إعلان

لماذا نفذت داعش تفجيرات باريس؟

03:30 م الأحد 15 نوفمبر 2015

كتبت- هدى الشيمي: 

وجدت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن أسوأ رد فعل على هجمات باريس ستكون تلك التي تزيد من قوة داعش، فعندما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده في حالة حرب مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، كان على حق، ولكن بلاده ستفوز بتلك الحرب في حالة واحدة فقط، إذا لم يتم استفزازهم حتى يقوموا برد الفعل الذي ترغب فيه أو تتوقعه داعش.

تقول الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني- إن الباريسين اعتادوا ذلك النوع من العنف، ففي شهر يناير الماضي وقعت أحداث شارلي إيبدو، مما تسبب في مقتل نصف العاملين بها، والآن يمرون بمعاناة جديدة، بعد وقوع أكثر هجمات باريس شراسة يوم الجمعة الماضي، وقد يستغرق الأمر سنوات طويلة حتى يتعافى المواطنون من آثار ما مروا به.

وتساءلت الصحيفة عن أسباب فعل داعش لجريمة مماثلة، ورأت أن السبب الرئيسي لذلك قد يكون في رغبتها في استفزاز ،أو إثارة أوروبا، ودفعهم للهجوم عليهم على أراضيهم في العراق وسوريا، لأنهم يريدون رؤية القوات الغربية على أراضيهم، لأن ذلك سيُحدث الفوضى والدمار الذي يرغبون فيه، ويستغلوه في تجنيد المزيد من الرجال، وتفعل داعش ذلك أيضا لخلق حالة من الانقسام، والتوتر، لأنها على دراية بأن ذلك سيمكنها من تحقيق أهدافها، فهم يرغبون في نقل شعور الرفض والتمييز للمسلمين الغربين، مما يدفعهم إلى الانتقال إلى سوريا، والانضمام للتنظيم.

وتشير الصحيفة لرغبة داعش في رؤية الدولة الغربية مغلقة على نفسها، وأن تتحول لمجتمعا استبداديا، حيث ينتشر الخوف في أركانها، لأنهم يكرهون ما تحارب من أجله تلك الدول، وترفض القيم والمثل التي تناهض من أجل تحقيقها، لذلك يستفزوهم من أجل تغيير ذلك.

كما ترى الاندبندنت أن الاغراءات التي تقدمها داعش من أجل دفع باريس للرد قوية، حيث قال الرئيس الفرنسي أن رد فعل حكومته على ما حدث سيكون بلا رحمة، مشيرة إلى أنها يجب أن تكون استراتيجية منظمة، حتى لا يقعوا في الفخ الذي ينصبه داعش له.

ودعت إلى ضرورة الوقوف والحفاظ على القيم التي طالما حاولت أوروبا الحفاظ عليها، وهي الليبرالية، والعلمانية والانفتاح وحرية التعبير والمساواة.

وأكدت الصحيفة ما تقوله بالإشارة على مقاطع الفيديو الوحشية المرعبة التي نشرتها داعش عندما طالبت السوريين بالعودة لوطنهم، بعد إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن توفير مناطق آمنة للاجئين السوريين، إلا أن تلك التهديدات كانت بدون قيمة، لأن السوريون وجدوا في أوروبا المأوى الآمن لهم، فردوا على ذلك بهجمات بيروت وباريس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان