لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ثورة السود.. أمريكا في مهب الريح (البداية والتطورات)

09:38 م الجمعة 01 مايو 2015

فريدي جراي قتل على يد الشرطة الامريكية

تقرير ـ علاء المطيري:

"بالتيمور".. هي أكبر مدن ولاية ميريلاند ورابع أكبر مدن الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، ويبلغ عدد سكانها وفقا لآخر تعداد في 2005 ( 641.943 )نسمة، وفي القرن التاسع عشر كانت ثاني أكبر ميناء يستقبل المهاجرين القادمين من الشرق، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى 1729 على يد اللورد بولتيمور مالك المستعمرة ومؤسسها.

وفي الآونة الآخيرة أصبحت العلاقة بين الشرطة والأمريكيين السود أشبه بنار تقترب من برميل بارود.. فمدينة المهاجرين تسير على خطى فرجستون بعد مقتل فريدي جراي ـ شاب أسود ـ على يد الشرطة.

ففي 27 أبريل الماضي اندلعت المواجهات بين الشرطة والسود ونتج عنها إصابة 15 ضابط شرطة وأعلن  حاكم ولاية ميريلاند الأميركية التي تنتمي لها مدينة بالتيمور حالة الطوارىء وبدأ نشر الحرس الوطني ردا على أعمال العنف.

وفاة جراي

وأدت وفاة جراي إلى إعادة اشتعال غضب في العديد من المدن الأمريكية لرفض معاملة الشرطة للأميركيين السود بصفة عامة والتي اندلعت في سلسة من الأحداث التي كانت شرارتها الأولى في فرجستون العام الماضي بولاية ميزوري.

وتشير بعض التقارير إلى أن الشرطة التي حاولت في البداية تحجيم المحتجين بدأت تنفيذ اعتقالات واستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق الحشود، في حين وجهت  أسرة جراي مناشدة من أجل تنظيم احتجاجات سلمية بعد وقوع بعض الاعتقالات والإصابات في صفوف المحتجين.

البداية

في 12 أبريل الماضي اعتقلت الشرطة الأمريكية الشاب الأسود فريدي جرى 25 عاما فكانت البداية التي تطورت في 19 أبريل عندما توفي جرى بعد نقله إلى إحدى المستشفيات من محبسه على يد الشرطة.

ووفقا لتقارير وفاته فإن "جري" كان في غيبوبة وأنه رقبته به كسر تعرض له أثناء الاحتجاز في قسم الشرطة.

كيف رد السود؟

في 27 أبريل اندلعت احتجاجات واسعة ضد تعسف رجال الأمن تتخللها أعمال نهب وسرقة وعنف ضدهم.

رد الشرطة

في 28 أبريل أي بعد يوم من اندلاع الاحتجاجات أفادت شرطة مدينة بالتيمور بإصابة 24 من أفرادها وإحراق 144 سيارة و15 بناية واعتقال 235 شخصا.

إعلان الطوارئ

في ذات اليوم أعلن حاكم ولاية ميريلاند حالة الطوارئ في الولاية فيما قررت قيادة الحرس الوطني إرسال قرابة 5 آلاف جندي إلى المدينة المضطربة لمساعدة الشرطة المحلية، وفرضت رئيسة بلدية بالتيمور حظرا ليليا على التجول ابتداء من ليلة الاثنين الماضي ولمدة أسبوع من الساعة الـ10 مساء إلى الـ5 صباحا.

فرجستون

في 29 أبريل أفادت تقارير إعلامية واردة من مدينة فيرجستون بولاية ميزوري الأمريكية  بأن شخصين أصيبا بجروح في حادث إطلاق نار على خلفية الاضطرابات في بالتيمور.

احتجاجات نيويورك

اعتقلت الشرطة في نيويورك أكثر من 60 شخصا إثر احتجاجات حاشدة خرجت تضامنا مع بالتيمور، وفي ذات اليوم استأنفت الاحتجاجات في بالتيمور وجرت بهدوء ودون أعمال عنف،  وتحدى عشرات المحتجين حظر التجوال المفروض في المدينة ابتداء من الساعة العاشرة مساء، لكن الشرطة امتنعت عن القيام بمزيد من الاعتقالات.

أوباما

في ذات اليوم 28 أبريل دعا الرئيس باراك أوباما إدارات الشرطة في أنحاء البلاد إلى التفكير في طريقة التعامل مع المشتبه بهم من الأمريكيين الأفارقة.

وشدد أوباما على ضرورة كشف حقيقة قتل رجل خلال احتجازه لدى الشرطة في بالتيمور، مشيرا إلى أنه يتعين تطبيق العدل وتقديم كل الأدلة.

وأضاف الرئيس الأمريكي أن الضباط المتهمين يخضعون لمبدأ احترام الدولة لكافة الحقوق القانونية.

ومضى يقول إن سكان بالتيمور لا يتوقعون شيئا أقل من الحقيقة "وأنه من الامور الجوهرية تماما أن تظهر الحقيقة".

هيلاري كلينتون

"لننهي عصر السجون الجماعية".. تسعى هيلاري كلينتون ـ مرشحة الرئاسة الأمريكية في 2016 ـ إلى استدعاء إرثها الديمقراطي بالبحث عن أساب المشكلة وليس محاولة حل نتائجها، حيث هاجمت بصورة ضمنية القانون الجنائي لسنة 1994 والذي سمح للآلاف من أفراد الشرطة أن يتواجدوا في الشوارع ونتج عنه بناء مزيد من السجون واستحداث عقوبات أغلظ على المتورطين بقضايا المخدرات.

واعتبرت أن الأهتمام بتنشيط الاقتصاد الجماهيري والقضاء على الفقر وإعادة التأهيل أولى من بناء السجون.

روسيا تنتقد

قال قسطنطين دولجوف مفوض وزارة الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان إن الأحداث في مدينة بالتيمور دليل على أبعاد التمييز العنصري في الولايات المتحدة وحقيقة ما يتعرض له السود هناك.

الصين تتهكم

انتقدت صحيفة "الشعب" اليومية الأوسع انتشاراً في الصين الولايات المتحدة على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في مدينة بالتيمور بعد وفاة شاب أميركي من أصول أفريقية، معتبرة أنها تكشف "زيف المزاعم الأميركية" عن كون الولايات المتحدة مجتمعاً ينعم بالمساواة.

وأوردت الصحيفة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم أن الاضطرابات في بالتيمور وفيرجستون كشفت "الضعف المنهجي في النظام الأميركي".

وأضافت: "في كل مرة تغلي الكراهية القديمة والجديدة في التناقضات العرقية الأميركية التي وصفتها بأنها ساحة أحلام غير حقيقية لمحبي الحرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفقر والبطالة كانا سمة المكان الذي كان يعيش فيه الشاب فريدي جراي، مشيرة إلى اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء على مستوى الولايات المتحدة هو السبب في الأزمة.

عرقية أم طبقية

ويرى كثير من المحللين أن أحداث مدينة بالتيمور والمواجهات التي عمت مدن أميركية أخرى عقب وفاة الشاب فريدي جراي - ليست عرقية وتختلف عن أحداث فيرجستون بولاية ميسوري الأميركية التي شهدت أحداثا مشابهة إثر مقتل شاب أسود على يد شرطي أبيض.

ويعتبرون أن الطبقية والحواجز الاجتماعية بين الشرطة وأهالي بالتيمور هي السبب وراء العنف حيث يتعالى أفراد الشرطة على الفقراء، ويشعر سكان الضواحي الفقيرة بأنهم مستهدفون ويعاملون بطريقة غير عادلة، الأمر الذي خلق شعورا لدى الطبقات الفقيرة بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.

رحلة الفقر والقهر

وتساءلت كلينتون " كم من الأطفال نشأوا في أحياء فقيرة وخرجوا منها إلى السجن؟".. هكذا يجب أن يقاس الازدهار  في أمريكا، مشيرة إلى أن الاهتمام بالفقراء أفضل بكثير من صرف المكافآت في مكاتب الحكومة في الأحياء الغنية، فبعض الفقراء يعتبر أن الشرطة رمزا للقهر عندما تأخذهم من الفقر إلى السجن الذي يمثل رمزا للقهر.

إخفاء الحقائق

من جهة أخرى، برزت تطورات جديدة في قضية جراي حيث يعتقد المحققون بأنه عانى من إصابة في الرأس ولم تدرجها الشرطة في تقريرها لمكتب المدعي العام الثلاثاء الماضي.

6 ضباط

أعلنت مرالين موسبي المدعية العامة في مدينة بالتيمور الأمريكية اليوم، السبت، عن تقديم لائحة اتهام ضد 6 من ضباط الشرطة المتهمين في حادث مقتل جراي داخل محبسه، حيث تتراوح التهم الموجهة لضباط الشرطة بين القتل من الدرجة الثانية  إلى الاعتداء.

لم يكن يحمل سكين كما يدعون

وكشفت المدعية العامة مرالين موسبي أن جراي تعرض إلى إصابة بالغة في عنقه عندما تم تقييد يديه ورجليه داخل حافلة للشرطة أقلته إلى سجن بالمدينة، وقالت ان اعتقاله لم يكن بصورة قانونية وإنه لم يكن يحمل سكينا كما ادعى أفراد الشرطة.

يستغيث بأصم

وانتقدت موسبي الشرطة لعدم توفير العناية الطبية لجراي، مشيرة إلى أنه طلب المساعدة مرتين على الأقل دون أن يتم الاستجابة له.

تساؤلات

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن تلك التطورات تطرح كثيرا من الأسئلة التي تبحث عن إجابات في مقتل جراي ذي الـ25 عاما حول سلوكيات الشرطة بعد انتشار فيديو يكشف العنف الذي استخدمته الشرطة مع جراي حيث ألقي في مركبة شرطة مغلقة وهو مصاب في ساقه ونتج عن ذلك إصابات وجروح في رأسه قد تكون إحدى أسباب وفاته، مشيرة إلى أن  أفراد الشرطة تجاهلوا توسلات جراي عندما طلب نقله للمستشفى لتلقي العلاج.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان