إعلان

هل لداعش علاقة بالإسلام؟

03:55 م الإثنين 23 نوفمبر 2015


كتبت- هدى الشيمي:
في كل مرة يرتكب فيها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أي هجوم، أو أعمال وحشية، يصاب المسلمين، خاصة المسلمين في الدول الغربية بقشعريرة، فالهجمات المشابهة لما حدثت في العاصمة الفرنسية باريس، تعني جولة أخرى يمرون بها، من إدانة الجميع، ويفترضوا أنهم عليهم الشعور بالذنب، أو يشعروا بأن هناك عيب فيهم، بحسب ما ورد في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

أوضحت الصحيفة - في مقال رأي للباحث والكاتب شادي حميد نُشر على موقعها الإلكتروني- أن دافع الفصل بين الإسلام والجرائم والأخطاء التي يرتكبها تنظيم داعش، غير مفهوم، حيث ينشر المسلمين بيانات وموضوعات مثل "داعش ليس لها علاقة بالإسلام"، أو "داعش تستخدم الاسلام في تحقيق أهدافها".

وأشارت إلى أننا نعيش في عصر يزداد فيه التعصب ضد المسلمين، ويشعر السياسيين الآن أنهم مجبرين على قول أشياء لم تخطر على بال أحد من قبل، لحماية الإسلام والمسلمين من الربط بينهم وبين الجهاديين، فهذه قضية نبيلة وتستحق العمل على تحقيقها.

وتقول واشنطن بوست إن أغلب المسلمين يعارضون داعش، ويرفضون ايدولوجيتها، إلا أن ذلك ليس له علاقة بما يقال عن كون داعش ليس لها علاقة بالإسلام، فهي ومن الواضح تستخدمه، فبالنظر للمنهج الذي تتبعه داعش في الحكم، سيكتشف الجميع أن التنظيم يرتكب الأمور ثم يمنحها في النهاية الطابع الإسلامي.

فعلى سبيل المثال، بالنظر إلى الدور الذي يلعبه قادة حزب البعث أثناء فترة حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين في التنظيم، فإن هؤلاء الضباط لا يتعاملون مع الدين بالقدر الذي يتوقعه الجميع، وحتى القادة الأصغر سنا، الذين عملوا في الفترات الأخيرة قبل انتهاء حكم صدام.

تؤكد الصحيفة أن العلماء والباحثين الإسلاميين، وأصحاب الحركات الإسلامية لديهم دور كبير، وهدف أسمى، هو العمل على تفسير الإسلام والمساعدة على فهمه، بدلا من اصدار الاحكام حول الإسلام، ومساعدتهم على معرفة حقيقة المسلمين.

ووفقا للصحيفة، في كثير من الأحيان، تعد المسائل الدينية أمرا هاما، يلهم مؤيديه للتصرف، ويؤثر على استعدادهم للموت، وفي حالة داعش الاستعداد للقتل، وتؤثر على الحسابات الاستراتيجية، والقرارات في ساحات المعركة، فالإصرار لم يكن فعالا في مواجهة الاسلاموفوبيا.

ومنذ ذلك الحين، يرى غير المقتنعين أن الفصل بين الإسلام وداعش، عبارة عن الخروج من الواقع أو الحقيقة، وبدلا من ذلك، يجب النقاش حول كيفية العثور على الدوافع من أجل القضاء على الحروب الأهلية، ومعالجة أوجه القصور في الحكم، التي تتأثر بها داعش، والحركات الإسلامية المتشددة الأخرى، إلا أن هذا النقاش سيكون صعبا، في حالة اتمامه مع أشخاص يتجاهلون أهمية الدين.

ولفتت الصحيفة لأن هذا التحليل المقترح يأتي مع المخاطر الخاصة به، ويؤكد قوة الدين بصفة عامة، والإسلام بصفة خاصة، وقدرته على توفيره للمتعصبين الذين استولوا على الأفكار الإسلامية، ويستخدموها لمصلحتهم الخاصة.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان