الإيكونوميست: الانتخابات تضع نيجيريا على برميل بارود
لندن- أ ش أ:
وصفت مجلة الإيكونوميست البريطانية، انتخابات نيجيريا، السبت، بأنها أهم سباق تشهده أكبر دول أفريقيا تعدادا للسكان واقتصادا، منذ عودتها إلى الحكم المدني عام 1999.
وذكرت المجلة - في تقرير على موقعها الإلكتروني - أن نيجيريا استطاعت على مدار الـ15 عاما الأخيرة تحقيق إنجازات على صعيد النمو الاقتصادي عالميا، كما اقتحمت مجالات جديدة كالهواتف النقالة، محققة نموا سريعا رفع بدوره ناتجها المحلي الإجمالي.
وأكدت أن نيجيريا تخطت دولة جنوب أفريقيا واحتلت صدارة قائمة اقتصاديات القارة، منوهة عن أن تعدادها السكاني يشهد نموا متسارعا على نحو يُتوقع معه أن يفوق تعداد سكان أمريكا في العقود المقبلة.
ولفتت إلى أن نيجيريا تعاني مشاكل كبرى؛ فقبل 16 عاما كانت الحكومات تتغير عبر العنف المسلح وليس صناديق الاقتراع، الآن قد ترى الدولة لأول مرة حكومة تتغير بوسيلة ديمقراطية، وقد بات شبح الهزيمة في الانتخابات لأول مرة يهدد الحزب الديمقراطي الشعبي الذي يحكم نيجيريا منذ استعادة الديمقراطية.
ورصدت المجلة نتائج استطلاع للرأي تم إجراؤه مؤخرا، تشير إلى أن كلا من الرئيس جودلاك جوناثان الذي يحكم منذ 2010، وخصمه الرئيسي مرشح حزب المؤتمر التقدمي، محمد بخاري، حصل على نسبة 42 بالمئة من الأصوات المشاركة في الاستطلاع دون أن يتمكن أحد من حسمه لصالحه.
وحذرت من انخفاض مستوى الثقة الشعبية في نزاهة هذه الانتخابات وعدالتها، حسبما تشير استطلاعات للرأي، الأمر الذي يزيد من احتمالات اندلاع عنف حال طعْن المرشح الخاسر في نزاهة العملية الانتخابية.
وعادت المجلة بالأذهان إلى انتخابات عام 2011، التي تعتبر الأكثر نزاهة حتى الآن، مذكرة بسقوط نحو 1000 قتيل جراء أحداث عنف شهدتها العملية الانتخابية.
وشبهت الإيكونوميست نيجيريا بـبرميل بارود؛ منوهة عن أن عملية التصويت الانتخابي في الماضي طالما أفضت إلى انقسامات سواء دينية أم عرقية.
وأوضحت أن الشمال ذا الأغلبية المسلمة يميل إلى دعم مرشح المعارضة محمد بخاري، فيما يميل الجنوب الأكثر رخاء إلى دعم الرئيس جوناثان .. ورأت أن مثار القلق هنا يكمن في أنه حال فوز أيهما فسيندلع العنف في جزء أو آخر من البلاد: إذا فاز بخاري، الشمالي المسلم، فقد يتسبب فوزه في إعادة اشتعال عمليات التمرد في ''دلتا النيجر'' أغنى مناطق نيجيرية إنتاجا للنفط. كما أن إعادة انتخاب جوناثان، الجنوبي المسيحي، كفيل بتأجيج العنف في الشمال الأكثر فقرا، حيث قتلت جماعة ''بوكو حرام'' نحو 18 ألفا على مدار السنوات الأخيرة، بينهم نحو ألفين لقوا مصرعهم في يناير الماضي وحده.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول ''أيا كان الفائز في هذه الانتخابات، فإن الحكومة المقبلة تنتظرها عدة تحديات على رأسها: البنية التحتية المتهلهلة، وقيمة العملة النيجيرية ''النايرا'' التي انخفضت مؤخرا بانخفاض سعر النفط الذي يعتمد عليه النمو الاقتصادي في البلاد.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: