إعلان

معتقل سابق يروي رحلته مع التعذيب في غياهب جوانتانامو

11:52 ص الثلاثاء 20 يناير 2015

ارشيفية لجوانتانامو

كتبت- هدى الشيمي:

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية جزء من مذكرات المعتقل الحالي محمد ولد صلاحي الموريتاني، وهي جزء من الكتاب الذي كتبه صلاحي أثناء السجن، ويحمل اسم ''مذكرات جوانتاناموا''.

وأوضحت الصحيفة أن صلاحي معتقل منذ سنوات طويلة، وعلى الرغم من عدم محاكمته، أو ادانته بأي تهمة، إلا أن السلطات أكدت على عدم وجود أمل في اطلاق سراحه هذا العام، وأنه سيظل معتقلا.

ومن المقرر أن تنشر الصحيفة المذكرات على حلقات، وهذا ما ورد في أول حلقة:

السخرية من الدين

سألني أحدهم ''لماذا لا تصلي؟ انهض وقم للصلاة؟'' في البداية تعجبت من الطلب، وشعرت بالود وعطف ذلك الشخص، وبالفعل قمت للصلاة، ولكنني اكتشفت فيما بعد إن الدعوة للصلاة ليست إلا من أجل السخرية على ديني.

واعتبر صلاحي أسوأ ما قد يرتكبه أي مرء هو السخرية من ديانة شخص أخر، وقال ''وصف الرئيس السابق لأمريكا جورج دبليو بوش، حربه المقدسة بالحرب على الإرهاب، ومواجهة بين عالمين أحدهما يتسم بالمدنية، والآخر بالوحشية، إلا أن أفعال قواته كانت الوحشية بنفسها''، وأكد قدرته على سرد ملايين الروايات البشعة التي قامت بها القوات الأمريكية.

الاعتداء الجنسي

يرى صلاحي ذلك اليوم أسوأ الأيام أثناء استجوابه، قبل يوم ''حفلة عيد ميلاده'' مثلما تلقبه القوات، وكان أخر شهر أغسطس، حيث احضروا شخص بدا من هيأته بأنه جندي في البحرية، ثم قام الجنود بتقييد صلاحي في كرسي حديد، وسألوه مجموعة من الأسئلة وطلبوا منها إجابتها بالنفي والإيجاب، بعد أن التقص ذلك البحري بركبه وبدأ في الاعتداء الجنسي عليه.

يقول صلاحي ''ابتسمت وجاوبته لا يوجد اجابة، فدفع بالمقعد الذي كنت أجلس عليه، بشدة، فسقطت على سلاسل حديدية، وشعرت بألم شديد، فصرخ في وجه وسبني بوالدتي، وطلب مني الوقوف، وبدأت سلسلة التعذيب والاعتداءات والإهانات''.

الغرفة المجمدة

يستطرد ''وجهوا لي الكثير من الأسئلة، ولكني لم أجب على أي منهم، لأني سبق وقلت لهم إن التعذيب لن يوصلهم إلي أي نتيجة، فتوقفوا عن التعذيب في النهاية وبدأوا في الكلام''، مشيرا إلى أنهم قاموا بتقليل درجة حرار مكيف الهواء، فكاد أن يتجمد.

وتابع ''هذه الطريقة تتبع في المعتقل منذ شهر أغسطس عام 2002، رأيت على مدار الأيام أشخاص يتجمدون في غرف الاعتراف، ولهذا النوع من التعذيب تأثير مدمر، ولكنه لا يظهر إلا في مرحلة الشيخوخة، وبعد الكبر في السن''.

وأشار إلى أن الجنود الذين كانوا يستجوبوهم، مدربين بحرفية عالية، مثل المجرمين الذين يرتكبون جرائم مثالية، ولا يتركون أي دليل يدينهم، فاتبعوا معهم أبشع الطرق وأشرسها في التعذيب، ولم يتركوا أي دليل خلفهم.

وأضاف ''استخدم المحققين مكيف الهواء كسلاح أساسي، وغيروا درجة الحرارة بحسب الأشخاص، فتقل أو تزيد بحسب الشخصيات التي يتم التحقيق معها، فالسعوديين لا يتمكنون تحمل البرودة القارسة، بقدر السويديين، أو الروس، وخاصة وأنهم لا يرتدون سوى الزي الخفيف جدا، بدون أي ملابس داخلية أو ما يحميهم من هذا البرد''.

رحلة التعذيب

وعن رحلة المعتقل بعد الانتقال من غرفة الاعتراف الباردة، يقول صلاحي إن كل مسجون في جوانتانامو يمر بالعديد من المراحل، بعد الغرفة المجمدة، فتبدأ بالغرفة التي يعذب فيها، والإهانة، بطرق مختلفة، ثم يتم نقلهم إلى غرفة الملاحظة الموجودة بجانبها، ويستمر نقلهم من غرفة إلى أخرى، وفي كل منهما يتلقون تعذيب مختلف، وعندما يدخل أحدهم في غرفة للتعذيب يرى دماء الآخر على أرضها.

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان