إعلان

مجلة أمريكية: سبع عقبات تهدد استقرار السعودية

11:47 ص الإثنين 12 أكتوبر 2015

الملك سلمان

كتبت - منه الشاذلي:

كما لو أن الشرق الأوسط لا يمتلك ما يكفيه من مشاكل، فتطرأ مشكلات جديدة تواجهها المملكة العربية السعودية" ، تلك الجملة التي افتتح بها الكاتب جون حنا آخر مقالاته بمجلة الفورين بوليسي الأمريكية، والذي ناقش فيها ما تواجهه المملكة العربية السعودية من مشكلات في الوقت الراهن، بداية من تراجع أسعار النفط وحتى تصاعد المشكلة مع إيران نتيجة إتباع سياسات خاطئة، فالأحداث المتصاعدة قد تتجمع لتشكل تحدٍ كبير يواجهه النظام السعودي إذا ما استطاعت إدارته بشكل صحيح.

وكانت أولى المشكلات التي بدأ بها الكاتب هي تصاعد الخلافات بداخل العائلة المالكة، حيث نشرت صحيفة الجارديان البريطانية خطابين أُرسلوا من قِبل أمير سعودي مجهول تم تداولهم بين كبار أعضاء الأسرة المالكة، يدعوهم لشن إنقلاب ضد الملك سلمان، ويتضمن ذلك الخطاب أن سلمان الذي تولى الحكم في يناير الماضي وابنه ولي العهد محمد بن سلمان اتبعوا سياسات خطرة تقود البلاد إلى خراب اقتصادي وسياسي وعسكري.

والعقبة الثانية هي حرب اليمن، والتي هي في تصاعد مستمر، فتدخل السعودية لمحاربة المتمردين الحوثيين يعتبر مصدرًا خطيرًا لفتنة داخلية.

وثالثًا الأزمة الإقتصادية التي تواجهها السعودية، حيث تراجعت أسعار النفط إلى 50% خلال العام الماضي،وتواجه خمولا كبيرا بحركة السوق، فخططت السعودية إلى الإبقاء على الإنتاج المرتفع والمحاربة من أجل حصتها في السوق مع السماح لأسعار النفط بالانهيار بالإضافة إلى انهيار عمل الشركات المنتجة للنفط بتكلفة عالية وخاصة في أمريكا، حيث سيحفز هبوط أسعار النفط على الطلب المتزايد عليه بشكل كبير.

ولكن الكاتب لا يعتقد أن الخطة تسير على ما يرام، على الأقل ليس بالسرعة التي خططت لها السعودية.

وذكر أن ميزانية السعودية لعام 2015 استندت على أن يصل سعر برميل النفط إلى 90 دولار، والنتيجة حدوث عجز بالميزانية بنسبة 20% يقدر بحوالي 100 بيليون دولار مما دفع السعوديين للجوء لإستنزاف الميزانية الإحتياطية من النقد الأجنبي بمعدل قياسي يصل إلى حوالي 12 بليون دولار في الشهر الواحد، ومن المؤسف أن ذلك يشكل تهديدا قاتلا للمملكة، فمبيعات النفط ما زالت تشكل من 80 لـ 90 % من ايرادات الدولة.

وأضاف أنه على رأس المشاكل المالية المتنامية، يعاني 30% من المواطنون السعودين دون الثلاثين بعدم توافر وظائف للعمل، وارتفاع معدلات الفقر بشكل كبير بين السعوديين الأصليين.

وأشار الكاتب إلى مأساة الحج بمكة أنها العقبة الرابعة وخاصة هذا العام، بعد انهيار الرافعة التي قتلت أكثر من مئة شخصًا، وتبعها حدث التدافع الذي وصل عدد ضحاياه إلى حوالي 780 شخصًا كما يزعمون، مما عرض السعودية حاد بسبب سوء تنظيمهم للحج.

أما لعقبة الخامسة فهي تصاعد الصراع مع إيران، فمأساة الحج بمكة أدت إلى تكثيف التوترات بعلاقتها مع السعوديين التي هي في ذروتها بطبيعة الحال بسبب القضية النووية ومحاولات إيران زعزعة الإستقرار في المنطقة بأسرها، فضحايا الحجاج الإيرانين هم الاكثر عددًا.

ويعتقد أن إيران بدأت بتحديها ضد المصالح السعودية، ففي 30 سبتمبر، أعلنت المملكة أنه تم القبض على قارب صيد إيرانية محملة بالأسلحة في طريقها لإعادة إمداد المتمردين الحوثيين ضد قوات التحالف السعودي في اليمن، وفي اليوم التالي، صرحت البحرين عن اكتشاف مصنعًا لتصنيع القنابل ذو صله بالحرس الثوري الإسلامي الإيراني.

وكانت النتيجة تنحي السفير البحريني من طهران.

وبالنسبة للعقبة السادسة فيرى الكاتب أن سوريا شهدت في الأسابيع القليلة الماضية ظهور قوة من تحالف عسكري ايراني روسي للحفاظ على نظام الأسد في السلطة، وبدء حملة قصف كبرى من قبل الطائرات المقاتلة الروسية، وأرسلت إيران مئات القوات إلى سوريا للمساعدة في قيادة هجوم بري جديد ضد القوات المدعومة من قبل السعوديين.

ويرى الكاتب أن العقبة السابعة والأخيرة هي خفض النفقات في الولايات المتحدة، فمن المحتمل أن يدفع أمريكا للتخلى عن دورها التقليدي كضامن للاستقرار في الشرق الأوسط.، ويعتبر ذلك أمرًا صادمًا بالنسبة للسعوديين.

وفي نفس الوقت، فإن التحديات التي تحيط المملكة في تضخم وإزدياد، فهي حتمًا تهدد إستقرار الدولة بالإضافة إلى زيادة الإخلافات بين المسؤلين و انهيار الشرعية تصاعد القوات من الجهات الفاعلة الأجنبية المعادية .

يري الكاتب أن المؤشرات تظهر أن كل شئ يسير في الإتجاه الخاطئ لأول مرة في تاريخ المملكة، مما قد يعرضها لخطر اكبر مما كانت عليه في الماضي إذا ما تعاملت مع تلك العقبات بحكمة.

فيديو قد يعجبك: