ماذا يجري في اليمن؟ (تقرير)
كتب ـ علاء المطيري:
قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن القتال في مدينة عدن جنوب اليمن بين المتمردين والقوات التابعة للرئيس عبد الربه منصور هادي يمكن أن يكون ساحة حرب دولية بالوكالة في تلك المدينة.
ولفتت الصحيفة في تقرير لها، الأربعاء، إلى أن سيطرة المتمردين على المطار الاستراتيجي خارج عدن أحدث آثارا كارثية للقوات الموالية للرئيس هادي.
وتابعت الصحيفة أنه في الوقت الذي تنجر فيه البلاد نحو حرب أهلية واسعة فإن أطراف دولية ستكون أطرفا في هذا الصراع الذي مازال من الصعب فهم طبيعة الدول التي ستنجر فيه.
ـ من هم المتمردون:
هم مجموعة من المسلمين الشيعة الذين يعرفون باسم " الحوثيين"، وقاموا بازاحة الرئيس هادي الشهر الماضي من العاصمة صنعاء واحتفظوا بوجود قوي في الشمال.
ـ من هم المتواجدون في الحكومة:
جاء الرئيس هادي إلى الحكم عبر الانتخابات عقب احتجاجات أزاحت على عبد الله صالح في 2011 على الرغم من أنه كان مدعوما من الحوثيين.
وبعد سيطرة الحوثيين على الحكم في سبتمبر 2014 دعمت الدول السنية المجاورة الرئيس هادي ووصفت ما قام به الحوثيون بأنه انقلاب عسكري.
ـ ما هي اهتمامات المجموعات الأخرى في اليمن؟
تتركز أنشطة القاعدة في جنوب وجنوب شرق اليمن وأثناء الحرب الأهلية قامت بهجمات مميتة لدعم المنتمين لها في شبه الجزيرة العربية وهو ترفض كل من الرئيس هادي والحوثيين على السواء ولا يمكن وصفها بالطائفية.
وزادت الصورة تعقيدا بظهور "داعش" اليمن التي في أواخر 2014 التي ترفض هادي والحوثيين والقاعدة والمعارضة، وهي متهمة بمسؤليتها عن التفجيرات الانتحارية التي جرت في إحدى المساجد الشيعية الأسبوع الماضي وقتلت 137 شخصا.
ـ الدول الأخرى:
تكمن خطورة الوضع اليمني في أنها ستصبح ساحة حربا بالوكالة بين دول الخليج السنية التي تدعم هادي والفصائل السنية وبين إيران التي تدعم المتمردين الشيعة.
فالسعودية لا تريد دولة شيعية على حدودها الجنوبية وهو ما ظهر في تحريك الأسلحة الثقيلة باتجاه الحدود الجنوبية مع اليمن على الرغم من إنكار المسؤولين السعوديين نية التدخل في هذا الصراع.
وفي ذات الوقت تسعى إيران إلى دعم الحوثيين وتدريبهم على استخدام الطائرات اليمنية التي يسيطرون عليها لدح القوات الحكومية.
ـ كيف سيبدو الصراع الدولي في اليمن:
قام الرئيس هادي أمس بمطالبة الأمم المتحدة توفير غطاء قانوني لتدخل الدول الخليجية وحماية النظام اليمني والتصدي للمتمردين الحوثيين.
وفي ذات الوقت قامت الولايات المتحدة وبريطانيا باخلاء أطقمها الدبلوماسية من اليمن مع تعليق النقاط العسكرية الصغير التابعة لأمريكا هناك.
وحتى اللحظات بدأت "حرب الكلمات" على المستوى الدولي حيث صرحت السعودية بأنه إذا لم ينتهي الحوثيون سلميا ستتخذ المملكة الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة مع ترك الباب مفتوح لتخفيف حالة التصعيد.
ويبرز السؤال هنا " هل ستتدخل الطيران الملكي السعودي لمنع عدن من السقوط؟".
والحقيقة أن كل المؤشرات تدل على أن السعودية تعد لعمل عسكريا قد يجب على تلك التساؤلات، لكن القرار السياسي لم يٌتخذ بعد.
ـ ما هي آخر التطورات على الأرض:
أكدت مصادر رسمية يمنية أن القوات الموالية للحوثيين استولت على مطار عدن.
والرئيس هادي غادر قصره الرئاسي إلى مكان غير معلوم، في ظل توقعات حكومة باستمرار تقدم الحوثيين وسينهار الاقتصاد اليمني بسقوط عدن.
ويضاف إلى ذلك سقوط وزير الدفاع محمود الصبيحى في يد الحوثيين.
ـ ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك؟
سيحاول الحوثيون إعادة الرئيس هادى إلى مقر إقامته الجبرية وهو ما أثيرت حوله تقارير تفيد بمغادرته البلاد.
والواقع أن المتمردين قد سيطروا فعليا على تلفزيون الدولة الرسمي الذي استخدموه في الإعلان عن مكافئة 100ألف دولار لمن يٌلقى القبض على الرئيس هادي.
واذا استمر الحوثيون ستضطر الدول العربية لدعم الرئيس هادي الذي سيواجه وضعا صعبا بداية من سقوط الحكومة وانتشار أجواء الحرب التي لا يوجد لها مخرج واضح أو استراتيجية قابلة للتطبيق ولا حتى حلول يمكن التوصل إليها.
فيديو قد يعجبك: