إعلان

هل يمكن منع انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية؟

04:08 م الإثنين 19 أكتوبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – أماني بهجت:
تساءلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن إمكانية حدوث "انتفاضة ثالثة" من عدمها، وأرجعت المجلة أسباب تصاعد العنف بين الشباب الفلسطيني والمستوطنين الصهاينة إلى وجود فراغ في السلطة على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وافتتحت المجلة تقريرها بأحد المشاهد التي أصبحت معتادة في ظل تزايد وتيرة العنف يومًا بعد يوم، "جسدان ملقيان على الرصيف، يغطي كل منهما غطاء أبيض مرتشح بالدماء، وفي الخلفية العديد من رجال الشرطة يفتشون المنطقة حول مكان الحادث، جبل المكابر، شرقي القدس، في حين دعت الحكومة لاجتماع عاجل لمنع وصول الفلسطينيين وإغلاق المحال."
تُضيف المجلة أن ذلك "يبدو مألوفًا على أي حال، ففي العام الماضي، تم اتخاذ نفس الاجراءات وذلك بعد اعتداء على كنيس يهودي أودى بحياة 5 أشخاص. ومع تصاعد وتيرة العنف، لقى 3 اسرائيليين حتفهم ليرتفع عدد القتلى إلى 7 أشخاص، تاركين إسرائيل ليتملكها الرعب، بعد أكثر من 20 عملية".

على عكس السنة الماضية، العنف قد وصل إلى مناطق بعيدة عن القدس؛ فعمليات الطعن قد وصلت إلى مناطق في الداخل الإسرائيلي لم يكن يصل إليها الفلسطينيين من ذي قبل. لم تسلم الضفة الغربية وغزة من حالة عدم الاستقرار، فمع 18 قتيل من الجانب الفلسطيني في أسبوع من التظاهرات معظمهم قُتلوا بنيران القوات الاسرائيلية. علاوة على إصابة ما يقرب 1400 شخص، وفقًا لمصادر طبية.

كانت القوات الاسرائيلية قد أغلقت الأحياء المؤدية لشرق القدس وأحاطتها بنقاط تفتيش، وتم توزيع مئات من الجنود الإسرائيليين لحماية الحافلات.
اختلف السياسيون فيما بينهم حول تسمية ما يحدث، بينما لمرات قليلة يتفق، إسماعيل هنية القيادي في حركة حماس، واسحاق هيرزوج، قائد المعارضة الإسرائيلية: على أن ما نشهده هو بداية "انتفاضة ثالثة"، وفقا للمجلة.

"تظل هذه المرة الأحداث المختلفة، فالانتفاضتين الماضيتين، كان محركهما الأساسي منظمات المجتمع المدني والجماعات المسلحة، الفلسطينيون مُقسّمون الآن عن ذي قبل: لم يعد أحد قادرًا على قيادة انتفاضة جديدة. الشباب الآن هم من يقودون سلسلة من أحداث العنف، معظمهم لا يمتلك سجل إجرامي أو توجه سياسي. حوادث العنف من طعن وغيره هي عشوائية للغاية، وليدة اللحظة، ومستمدة من أحداث قديمة والتي يعاد نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي".

وتقول "بينما يقبع محمود عباس في عالم مواز، فقد قضى أحد الأيام وهو يقص شريط افتتاح برج تجارين ويوم أخر وهو يستقبل رئيس الوزراء الهندي لبحث سبل التعاون وتلقى تمويلًا ضخمًا لإنشاء ما يُعرف باسم "المعهد الفلسطيني للدبلوماسية".
وتضيف أنه "على بعد عدة أميال من قصر محمود عباس، تبدو سلطته مهددة بفقدان السيطرة على الشباب الفلسطيني الغاضب في الضفة الغربية".
ومع فراغ السلطة الموجودة في رام الله، يُنذر ذلك بخروج الأمور عن السيطرة. السبوع الماضي، قام طفل فلسطيني 13 عامًا بطعن إسرائيلي أخر 13 عامًا،  في شرقي القدس. فتجمع المستوطنين على الطفل الفلسطيني وقاموا بضربه حتى سالت دماؤه في كل مكان وشتموه بأقذع الألفاظ مطالبين قوات الشرطة بالقضاء عليه.

تقول المجلة أنه من المثير للسخرية أن من قام بالتقاط هذا الفيديو هو اسرائيلي، قام البعض بتداول الفيديو مقتطعًا من سياقه، دون جزء الطعن وتم تداوله ملايين المرات.
تبع هذا الهجوم، هجوم أخر نفذه بهاء عليان، شاب فلسطيني يبلغ من العمر 22 عامًا، وقد كتب بهاء تغريده قبيل مقتله "أخبروا السلطة الفلسطينية، أن التهدئة بيد الشعوب، وليست في أيدي الحكام."
حاولت حماس مجاراة ما يحدث وركوب الموجة دون المساس بموقعها في غزة.
العديد من حوادث العنف قد تصاعدت كانت أعنفها هو إلقاء اسرائيل لقذيفة أودت بحياة أم حامل وابنتها، ردود الفعل على هذا الحدث كانت غاضبة للغاية.
وتقوم إسرائيل بما تقوم به كل مرة، قامت بزيادة عدد جنودها في مناطق التهديد وزيادة نقاط التفتيش.

بينما يبدو الداخل الإسرائيلي ليس سعيدًا بما يحدث، وغاضبًا على نتنياهو، الذي كانت قد تم إعادة انتخابه في مارس بسبب سياساته العسكرية.
في استطلاع رأي قامت به القناة الثانية الإسرائيلية، أظهر أن 73 في المئة من اليهود الإسرائيليين غير راضين عن رئيس الحكومة. وعندما سُئلوا عن الزعيم المناسب، قال 22 في المئة منهم أن أفيجدرو ليبرمان، وهو وزير الخارجية الأسبق، والذي اتخذ من "الإعدام للإرهابيين" كشعار انتخابي له.

وتقول إن طلبات ترخيص الأسلحة في ازدياد مستمر، بينما قام نائب وزير الدفاع بحث المواطنين على حمل اسلحتهم في كل مكان.
ومع ازدياد قتامة الوضع، فالوجود العالمي مع القضية لم يعد متواجدًا، فوزير الخارجية الأمريكي جون كيري وملك الأردن الملك عبد الله واللذان قاموا بتهدئة الوضع الشتاء الماضي مع عباس ونتنياهو، لم بعد لهم تواجد الآن ولم يظهروا اهتمامًا بالوضع.

ووفقًا للمجلة، فإن ذلك علامة على سقوط هذه القضية من الحسابات العالمية ففي خطاب أوباما أمام الهيئة العامة للأم المتحدة لم يذكر فلسطين أو إسرائيل مرة واحدة، وللصراحة، فإن خطابه كان قبل تصاعد موجة العنف بالشكل الموجود الآن، ومع وجود حرب بالوكالة بين القوى العالمية في الجارة السورية، فالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يبدو أنه لم يعد مهمًا.
سمها "الانتفاضة الثالثة" أو "موجة من الإرهاب" أو "صحوة الأقصى"، ربما الوضع الأفضل لتوصيف العنف الحادث الآن، هو ببساطة، المستقبل.

كلٌ من محمود عباس وبنيامين نتنياهو، وجهان لعملة واحدة: فهم قادة ليس لديهم شعبية ولا إلهام لشعوبهم، سمحوا لحل الدولتين بالموت البطيء. أظهر استطلاع راي اُجريّ الشهر الماضي، أن 51 في المئة من الفلسطينيين لم يعودوا يؤمنوا به، أكبر عدد على الإطلاق، وقد أظهر استطلاع الرأي، لأول مرة، أنهم يريدون حل السلطة الفلسطينية.
وتُنهي المجلة تقريرها، بمقول لأحد الشباب الفلسطيني، "الانتفاضة الأولى أعطتنا السلطة الفلسطينية، ربما ستقوم الانتفاضة الثالثة باستعادتها."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان