا جميعهم سنة؟".

وقال فيسك " هناك رابح واحد من كل هذه الدماء وهم صانعوا الأسلحة، مشيرا إلى أن شركات رايثون ولوكهيد مارتين مدت السعودية بصواريخ وقذائف قيمتها 1.3 مليار دولار العام الماضي فقط.

ومنذ 3 سنوات أعلن الاتحاد الأوربي أن السعودية هي أهم مستوردي الأسلحة ومنذ أسبوع أعلنت فرنسا بيع 24 طائرة رافال إلى قطر بتكلفة 5.7 مليار يورو بعد صفقة مصر التي سبقتها بـ 24 طائرة من ذات النوع.

وما يجدر ذكره أن بعض الأبحاث تشير إلى أن معظم ميزانية داعش تأتي من مانحين أفراد غالبيتهم من السعودية وقطر والإمارات والكويت.

وقال فيسك " إذا تفاخر الأمريكيون بعد أكثر من عام أن مهمتهم قد اكتملت فوجب أن آخذ ضرب على رأسي، مشيرا إلى قول الجنرال بول فنك الذي كان مكلفا بتشكيل الجيش العراقي بأن الأعداء جسوا على ركبهم، بينما قال جنرال آخر قريب من أوباما أن نصف قادة داعش تم تصفيتهم.

ومع ذلك، فإن رئيس الأركان الفرنسي الجنرال بيير دي فيلر في زيارته الأخيرة للعراق لخص الموقف قائلا " إنها دولة تتحلل".

وأشار فيسك إلى أن الكلمة التي استخدمها رئيس الأركان الفرنسي هي التحلل أو التفكك " decomposition "، مشيرا إلى أن الكلمة التي استخدمها الجنرال الفرنسي يمكن تطبيقها على غالبية الشرق الأوسط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان