سوريا.. "داعش" يعدم 3 أشخاص بعد تقييدهم إلى الأعمدة الأثرية بتدمر
القاهرة - مصراوي:
قال نشطاء سوريون نقلا عن مصادر محلية في مدينة تدمر السورية الأثرية مساء الاثنين 26 أكتوبر إن تنظيم "الدولة الإسلامية" فجر 3 أعمدة في المدينة الأثرية بتدمر.
وأشار النشطاء إلى أن عناصر تنظيم "داعش"، الذي يسيطر على مدينة تدمر منذ 20 مايو، قيدوا 3 أشخاص كانوا معتقلين لديهم إلى الأعمدة في القسم الأثري من تدمر وقاموا بإعدامهم عن طريق تفجير هذه الأعمدة دون أن يتم التعرف بعد على هوية المقتولين.
وتعتبر هذه الحادثة الأولى التي يقوم فيها تنظيم "داعش" بإعدام أشخاص بهذه الطريقة.
وكان التنظيم المسلح قد عمد خلال الأسابيع الماضية إلى اختلاق طرق جديدة في الإعدام، منها دهس عنصر من القوات السورية باستعمال الدبابة، إضافة إلى إعدام أشخاص بعد إجبارهم على حفر قبورهم بأيديهم، وغيرها من الاساليب الأخرى، كالحرق والذبح والموت غرقا.
وقال موقع روسيا اليوم إن عناصر تنظيم "داعش"، قاموا الاثنين 5 أكتوبر، بتدمير قوس النصر الأثري الشهير في تدمر بسوريا.
ويقع قوس النصر، البالغ من العمر 2000 عام، عند مدخل شارع الأعمدة في هذه المدينة التاريخية ، ويعود إلى عهد الدولة الرومانية.
وتعد مدينة تدمر التي يسيطر عليها التنظيم منذ الـ20 من شهر مايو الماضي إحدى أقدم المدن التاريخية في العالم، وتنتشر الصروح الأثرية المختلفة فيها على مساحات واسعة، وتعود معالمها الحضارية إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين، وقد ازدهرت بشكل خاص في عهد الملكة زنوبيا ونافست الحضارة الرومانية وقتها، وأدرجتها منظمة اليونيسكو عام 2013 على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر.
ومنذ اقتحامها بدأ تنظيم "داعش" باستهداف آثارها وشخصياتها الثقافية.
ففي 4 سبتمبر دمر 3 مدافن أثرية على شكل أبراج، وهي "جمباليك وإلاله بل وكيتوت"، وسبق ذلك تفجيره في الـ 23 من أغسطس/آب معبد بعل شمين الشهير في المدينة. وهو معبد يقع في الحي الشمالي للمدينة فوق أنقاض معبد أقدم منه، يتألف بناؤه من الحرم وساحتين شمالية وجنوبية تحيط بهما الأروقة، وأمام الحرم عتبة تحمل 6 أعمدة وجبهة مثلثية، ودخلته بعض العناصر المعمارية الإغريقية والرومانية.
عملية تفجير معبد بعل شمين جاءت بعد أيام قليلة من عملية ذبح عالم آثار سوري في مدينة تدمر قام بها مسلحو التنظيم وعلقوا جثته على عامود في ميدان عام.
إلى ذلك، أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية تعرض معبد "بل" في مدينة تدمير، ليصبح بذلك ثاني معبد يدمره تنظيم "داعش" في غضون أسبوع في المدينة الأثرية.
ويعد معبد "بل" في تدمر أبرز معالم هذه المدينة الأثرية الملقبة بـ "لؤلؤة الصحراء"، وقد استغرق بناء هذا المعبد، الذي كان يزوره قبل بدء النزاع في البلاد نحو 150 ألف سائح سنويا، استغرق نحو قرن من الزمن، إذ بدأ تشييده في عام 32 وانتهى في القرن الثاني الميلادي.
وفي 2 يوليو الماضي دمر التنظيم تمثال أسد اللات الذي كان موجودا في حديقة متحف مدينة تدمر ، وهو قطعة فريدة بارتفاع أكثر من 3 أمتار وتزن قرابة 15 طنا.
والجدير بالذكر، أن بربرية تنظيم "الدولة الإسلامية" في التعامل مع الآثار التاريخية كانت بدأت بالظهور مع استهداف الآثار العراقية منذ فبراير الماضي، حيث نشر "داعش" شريطا مصورا لرجاله وهم منهمكون في تحطيم الآثار الآشورية والكلدانية وتحفها النادرة الموجودة في متحف الموصل الواقعة شمال العراق. كما دمر التنظيم مدينة نمرود، إحدى أهم عواصم الإمبراطورية الآشورية القديمة، وكذلك مدينة الحضر الأثرية التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
فيديو قد يعجبك: