لماذا تشن روسيا غارات جوية على سوريا الآن؟
كتبت-هدى الشيمي:
شنت الطائرات الروسية حملة جوية على بعض المواقع في سوريا لأول مرة صباح أمس، وأرجعت موسكو ذلك إلى استهدافهم لمعاقل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بحسب ما ورد في صحيفة الاندبندنت البريطانية.
أوضحت الصحيفة أن القوات الروسية شنت الهجمات بعد ساعات من اصدار البرلمان الموافقة على الضرب يوم الأربعاء.
ومن جانبه، يعتقد مسئول أمريكي أن موسكو لا تستهدف داعش، ولكنها تستهدف الجماعات المعارضة المقاتلة للنظام السوري، وهذا ما يؤكده مقطع الفيديو والصور الخاصة بالغارات، والتي تٌظهر الطائرات فوق مراكز المعارضة والجماعات المتمردة في حماة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول اظهار الضربات على أنها غارات على المتشددين الإسلاميين الذين سيطروا على مساحات كبيرة في سوريا والعراق.
وفي اطار ما حدث أمس، أعدت الصحيفة تقريرا يفسر الواقعة، ويجيب على عدة تساؤلات طرحت مؤخرا:
1- لما تحركت روسيا الآن؟
تنظيم داعش يسيطر على حوالي 50% من الأراضي السوريا، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، كما تسعى حاليا إلى السيطرة على الطريق الاستراتيجي الذي يربط العاصمة السورية دمشق بالشمال، وتبعد قواتها حوالي 22 ميل فقط عن الطريق السريع، مما يهدد حكومة الأسد بعد الخسائر الفادحة التي تعرضت لها خلال السنوات الأربع الماضية.
وعلى ما يبدو أن الهدف الرئيسي لروسيا هو منع سقوط الأسد، وإخفاء نقاط الضعف في نظامه، على عكس الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تستهدف معاقل التنظيم في المناطق التي يحارب فيها الجهاديين هجمات على الجيش السوري.
بالإضافة إلى ذلك قررت روسيا التحرك الآن، حتى تخفي فشل بوتين في عدم قدرته على التوصل لاتفاق مع أمريكا في الجمعية العامة بالأمم المتحدة، بشأن داعش.
2- ما هي خطة روسيا لهزيمة داعش أو انقاذ الأسد؟
الأولوية الأولى لدى موسكو هي هزيمة داعش، ثم الحفاظ على حكم الأسد في دمشق، على الرغم من اختلاف الآراء حول مسألة بقاء الأسد أو رحيله، فتستمر الحرب، وتبدو وكأنها حربا أهلية يزداد الحلفاء لدى كلا الجانبين مع مرور الوقت.
ولكن على المدى القصير، فإن روسيا تهدف إلى القضاء على داعش بأسرع وقت ممكن.
3- هل ما يحدث في سوريا حربا بين روسيا وأمريكا؟
لا يعد ما يحدث في سوريا حربا بين روسيا وامريكا، فكل منهما في نفس الجانب، كل منهما يحارب تنظيم داعش والقاعدة، إلا انهما منقسمان بشأن حجم القوى التي يجب استخدامها لمحاربة داعش.
4- كيف سيرد أوباما؟
من الصعب أن يرد الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الغارات الجوية الروسية، بعد ثبات عدم وجود أي سياسة خارجية للتعامل مع الوضع في سوريا، وبعد فشله في القضاء على تنظيم داعش، وما تفعله روسيا الآن يملئ الفراغ الموجود لدى واشنطن، على الرغم من كون نتائجه غير مؤكدة.
فيديو قد يعجبك: