"دارة الملك عبد العزيز" توثق قوة العلاقات المصرية - السعودية
الرياض - (أ ش أ):
حرصت دارة الملك عبدالعزيز - التي تعنى بتوثيق التاريخ السياسي للمملكة كونه الجزء الأهم من التاريخ الوطني ويؤرخ للانتماء العربي والإسلامي - على توثيق العلاقات السعودية المصرية وإعطائها حقها من حفظ وثائقها وصورها وتداعياتها المهمة، وأصدائها الإعلامية، ورصدها وتقديمها للباحثين والباحثات المهتمين بالجانب السياسي والاجتماعي والثقافي بين البلدين.
وجاء فى مقال بصحيفة "الرياض" السعودية للكاتب عبدالله الحسني إن العلاقات السعودية المصرية توصف بأنها العلاقات المتينة والمثالية، بل إنها تقدم من خلال مسيرتها التي بدأت في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه نموذجا عاليا في التآخي الإسلامي والتعاضد العربي بين بلدين عربيين تربطهما وشيجة الدين واللغة والمصالح المشتركة ووحدة المصير، ذلك أن ثقل البلدين السياسي والاقتصادي وعراقة دورهما الدبلوماسي والسياسي والإنساني في المشهد العربي يؤهلانهما لتقديم هذا النموذج الناصع في الترابط والتواصل عبر مسارات عدة تصب في خدمة الشعبين السعودي والمصري وتعزيز القوى العربية، فالزيارة الملكية للملك عبدالعزيز للملك فاروق عام 1946 التي تعد أول زيارة له لبلد عربي أو غير عربي إذا ما استثنينا زيارته النادرة للبحرين في بداية توليه الحكم، هي اللبنة الأولى القوية التي أسست بقوة لهذا الارتباط التاريخي بين الحكومات المتعاقبة في البلدين، فقد كان صدى الزيارة مدويا ومميزا قرأ الجميع من خلاله أن العلاقات السعودية المصرية ستكون الأقوى على مر العقود القادمة، بل إن الملك عبدالعزيز أوصى قبل وفاته أبناءه خيرا بمصر وأن يوثقوا روابطهم وعلاقاتهم، وأن لا تتعرض لأي هزة مهما كانت الظروف.
وأضاف هذه العلاقة النموذج والمثمرة دعت دارة الملك عبدالعزيز إلى توثيقها وسبر أغوارها واستظهار دواعيها ونتائجها على الترابط بين الدولتين والشعبين ودراسة واقعها وقراءة وتحليل مستقبلها، فصور زيارة الملك عبدالعزيز للملك فاروق العديدة وبرفقته أبناؤه أصدرتها في عدة إصدارات منها الإصدار المصور "عبدالعزيز" وشاركت بها في عدة معارض كان آخرها معرض القاهرة الدولي للكتاب.
كما تحتفظ بصور الزيارات المتبادلة بين الملوك السعوديين والرؤساء المصريين، وتحتفظ الدارة كذلك بأرشيف صحفي للصحف المصرية والعربية عن الزيارات المتبادلة بين البلدين وما يتزامن معها من مقالات وتحليلات سياسية وإنتاج أدبي، كما أصدرت الدارة عددا من الكتب الموثقة لهذه العلاقات منها: كتاب "العلاقات السعودية المصرية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز" الذي شمل أوراق عمل الندوة العلمية الدولية عن هذه العلاقات التي عقدتها دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع مؤسسة الأهرام بمصر بمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله الحكم في المملكة العربية السعودية، وكتاب "العلاقات السعودية المصرية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز 1384 1395ه /1964 1975م"، وكتاب "لقاء رضوى وأثره على الأوضاع السياسية في العالم العربي 1364ه/1945م".
وأشارت إلى ان العلاقات السعودية المصرية مرت بمزيد من القوة والصلابة والأخوة على مر عهود ملوك المملكة العربية السعودية، حيث تعد الكوادر البشرية المصرية في المملكة العربية السعودية أعلى نسبة من غيرها، كما أن رقم الاستثمار السعودي في مصر هو الأكبر وعلى مدى سنوات طويلة فضلا عن عدد السياح السعوديين لمصر الذي يترجم التناغم بين الشعبين وتشابهما في عناصر عدة ورغبتهما في التواصل، وتكوين اللجان المشتركة بين البلدين لترجمة هذه العلاقة السياسية الوطيدة إلى عمل مؤسساتي ممنهج، فضلاً عن العلاقات الثقافية والعلمية التي تترجمها أعداد المبتعثين السعوديين إلى مصر في سنوات ماضية، وتبادل الخبرات البشرية بين البلدين، والمساعدات السعودية لمصر في الأزمات والكوارث الطبيعية، ووحدة الصوت السياسي تجاه المعطيات الدولية المستجدة.
ونوهت بأن العلاقات السعودية والمصرية تصل ذروتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حين جاء الرئيس المصري معزيا في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ومباركا للملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في توليه سدة الحكم في مشهد تاريخي تكرر على مدى ملوك المملكة ورؤساء مصر بفضل العناصر المشتركة العديدة في المكونات التاريخية والرؤية السياسية والارتباط الشعبي بين السعوديين والمصريين والتضامن في الهدف والمصير بين الدولتين، ثم تعمقت العلاقة بين البلدين مبشرة بعلاقة أقوى وأبرز وأكثر إيجابية في الاتصال الهاتفي بين الملك سلمان هذا الأسبوع والرئيس السيسي معبرا عن "علاقة المملكة العربية بمصر أكبر من أي محاولة لتعكيرها"، ومؤكدا أن ما يربط البلدين نموذج يحتذى في العلاقات الاستراتيجية والمصير المشترك.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: