الثورة السورية في عيون الغرب.. انطلقت بالحرية فعادت إلى الظلام
كتب ـ علاء المطيري:
أصبحت الأزمة السورية واحدة من الصراعات التي تدور في الدول العربية والتي طالت تداعياتها خصوصا في العلاقة بين المسلمين والغرب.
وهو ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي أوضحت أن الأحداث في سوريا وعدد من الدول الإسلامية ألقت بظلالها على الدول الغربية.
وذكرت الصحيفة أنه على مدى أكثر من 13 عاما تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر حدثت تفجيرات مدريد وتفجيرات الحوافل وقطع رؤوس الصحفيين الغربيين والهجوم على شارل ابدو.
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة السورية كانت إحدى أسباب تأزم العلاقة بين المسلمين والغرب.
وقالت الصحيفة إن هذا الأمر دعم قدرة '' داعش'' في اقناع المسلمين بدورها في ظل الحرب التي يشنها أوباما في دولهم عقب فشل ثورات الربيع العربي.
-أزمة إنسانية عمرها 4 سنوات
كشف بحث شاركت فيه 130 منظمة غير حكومية عاملة في سوريا أن الأزمة الإنسانية في سوريا أخذت منحنى خطير بعد 4 سنوات من اندلاع الثورة التي خلفت ملايين اللاجئين ومئات الآلاف من القتلى والمصابين.
وألقت صحيفة الاندبندنت البريطانية الضوء على الأزمة الإنسانية في سوريا، مشيرة إلى أن 11 مليون شخص تركوا منازلهم ولقي 200 ألف آخرين مصرعهم.
وكشفت الصحيفة أن 175 ألف شخص من هؤلاء قٌتلوا في 2014 فقط، مشيرة إلى أنه العام الأكثر دموية في تاريخ الصراع.
ولفتت الصحيفة إلى أن ثلث اللاجئين ظلوا في الداخل في حين فر الباقون إلى تركيا والأردن ومصر.
ونقلت الصحيفة عن ديفيد ميلبند القيادي العمالي البريطاني ورئيس لجنة الإغاثة العالمية إن سوريا عادت إلى عصور الظلام بعد 4 سنوات من الصراع الذي لم تلوح له نهاية بعد، مشيرا إلى أنه زرع الخوف والحزن في نفوس مواطنيها.
ولفتت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلى أن المهاجرين السوريين يحاولون الفرار من المخيمات في تركيا إلى أوربا عن طريق رحلة مائية من السواحل التركية إلى جزيرة تشيوس اليونانية.
وألمحت الصحيفة إلى أن الفترة من يناير إلى سبتمبر 2014 تم انقاذ 9.552 من المهاجرين السوريين عبر المياه، مشيرة إلى أن هذا العدد أكثر من ضعف العدد الذي حاول الهجرة إلى أوربا في 2013.
وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية في أكتوبر أن سوريا كانت إحدى تبعات الحرب العالمية الأولى وأنها أصبحت ممزقة إلى أشلاء بعد أن أنهكتها الحروب الطائفية، مشيرة إلى أنها تواجه مصير دول أوربا الغربية بعد سقوط جدار برلين عام 1989.
- انطلقت نحو الحرية فعادت إلى عصور الظلام
قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن سوريا عادت إلى عصور الظلام، مشيرة إلى أن صورة الأقمار الصناعية في 2015 توضح أن 83% منها غارقة في ظلام دامس.
ولفتت الصحيفة في تقرير لها، الخميس، إلى أن الصور التي تم التقاطها تظهر حجم الدمار الذي خلفته 4 سنوات من الصراع الذي اندلع في 15 مارس 2011 ولم ينتهي بعد.
وتابعت الصحيفة أن بعض المدن أصبحت نسبة الظلام بها أكثر من النسبة الإجمالية، مشيرة إلى أن مدينة حلب التي شهدت أشرس ساحات الحرب الأهلية إضافة إلى تمرد ''داعش'' خيم الظلام على 93% منها.
- وطن يحترق وشعب يسأل.. ''هل من مفر؟''
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الأزمة السورية أصبحت أكثر تعقيدا وأن اللاجئين السوريين يبحثون عن ملاجئ آمنة في أوربا بعد أن فقدوا الأمل في العودة إلى ديارهم، مشيرة إلى أن الحرب الأهلية لن تنتهي بعد أن تغيرت خريطتها وتشابكت أطرافها الداخلية والخارجية.
وتشهد سوريا تحولات استراتيجية بصورة مستمرة في خريطة التنظيمات والجماعات المسلحة التي بدأت تتشكل في تحالفات جديدة زادت المشهد تعقيدا.
وهو ما كشفته مجلة فورين بوليسي الأمريكية عندما قالت إن إدارة أوباما لم تقم بدور مؤثر في هذا الصدد، مشيرة إلى أن خطوط أوباما الحمراء فقدت قيمتها عندما استخدم نظام الأسد الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
ولفتت المجلة إلى أن سوريا باتت منقسمة الإرهابيين والقتلة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الفوضى هناك، وأنه كان بإمكانها توجيه ضربات جوية لنظام الأسد ودعم المعارضة بمزيد من الأسلحة في وقت مبكر.
والواقع أن الولايات المتحدة دعمت الثوار بأسلحة تمكنهم من القتال لكنها لا تسمح لهم بالانتصار فطال أمد المعركة في ظل الدعم الروسي والإيراني لنظام الأسد، واستمر الأمر إلى أن سقطت تلك الأسلحة في يد ''داعش'' التي انطلقت بقوة زادت الموقف تعقيدا ووضعته على حافة الانهيار.
وقد دعمت أمريكا حزب العمال الكردستاني الذي لمواجهة داعش دون أن تضع في اعتبارها حساسية الأمر بالنسبة للأتراك، وحزب الله اللبناني الذي يدعم نظام الأسد الذي تعتبره تركيا أكبر عقبة في طريق حل الأزمة السورية.
وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الملايين التي أرسلتها الحكومات الغربية والمنظمات الغير حكومة والأمم المتحدة لاغاثة اللاجئين في سوريا عبر معبر كيليس التركي وصلت إلى داعش.
وقالت صحيفة ذا ناشونال الإماراتية إن ظهور داعش في سوريا هو مفتاح بقاء الأسد في ومكسب استراتيجي لإيران، في حين سيكون لها آثار كارثية علي دول أخري وهو ما أكده الواقع.
- سوريا.. أطفال في ميادين القتال
ظهرت ''داعش'' عقب اندلاع الثورة السورية وكان أهم ما يلفت الانتباه في تلك الجماعة التي ظهرت فجأة هو استخدام الأطفال في ميادين القتال.
وأوردت صحيفة الاندبندنت في أغسطس من العام الماضي تقريرا مصورا لمدرب الأطفال في ''داعش'' الذي يٌدعى عبد الله البلجيكي، مشيرة إلى أنه يسأل كل منهم '' جهادي أم انتحاري؟''.
ولعل ما أوردت الصحيفة ظهر في أجل صوره في حادث الرمادي الذي وقع الأسبوع الماضي عندما فجر مراهق استرالي نفسه في سيارة مفخخة وقتل 10 أشخاص ثم تبنى ''داعش'' للعملية وإعلانها صورة الشاب.
فيديو قد يعجبك: