إعلان

من هم "الأكراد"؟

01:47 م الخميس 05 نوفمبر 2015

من هم الاكراد

كتبت- هدى الشيمي:

رأت شبكة "بلومبرج" الإخبارية، أن الأكراد يعدوا أكبر مجموعة عرقية في العالم، بدون دولة خاصة بها، فصراعهم من أجل الحصول على الاستقلال توقف قبل قرن من الزمان، حيث عانوا كالكثير من الأقليات من أسوأ معاملة، وتوزعوا على الكثير من الدول.

وأشارت الشبكة إلى أن القوات الكردية، تعد الأكثر ثقة لدى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وقد استخدموا قوتهم في الصراع من أجل فرض سيطرتهم على سوريا، وتوسيعها للوصول إلى العراق، ومع ذلك لا يبدو أن الأكراد اقتربوا لحلمهم بتأسيس دولة مستقلة.

وأرجعت الصحيفة ذلك، للانقسامات بين قيادتهم، والتي تشكل عائقا أمام الدولة الكردية، فالمعارضة في إيران وأمريكا وتركيا، والتي تواصل حملتها القاسية ضد الأكراد الذين يطالبون بدولة خاصة بهم.

-الوضع:

في الوقت الذي يسعى فيه تنظيم داعش للتغيير ملامح الشرق الأوسط، استغل الأكراد الفرصة لكي يعيدوا تشكيل المنطقة بما يخدم مصلحتهم، وساعد الحكم شبه الذاتي لحكومة إقليم كردستان العراق على اضعاف الحكومة في العراق، مستغلين بذلك هجمات واعتداءات داعش.

عندما ترك الحكومة العراقية منطقة "كركوك" الغنية بالنفط، والتي يطمع فيها الأكراد منذ زمن طويلة، استطاعت القوات الكردية السيطرة على أجزاء من المدينة، وضواحيها، وقياسا على ذلك، والآن القوات الكردية العراقية تصدر حوالي 700 ألف برميل نفط يوميا.

وفي سوريا استطاع الأكراد الاستيلاء على مدن تل ابيض الحدودية، وانتزاعها من أيدي تنظيم داعش، مما يسمح لهم بالتواصل مع أكثر من منطقة، إذا تمكنوا من السيطرة عليهم، سيساعدهم ذلك على إعلان دولتهم المستقرة، ومع ذلك فأن الصراعات والتوترات بين الحكومة والأكراد تتصاعد بعد انتخابات يونيو، عندما استطاع الحزب الموالي للأكراد الحصول على مقاعد في البرلمان.

-خلفية:

الأكراد في الأصل مجموعة من الهندو أوروبيين، يبلغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة، كانوا في البداية بدو متنقلين، أغلبهم مسلمين سنة، ولديهم لغتهم الخاصة، مع عدد متنوع من اللهجات.

وعرفوا منذ أزمنة طويلة بالفطنة العسكرية، فكان صلاح الدين الأيوبي واحد من الأكراد، والذي استطاع هزيمة الصلبيين.

مهدت معاهدة سيفر عام 1920، بعد إحلال الإمبراطورية العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى، الطريق لتأسيس دولة كردية مستقرة، إلا أن الحلفاء المنتصرين ألغوا هذه المعاهدة عام 1923، واستبدلوها بمعاهدة لوزان، بسبب اعتراضات تركيا على المعاهدة السابقة، فقسمت الحدود الجديدة الأكراد بين تركيا والعراق وسوريا وإيران، وتعرضوا للتمييز بمختلف أشكاله، فتجردوا من جنسيتهم، واستبعدوا من مهن معينة، ومنعت الحكومات الأهالي من تسمية أبنائهم بأسماء معينة. مما دفعهم للمطالبة بالحصول على الحقوقهم، وبالمساواة، والحكم الذاتي، فتمردوا بشكل دوري، وكان رد فعل الحكومات هو طردهم من قراهم، والهجوم عليهم باستخدام الأسلحة النووية، حتى انتهت حرب الخليج عام 1991، وأنشأت الولايات المتحدة الأمريكية منطقة آمنة في العراق لحماية الأكراد.

-الحجة:

هل الدولة الكردية واقعية؟ حتى الأكراد لا يتحدثون بجدية عن ربط كافة المناطق ببعض من أجل تأسيس دولة موحدة قريبا، ولا يوجد حركة فردية تحمل نفس الأهداف أو تنفذ قرارات معينة.

القيادات الكردية لا تستطيع الاتحاد، فهي مفرقة بشكل كلي، ويرجع ذلك لاستغلال حكومات الدول لهم، واستخدامهم في مواجهة بعض، إلا أن النفط الموجود في العراق قد يجعل المنطقة الكردية ذات نفوذ اقتصادي، ويجذب إليها المستثمرين الأجانب، ومع ذلك فإن المنطقة غير ساحلية، وتعتمد بشكل شبه كلي على تركيا وإيران من أجل التجارة، وكل منهما يعارض إقامة دولة كردية في العراق خوفا من تشجيع الأكراد على الانفصال، بالإضافة لرفض الولايات المتحدة لهذه الفكرة أيضا، لأنها بذلك ستزيد من الانفصال بين الأعراق العراقية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان