إعلان

رهائن داعش .. بين الذبح والحرق

11:53 ص الأربعاء 04 فبراير 2015

كتبت- هدى الشيمي:

اشتهر تنظيم الدولة الإسلامية ''داعش'' بالوحشية المفرطة في التعامل مع رهائنه بصفة عامة، والرهائن الأجانب بصفة خاصة، فعلى مدار أعوام، استعمل التنظيم السبل الأكثر الوحشية في تعذيب وقتل الرهائن، وكانت الطريقة الأكثر شيوعا في قتلهم، هي قطع الرأس، إلا أنه قام مؤخرا باستعمال طريقة جديدة، وهي الحرق.

وبرر محللون سياسيون استعمال داعش لهذه الطرق الدموية، والتي وصفوها بـ''البربرية'' في قتل الرهائن، بمحاولة للتأكيد على قوتهم، وعلى عدم اكتراثهم لأي شيء، ولبث الرعب في نفوس المواطنين في الدول الأجنبية والعربية.

وهناك من شكك في حقيقة مقاطع الفيديو، التي نشرتها داعش، وأشاروا إلى أنها مقاطع فيديو وصور مفبركة، ومزيفة، تم تنفيذها باستخدام البرامج الإلكترونية.

كان أخر الرهائن المقتولين على يد التنظيم الجهادي، الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وسبقه عدد كبير من الصحفيين الأجانب، من بينهم جيمس فولي، بيتر كاسيج، وغيرهم.

- الحرق حيا :

فنشرت داعش مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو مساء أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، المأسور في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل، وهو يحرق حيا، بعد فشل المفاوضات بين التنظيم الجهادي، والحكومة الأردنية.

منذ أسر الكساسبة بعد تحطم طائرته أثناء شنها غارة جوية على مدينة الرقة بسوريا، وكثرت الأقاويل والتصريحات بشأن مصيره، الذي تعلق بالتنظيم الجهادي، وخلال الأيام الماضية طالبت داعش بالأفراج عن الجهادية ساجدة الريشاوي، التي اعتقلت في الأردن عام 2005، مقابل الإفراج عن الطيار الأردني.

وجاء هذا الاتفاق في إطار المفاوضات الغير مجدية، والمنتهية بالفشل بين الحكومة اليابانية والأردنية وتنظيم داعش، والتي بدأت بمطالبة التنظيم بـ200 مليون دولار فدية من الحكومة اليابانية مقابل الإفراج عن الرهينتين اليابانيتين، لدى التنظيم.

معاذ الكساسبة

- أزمة داعش واليابان:

وبدأت أزمة داعش واليابان، بعد تعهد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بفدع 200 مليون دولار، من الميزانية لتقديم المساعدات الغير عسكرية للدول التي ألحقت بها داعش الخسائر أثناء جولته في الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت نشر التنظيم عبر مواقع الانترنت، مقطع فيديو يهدد فيه بقتل اثنين من الرهائن اليابانية، في حالة عدم حصول التنظيم على فدية تقدر بـ200 مليون دولار، خلال 72 ساعة.

والرهائن هم المراسل العسكري كينجي جوتو الذي عمل في الكثير من مناطق النزاع من بينهم أفغانستان، وهارونا يوكاوا، وهو يعمل في توريد أفراد الأمن، وقام مقاتلو داعش باختطافه أثناء سفره إلى سوريا من أجل تلقي التدريبات العسكرية مع المليشيات السورية، واستطاعوا أسر جوتو في شهر أكتوبر الماضي، بعد سفره إلى سوريا من أجل إعادة يوكاوا إلى وطنه.

هارونا يوكاوا

وفور انتهاء المهلة التي منحتها داعش للحكومة اليابانية، قامت بذبح يوكاوا، وعرضت مقطع فيديو لعملية الذبح في الخامس والعشرين من يناير الماضي، وطالبت الحكومة اليابانية والأردنية بضرورة دفع الفدية، والإفراج عن الريشاوي، مقابل إطلاق سراح الرهنية اليابانية الأخرى، جوتو، والطيار البحريني معاذ الكساسبة.

وبعد فشل المفاوضات، قامت داعش بذبح جوتو، ونشرت مقطع فيديو لعملية الذبح، أكد فيه الجهادي، والذي يتوقع الخبراء والسياسيين بأنه الجهادي ''جون''، البريطاني الأصل، والذي قام بذبح باقي الرهائن الأجنبية، على أن اليابان تورطت في حرب خاسرة، وأنها من الآن ستعيش في كابوس حقيقي.

جوتو

- الانتقام من أمريكا:

ولا تعد الرهائن اليابانية، والطيار الأردني أول من تقوم داعش بقتلهم دون رفة جفن، حيث قامت بقتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي، والذي سافر إلى سوريا من أجل نقل وتغطية أحداث الحرب الأهلية في سوريا، فوقع أسير في أيدي مقاتلي داعش في نوفمبر 2012، وظل محتجزا حوالي عامين، ليتم ذبحه في يوم 19 أغسطس 2014، وقام التنظيم بنشر مقطع فيديو يعرض عملية الذبح، فوقع كالصدمة على المسئولين والسياسيين في أمريكا، والعالم.

جيمس فولي

وبعد مقتل فولي بأسبوعين، أعلنت داعش مقتل الصحفي الأمريكي الإسرائيلي ستيفن سوتلوف، بنشرها لمقطع فيديو قامت فيه بقتله بنفس الطريقة التي توفى بها مواطنه فولي، مؤكدين على أن ذبح الصحفيين الأمريكيين جاء كوسيلة للانتقام من أمريكا، التي تتزعم تحالفا دوليا، يشن غارات جوية على المناطق التي تتواجد بها داعش.

وحضر حفل تأبين سوتلوف، الذي أقيم في إحدى الكنائس بمدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، عدد كبير من اقربائه، واصدقائه، والسياسيين ومن بينهم السيناتور ماركو روبيو.

ستيفن سوتلوف

في نوفمبر 2014، نشرت داعش مقطع فيديو على إحدى المواقع الإلكترونية، يظهر في بيتر كاسيج، الجندي الأمريكي السابق في العراق، المختطف في سوريا عام 2013، وظل أسيرا لدى داعش لحوالي عام، بجانبه أحد الجهاديين، الذي برر سبب ذبحه بقتله للمسلمين في العراق، عندما كان أحد الجنود في الجيش الأمريكي، وشدد على أن مصير كاسيج، سيكون مستقبل كل الجنود الأمريكان الذين يقتلون المسلمين.

ولم تثنِ دعوات ولد كاسيج للداعش، ومطالبته بالإفراج عن ابنه، الذي اعتنق الإسلام، ويعمل في منظمة ''سيرا'' لتقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية، بعد تركه للجيش الأمريكي عام 2012، عن قتلهما لابنه، ونشرهم لمقطع الفيديو، الذي وصفه السياسيين بالدامي، والمأسوي.

بيتر كاسيج

- التحالف الشيطاني ضد داعش:

من أجل الانتقام من المملكة البريطانية المتحدة، قام التنظيم الجهادي بقتل موظف الإغاثة البريطاني ديفيد هينز، في سبتمبر 2014، والذي خطف في عام 2013، أثناء تغطيته للأحداث لحساب وكالة ''أكتيد'' الفرنسية.

وبرر التنظيم في مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن قتل هينز في سبتمبر، كان من أجل الانتقام من بريطانيا، لانضمامها للتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، ويضم عدد من الدول الأوروبية والعربية، أو ''التحالف الشيطاني'' بحسب داعش.

ديفيد هينز

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان