إعلان

معركة تكريت.. انتصر الأعداء وسقطت داعش ـ (تقرير)

06:21 م الخميس 16 أبريل 2015

مسلحين شيعة وسنة مع القوات العراقية في معركة تكريت

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ علاء المطيري:

انتصر الأعداء وسقطت داعش.. حقيقة تكشفها مجريات الأحداث بعد تحرير مدينة تكريت، فماذا تعلمت بغداد من تلك المعركة، سؤال جذب أنظار المتابعين والمحللين عقب انتصار القوات العراقية المتحالفة مع الميليشيات الشيعية والقبائل السنية على داعش وطردها من تلك المدينة التي تٌعبر معقل السنة ومسقط رأس صدام حسين زعيم البعثيين.

ويشير الواقع أن المنتصرون في تلك المعركة هم في الأصل خصوما وأعداء فتحرير مدينة سنية بمليشيات شيعية يثير استياء السنة، وتركها في يد داعش مصدر قلق وإرهاب للشيعة والسنة والعاصمة بغداد وهو ما تناوله موقع ستراتفور البحثي الأمريكي الذي أشار إلى أن بغداد تعلمت 3 دروس من معركة تكريت قد تمكنها من وضع استراتيجية لمواجهة داعش وأزاحت مسلحيها عن العراق نهائيا.

وتابع الموقع أن تكريت هي أول معركة تخوضها القوات العراقية بالتنسيق مع الميليشيات الشيعية ومسلحي القبائل السنية أمام داعش بالتنسيق مع طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

الدرس الأول

هو أن وجود المقاتلين الشيعة في مناطق سنية يؤدى إلى زيادة حالت التوتر خاصة عندما يقوموا بعمليات عسكرية داخل تلك المناطق.

ويضاف إلى ذلك أن المجتمعون على قتال داعش يمكن وصفهم في أحسن الأحوال بالتحالف الهش، فالولايات المتحدة تشن هجمات جوية على تكريت ضد بعض التجمعات العسكرية المواجهة لهم وتترك دور القيادة لقوات الأمن العراقية في الهجوم النهائي على المدينة.

الدرس الثاني

هو أن معظم الميليشيات ترفض المشاركة في العمليات العسكرية نهائيا بمجرد دخول الولايات المتحدة حتى إذا كان دورها يقتصر على عمليات الدعم للقوات المحاربة، فالجزء الأكبر من المقاتلين الشيعة عاد إلى ميدان القتال بعد توقف الهجمات الأمريكية.

وحتى بعد عودتهم إلى القتال فإن الميليشيات الأكثر تدريبا لديهم علاقات قوية مع إيران ويمكن أن ينسحبوا من أي معارك أخرى، حيث توجد بعض الأدلة على أنهم ذهبوا للقتال في سوريا بدلا من ذلك.

الدرس الثالث

المستفادة من معركة تكريت هو أن تلك المعركة أظهرت أن القوات العراقية ستواجه حرب مدن بصورة مستمرة، فداعش لديها القدرة على تعطيل وإيقاف أي قوات قبل وصولها عن طريق زراعة العبوات الناسفة على الطرق واسخدام أشخاص لديهم القدرة على استهداف الوحدات المتحركة والثابتة عن بعد وتعطيل حركتها أو تدميرها كلية.

وفي هذا الحالة لن يكون أمام القوات العراقية سوى اختيار واحد وهو طلب دعم جوي من الطائرات الأمريكية حتى تتمكن من تثبيت أقدامها بقوة في مواضع تمركز خاصة أن المدفعية العراقية ليست متطورة ولا دقيقة بصورة تمكنها من إدارة نيران معركة في منطقة حضرية.

وبصورة مشابهة، فإن القوات الجوية العراقية لا تملك القدرات التي تمكنها من شن هجمات جراحية أو دقيقة ضد الأهداف المعادية على الرغم من حصولها على طائرات حربية من إيران وروسيا وربما يكون بعضها بقيادة طيارين أجانب.

وهذا النقص في قدرات المدفعية والطائرات العراقية على توجيه هجمات دقيقة يتوافق مع نقص المعلومات الاسخباراتية والمسح والاستطلاع للقوات العراقية.

ومن منظور المهندسين العسكريين مازالت القوات العراقية تحتاج إلى الكثير من التدريب لدعم عمليات التدريب ضد أنظمة التفجير الحديثة.

اجتماع الفرقاء

اجتمعت عناصر القبائل السنية مع الميليشيات الشيعية والمستشارين الإيرانيين الذين يدعمون القوات العراقية بطلب من بغداد إضافة إلى طائرات التحالف الذي تقود الولايات المتحدة والذي نفذت طائراته هجمات جراحية دقيقة أثناء المراحل المتقدمة من الهجوم.

ويمكن وصف توحد أهدافهم في القضاء على داعش بالتعاون، لكن الحقيقة هي أن هذا الوصف بلا مضمون، فجميعهم اتفقوا على اخراج داعش من المدينة لكن كل منهم لم يتعاون بصورة كاملة لدعم الآخر في ميدان القتال لأسباب سياسية أو طائفية.

وعلى الرغم من النجاح الذي حققته القوات العراقية في تكريت فإن تكلفتها البشرية للقوات العراقية كانت عالية، حيث كانت الأمور تسير بسرعة كبيرة في أول أسبوعين من القتال لكن سرعتها انخفضت بصورة حادة عندما وصل القتال إلى حدود المدينة إلى أن تم ترجيح كفة القتال بواسطة الضربات الجوية الأمريكية.

فالضربات الدقيقة التي قامت بها الطائرات الأمريكية استهدفت النقاط الثابتة لداعش بصورة مكنتها من استعادة قدرتها في الدفع النهائي للقوات في مواجهة عناصر داعش والسيطرة على أجزاء من المدينة أثناء تقدم الهجوم.

وعندما بدأت القوات العراقية تعاونا مع الميليشيات الشيعية تمكنت من جبر القصور الذي أصابها، لكنها مازالت تستخدم قوات غير احترافية بسبب نقص التدريبات التي جعلتها تواجه بعض المشكلات، فالميليشيات الشيعية قدمت قوات أرضية بقدر غير محدود لكن ولاءهم كان يتأرجح بين القادة الدينيين في الداخل والخارج، خاصة أن قوات الجيش مازالت تضمد جراحها بعد الفشل الذي تعرضت له العام الماضي نتيجة نقص القوة البشرية والدعم المعنوي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان