إعلان

الاندبندنت: كاميرون يكرر أخطاء بريطانيا في العراق وأفغانستان

09:03 م الجمعة 27 نوفمبر 2015

كتب – سامي مجدي:

نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية مقالا تحدثت فيه عن أن الخطة التي قدمها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمجلس العموم لشن غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا "وصفة لتكرار اخفاقات الماضي في العراق وأفغانستان وليبيا، من خلال سوء تقدير قوة الأعداء المحتملين والحلفاء على السواء".

وقال باتريك كوكبورن في مقاله ونشر الخميس، إن خطة انضمام بريطانيا للحرب في سوريا "وثيقة مثيرة للقلق ومليئة بالتمنيات بشأن الموقف السياسي والعسكري على الأرض".

وقال إن "كاميرون رسم صورة لما يجري في سوريا والعراق تعكس أن الحكومة تريده أن يحدث. وإذا كان هو وهؤلاء المسؤولون عن تنفيذ السياسة البريطانية يؤمنون حقا بوجهات النظر هذه، إذن نحن سنواجه مفاجآت سيئة".

وأشار باتريك كوكبورن في مقاله إلى أنه من المهم أن نعلم ما إن كان تنظيم الدولة الإسلامية بات أقوى أو أضعف في العراق من تأثير أكثر من 5432 غارة جوية، 360 منها نفذتها طائرات بريطانية ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال إن سلاح الجو الملكي قام ب1600 مهمة، أظهرت أنه من الصعب استهداف قوة هذه العصابة من الجو وأنه سوف يواجه نفس المشكلة في سوريا، حسبما جاء في الصحيفة.

"الوضع أسوأ بكثير"

وذكر أن كاميرون قال إن القوات العراقية بدعم جوي من التحالف أوقفت تقدم داعش "واستعادت 30 في المئة من الأراضي العراقية". لكن في الحقيقة – يقول الكاتب – الوضع أسوأ بكثير. فداعش استولت على الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار في مايو، وطردت الجيش العراقي على الرغم من الدعم الجوي القوي من الولايات المتحدة.

وقال إن الأراضي التي فقدها التنظيم واقعة على الأطراف في الموصل وعلى جانبي نهر الفرات، ملفتا إلى أن أقوى قوات معادية لداعش هي المليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي لا يدعمها التحالف بالقوة الجوية.

وفي سوريا، الحلفاء على الأرض تحولوا إلى معارضة مسلحة من المفترض أن تقاتل داعش وبشار الأسد. لكن هذه القوات تهمين عليها جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا وأحرار الشام، وهي جماعة سنية متشددة متحالفة مع النصرية، حسبما قال كوكبورن.

وأضاف أن المكان الوحيد التي لدى المعارضة "المعتدلة" بعد القوة هو في الجنوب حيث شنوا هجوما في الصيف سمي "العاصفة الجنوبية" لكنها منيت بهزيمة.

وقال إن الشرح الذي قدمه كاميرون لاستراتيجيته أعد بالإشارة إلى "المعتدلين"، الذين لم يحدده، لأن وجودهم غامض في أفضل الأحوال. "في الواقع الأمر سيكون مقنعا جدا إذا وجدت جماعة قوية، لكن للأسف لا توجد".

وأشار كوكبورن إن حكومة كاميرون لا يبدو أنها بحثت أنها تتدخل في حرب أهلية شديدة التعقيد ومتطرفة بشكل وحشي. وهناك فرضية بأنه إذا رحل الأسد، فيمكن أن تكون هناك حكومة سورية انتقالية مقبولة من كل السوريين، لكن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن رحيل الأسد سوف يؤدي إلى انهيار الدولة وانتصار تنظيم داعش وخلافته المزعمة.

وقال إن "بريطانيا قد تشارك بقوة صغيرة في الحرب ضد داهش، لكنها لا يجب أن تقاتل هذا الخصم الخطير من دون معرفة جيدة لساحة القتال".

"استراتيجية شاملة"

ويسعى كاميرون لحض نواب المجلس على دعم التدخل العسكري ضمن "استراتيجية شاملة" للتصدي للتنظيم المتطرف.

ومن المتوقع أن يصوت مجلس العموم في غضون أسابيع قليلة على مشروع يخول الحكومة توجيه ضربات جوية في سوريا.

قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس إن شن ضربات جوية ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا "سيجعلنا أكثر أمنا".

ورفض كاميرون الزعم القائل إن ذلك سيجعل من بريطانيا أكبر هدف للهجمات الإرهابية، وذلك في سياق دعوته لعمل عسكري في سوريا أمام مجلس العموم البريطاني.

وقال رئيس الوزراء البريطاني للنواب إن بريطانيا حاليا هدف بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية، والطريق الوحيد للتعامل مع ذلك هو" القيام بفعل" في الوقت الراهن.

وأشار كاميرون إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية لن يهزم بالضربات الجوية فقط، لكنها جزء رئيسي من استراتيجية "شاملة" للتعامل مع هذا الخطر.

وأضاف كاميرون "لن يكون هناك تصويت في مجلس العموم ما لم تكون هناك غالبية مؤيدة لتمديد الضربات العسكرية في سوريا.

ورد كاميرون في مداخلته أمام المجلس على تقرير اصدرته مؤخرا لجنة الشؤون الخارجية المنبثقة عنه خلص الى انه ينبغي استيفاء مجموعة من الشروط قبل التفكير في توجيه ضربات جوية للتنظيم في سوريا.

وقالت اللجنة في تقريرها إنه على بريطانيا تجنب التدخل العسكري في سوريا ما لم تم صياغة "استراتيجية دولية متكاملة" للتصدي لداعش وانهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.

ويتعين على كاميرون اقناع عدد كاف من نواب الأحزاب الاخرى لتأييد وجهة نظره وذلك للتعويض عن العصيان المحتمل لبعض نواب حزبه حزب المحافظين.

وفيما يعارض زعيم حزب العمال المعارض فكرة التدخل العسكري في سوريا، من المرجح أن يؤيدها بعض من نواب الحزب.

وكان النواب البريطانيون قد رفضوا فكرة توجيه ضربات جوية ضد القوات السورية الحكومية في تصويت أجري عام 2013، ولكنهم منذ ذلك الحين خولوا الحكومة التدخل ضد داعش في العراق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان