القس حارق القرآن ينتهي مفلسا ويبيع البطاطس المقلية
كتبت – سارة عرفة:
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن تيري جونز، القس الذي اشتهر بحرقه المصاحف والذي يأتي في المرتبة الثانية على قائمة تنظيم القاعدة للأشخاص المطلوب قتلهم، ظهر داخل إحدى مراكز التسوق في فلوريدا يبيع البطاطس المقلية.
ولفتت الصحيفة إلى أن جونز وهو أكثر الشخصيات الأمريكية إساءة للإسلام بدا العمل في مطعم ''فراي جايز فرايز''، بينما لف حول كاحله مسدسا عيار 9 ملم.
المعروف أن القس جونز البالغ من العمر 63 عاما تلقى المئات من تهديدات القتل، وخصصت ''جماعة الدعوة'' الإسلامية 2.2 مليون دولار مكافأة لمن يقتله. إلا أنه حتى وقوع هجمات باريس الأخيرة، لم يعرف سوى القليلين أنه افتتح مطعما صغيرا داخل أحد مراكز التسوق يعاني أوضاعا مالية متردية - بحسب الصحيفة.
وخلال فترة استراحة، قال جونز: ''حرق القرآن ليس بالعمل الراديكالي. يمكنني تفهم اعتراضك على ما يوصف بأنه حرق كتاب مقدس لدى شخص ما، لكن لا يمكنني تفهم كيف تتفق مع الشريعة، فأنت لا ترى أفراد طائفة المينوناتية المسيحية يجولون بالشوارع يقطعون رؤوس الناس''.
يذكر أن في عام 2013، واجه جونز اتهامات بنقل وقود بصورة غير قانونية بعدما أوقفه ضباط في بولك كاونتي في فلوريدا وهو يقود شاحنة تحمل مشواة ضخمة ومكدسة بنسخ مغموسة في الكيروسين من الكتاب المقدس للمسلمين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإقبال على ''فراي جايز فرايز'' زاد بعدما نشرت إحدى الصحف المحلية أن جونز يشارك به. وعبر ذلك، تعلم جونز أن سوء السمعة يحمل بعض المنافع، خاصة بعد أن طواه التجاهل والنسيان في أعقاب إشعاله النيران في مئات النسخ من القرآن خلال مسيرة الصيف الماضي، وتعرض الحدث برمته لقدر كبير من التجاهل.
منذ 4 سنوات، كان الوضع مغايرا تماما، حيث كان جونز يعيش في فلوريدا وكان قسا لدى ''مركز دوف للتواصل العالمي''، وهي كنيسة مسيحية أصولية، حيث تعمد أن يرتدي أطفال مرتادي الكنيسة قمصانا مكتوبا عليها ''الإسلام من الشيطان'' أثناء ذهابهم للمدرسة. وعندما أعلن خططه للاحتفال بذكرى هجمات 11 سبتمبر عبر حرق نسخ من الكتاب المقدس للإسلام، سرعان ما توالت تداعيات ذلك وامتد إلى المستوى العالمي.
وأعقب ذلك توالي المئات من التهديدات بالقتل ضده، واندلاع مظاهرات في أفغانستان وإندونيسيا. وسرعان ما تلقى جونز دعوات من وزير الدفاع روبرت جيتس والجنرال ديفيد بترايوس، اللذين أخبراه أن تصرفاته تعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر.
وأكد جونز أنه: ''لم يقولا لي قط: لا تفعل ذلك لأنه غير صحيح''. وانتهى الأمر بعد إقدام جونز على حرق نسخ من القرآن خلال عام 2010، لكن في العام التالي عاود سيرته الأولى حيث عقد محاكمة رمزية اتهم خلالها الإسلام بالشر ونصب نفسه قاضيا خلال المحاكمة.
أجريت المحاكمة داخل مركز دوف للتواصل العالمي. هذه المرة، تم إضرام النار في القرآن، مما أثار أعمال شغب في أفغانستان خلفت 20 قتيلا، بينهم العديد من العاملين في الأمم المتحدة.
في أعقاب ذلك بفترة قصيرة، دعا رجل دين إيراني لإعدام جونز، ووضعه ''مركز ساوزرن بفرتي القانوني'' و''اتحاد مناهضة القذف'' على قوائم مراقبة مروجي الكراهية الخاصة بهما. أما جونز فاشترى سلاحا لحمايته الشخصية، ثم اشترى آخر - وفقا للصحيفة.
أما الذي لم يفعله فهو الانسحاب بعيدا عن الأنظار. عام 2013، أوقفه ضباط شرطة في فلوريدا داخل شاحنة تحمل مشواة والمئات من نسخ القرآن الغارقة بالكيروسين. ووجهت إليه اتهامات بنقل الوقود بصورة غير قانونية.
في تلك الفترة، كان جونز قد انتقل برفقة زوجته إلى ضواحي برادنتون، وقطع صلاته بمركز دوف للتواصل العالمي، تاركا وراءه غالبية أتباعه الـ15 المتبقين، فيما عدا معاونه القس واين ساب، الذي على مر السنوات أغرق أعدادا لا تحصى من نسخ القرآن في الكيروسين ويعمل حاليا في نفس مطعم البطاطس.
وذكرت الصحيفة أن مدير مركز التسوق التجاري عقد اجتماع، وأشار خلاله إلى أنه من الأفضل رحيل جونز عن المطعم لبعض الوقت وإزالة اسمه من عقد الإيجار الخاص به.
وبالفعل وافق جونز، مبررا موقفه بأنه لا يرغب في إثارة أية مشكلات، خاصة من هذا النوع. وعليه، خلع قفازه البلاستيكي ورحل عن المطعم كرجل مطلوب لدى الكثيرين ومطارد من قبل الكثيرين، باحثا عن محطته التالية التي ستبقيه تحت دائرة الضوء.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: