نائب الأمين العام لحزب الله للسعودية: ستدفعون ثمنا باهظا

كتبت - سارة عرفة:

شن نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم انتقادات لاذعة على السعودية بسبب قيادتها لتحالف عاصفة الحزم ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن، مضيفا أن السعودية ترتكب جرائم إبادة جماعية في اليمن.

ووجه قاسم في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، تحذيرا للسعودية قال لها "إنها ستدفع ثمنا باهظا" لتورطها في اليمن، مضيفا أن السعودية ارتكبت "خطأ استراتيجيا" بتدخلها في الشؤون الداخلية لليمن.

ولفتت الوكالة إلى أنه بعد أكثر من أسبوعين على عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، أخفقت الغارات في كبح سيطرة الحوثيين على السلطة. كما حولت الحملة السعودية اليمن الى مسرح لحرب جديدة بالوكالة بين المملكة وإيران التي تدعم الحوثيين، مع إن طهران تنفي دعمهم عسكريا.

من ناحية أخرى، تؤكد الإنتقادات القاسية لأعلى قوة سنية في المنطقة اتساع هوة الخلاف بين المملكة العربية السعودية وإيران، ومن المرجح أن يزيد ذلك من إستقطاب الإنقسام الشيعي السني في الشرق الأوسط المضطرب.

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله "السعودية ورطت نفسها (في اليمن) وسوف تتكبد خسائر فادحة جدا .. وهذا من شأنه أن ينعكس على مركزها وعلى وضعها الداخلي ودورها في المنطقة."

وقال قاسم:" إن ما يحدث في اليمن جريمة لا يمكن تجاهلها، فالمملكة العربية السعودية ترتكب إبادة جماعية في اليمن، ونحن لا يمكننا ان نسكت حيال ذلك"، وشبه الشيخ قاسم الغارات الجوية التي تقودها السعودية بالضربات الجوية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وقتل ما لا يقل عن 643 شخصا، أغلبهم من المدنيين، منذ 19 مارس إثر اشتداد قبضة الحوثيين على السلطة، وفقا لما أعلنته منظمة الصحة الدولية الأسبوع الماضي - وسقط أغلبهم منذ بدء الحملة الجوية السعودية في 26 مارس. كما هجر أكثر من 120 ألف يمني بفعل الغارات وفقا لما أعلنته الأمم المتحدة يوم أمس الاثنين.

وأشار قاسم، الذي كان يتحدث من معقل حزب الله في بيروت، إن الحملة التي تقودها السعودية داخل اليمن يمكن أن تؤدي إلى مشاكل داخلية.

وقال "ما يجري في اليمن اليوم سوف ينعكس على السعودية داخليا"، مضيفا أن المملكة ذات الأغلبية السنية لديها مشاكل داخلية، ما "قد يتسبب في تفجير الوضع الداخلي".

وأضاف قاسم "لذا فمن الحكمة ألا تتدخل في شؤون اليمن بطريقة سلبية، بل بطريقة إيجابية بأن تدعو إلى الحوار". كانت السعودية قد طالبت بحل تفاوضي وعرضت التوسط في محادثات بين جميع الأطراف في النزاع اليمني غير أنها رفضت وقفا فوريا للحملة الجوية.

جاءت تصريحات القيادي في حزب الله، وهي من بين أقسى ما وجهه الحزب اللبناني ضد الحملة التي تقودها السعودية، تكرارا لما قاله المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي الذي وصف الغارات الجوية السعودية الأسبوع الماضي بأنها إبادة جماعية.

ودعا قاسم السعودية إلى "العودة إلى رشدها"، ووقف الحملة الجوية التي قال إنها تساعد فقط فرع تنظيم القاعدة في اليمن وهو عدو لدود للحوثيين.

في غضون ذلك، نفى قاسم اتهامات بأن حزب الله أرسل مقاتلين أو مستشارين لدعم المتمردين الشيعة. ويقول معارضو حزب الله إنه أرسل مقاتلين. وقال مسؤولون يمنيون لأسوشيتد برس إن الحزب يدعم الحوثيين بمستشارين. ونفى حزب الله تقريرا نشر هذا الأسبوع في صحيفة سعودية بأن أحد مقاتليه قتل في اليمن.

وبالنسبة لسوريا، تنبأ قاسم بأن تستمر الحرب هناك لفترة طويلة، مضيفا أن مقاتلي حزب الله على استعداد للانضمام إلى قوات الرئيس بشار الأسد في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في جبال القلمون الوعرة على الحدود مع لبنان.

وقال "أرى أن المعركة في القلمون لا مفر منها"، مضيفا أنها تأخرت بسبب الأحوال الجوية. ويرجح أن تقسم المعركة حزب الله والجيش اللبناني على جانب من الحدود والجيش السوري على الجانب الأخر ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

ويقاتل آلاف من أعضاء حزب الله إلى جانب قوات الأسد ضد المتمردين السنة الذين يسعون للإطاحة به. وساعد دورهم - الذي خلف انقساما كبيرا في لبنان - في تحويل دفة القتال لصالح الأسد في العديد من المواقع الرئيسية في البلاد التي مزقتها الحرب.

وكرر قاسم أن مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا كانت لحماية لبنان من المليشيات الإسلامية.

وأصر على أن الجيش السوري يحقق سلسلة من الانتصارات على الرغم من الهزائم العسكرية الأخيرة التي جرت على أيدي المتمردين، وقال إنهم لم يغيروا الوضع العسكري على الأرض.

ومع ان حزب الله سبق وان وجه انتقادات السعودية في الماضي إلا إنه كان حرصا دائما على الحفاظ بمستوى من الإحترام، بسبب ما تتمتع به المملكة من دعم واسع في أوساط السنة في لبنان. والعاهل السعودي يضفي عليه لقبه كخادم للحرمين الشريفين أهمية ونفوذ خاصين في المنطقة.