صحيفة فرنسية تجيب: ماذا نقول لأطفالنا عن هجمات باريس؟
كتبت - أسماء ابراهيم:
التقت صحيفة لوبوان الفرنسية مع طبيب الأطفال الفرنسي ألدو الناعوري لمطالبته بمساعدة الآباء والأمهات على معرفة كيفية الحديث مع الأطفال عن العنف الذي شهدته العاصمة الفرنسية مؤخرًا.
وبدأ المحاور بالقول بإن الكثير من الآباء والأمهات يسألون ماذا يتوجب عليهم القول لأبنائهم في حال سألوا عما يحدث حولهم وخصوصا أولئك الذين فقدوا أقاربهم في العمليات الإرهابية الأخيرة.
يقول دكتور ألدو "قولوا لهم إن هناك حربا تجري في العالم البعيد، وأنها خطرة، لكن هناك أناسٌ من حولنا كرسوا حياتهم لحمايتنا، وأن الجيش والشرطة سيكونان دومًا في الأرجاء لمنع الخطر ومحاربة المهاجمين، وتمكنوا فعلا من ردع هجمات أخرى كانت ستضرب البلاد".
وعما يتوجب قوله للأطفال كون الحرب على الإرهاب انتقلت إلى الأراضي الفرنسية يقول دكتور ناعوري "عليكم أن تقولوا لهم بأن البلدان كلها مرتبطة ببعضها البعض وأن الحرب إذا جرت في بلاد أخرى فستتأثر بلادنا حتمًا بهذا، وأنه يتوجب علينا دومًا مساعدة الآخرين الذين تكون حياتهم في خطر، وفرنسا تدخلت لحماية الديمقراطيات وإنقاذ أطفال آخرين خارج أراضيها، لهذا جاء بعض من الأشرار لمقاتلتنا هنا في بلادنا محاولين ردعنا عن حماية الآخرين".
وعن كلمة "الحرب" هل يتوجب ذكرها أمام الأطفال يقول دكتور ناعوري "يمكنكم القول إنها "فعل الحرب" ولكن ليست حربًا حقيقية، إنها تبدو مثل حرب صغيرة، والأهم اننا لا نحب الحرب ولا نرغب بها أبدا، وأننا نفعل كل شيء لتجنبها، ويشير دكتور ألدو "الأطفال يفهمون كلام الكبار أكثر مما تتخيلون، أهم شيء عليكم فعله هو طمأنتهم قدر الإمكان، "قولو لهم نحن هنا إلى جانبكم لن نترككم أبدًا وكل شيء سيكون على ما يرام في المستقبل القريب جدًا، ولا ينبغي لكم أن تخيفوهم من الخروج إلى الشارع لأن هذا خطر".
ويوضح الدكتور "لقد كنت طفلاً صغيرًا أثناء الحرب، وما فادني فعلا هو طمأنة والدي لي، كانا يقولان لي "نحن هنا، وأنت معنا بأمان، بينما تقوم الشرطة بما يتوجب عليها لحمايتنا جميعا من الخطر".
وعن سؤال كيف لنا أن نشرح لهم كلمة إرهابي يقول دكتور ألدو "قولوا لهم بإنهم أناٌس ليسوا أذكياء كفاية، وأنه تم التلاعب بهم وإقناعهم بأذية الآخرين، لقد تم حشو رؤوسهم بالأكاذيب، واحرصوا على عدم إحباط أطفالكم وإخافتهم من الإرهابيين لأن إرهابيو داعش يسعون إلى تحويل العالم إلى أُناس جبناء".
وعما نقوله أثناء تحدثنا عن الإسلام يقول دكتور ألدو: "قولوا لهم إن الإرهابيين يمكن إن يكونوا من أي دين، ليسوا مسلمين فقط، فقد كان هناك إرهابيين مسيحيين أيام محاكم التفتيش، وإرهابيين يهود أيام الانتداب البريطاني لفلسطين- بحسب قوله- وإرهابيين ليس لهم أي دين في زمن الثورة الروسية.. الدين يربط الناس مع بعضهم بالمحبة ولا يريد قتلهم، انا نتحدث هنا عن كل الاديان، لكن بعض من الناس يستخدم الدين ويُقتل باسمه ويصنع المجازر وهذا ما حدث ويحدث في العالم وفي كل الأديان".
فيديو قد يعجبك: