إعلان

فريد زكريا: التدخل الأمريكي في العراق وراء حادث شارلي ايبدو

12:56 م الإثنين 19 يناير 2015

كتبت- هدى الشيمي:

رأى الكاتب الأمريكي فريد زكريا، أن الهجوم على باريس كان وحشي، ولكنه في نفس الوقت كان هائل وضخم، ودفع الأذهان للتساؤل والبحث عن الأساليب التي تساعد على إيقاف العنف، ومنع حدوث هجمات مماثلة.

ونقل زكريا – بمقال نُشر له في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية- تعليق السيناتور جون ماكين على هجمات باريس لصحيفة نيويورك تايمز، قائلا ''الهجمات التي حدثت في باريس، سنراها مرة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية''.

من أجل منع تكرار ما حدث في باريس بالولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول الأوروبية، قال ماكين لنيويورك تايمز، وشبكة سي.إن.إن، إن بلاده عليها اتباع سياسة أكثر عدائية ووحشية من التي تتعامل بها الآن في الشرق الأوسط، وتعتمد تلك السياسة على نشر القوات الأمريكية في الأراضي بالمنطقة، وفرض الحظر الجوي علي سوريا، ونشر المزيد من القوات في أفغانستان والعراق.

ووجد ماكين أن النظرية التي اتبعتها الإدارة الأمريكية أثناء الحرب في العراق، والتي تقول ''نحن نحاربهم على أراضيهم، لذلك ليس مضطرين لمحاربتهم على أراضينا'' خاطئة، ويجب تغيريها.

كما لاحظ مجموعة من السياسيين أن الكثير من الجهاديين لديهم اتصالات بالجماعات الموجودة في الشرق الأوسط، وخاصة بسوريا واليمن، وأرجع زكريا ذلك، لانهيار الحدود، والصراع المدني، والذي يساعد الجماعات الجهادية على السيطرة على الأوضاع، مما دفعهم إلى الاعتقاد بأن التدخل الأمريكي في وقت أبكر كان سيفي بالغرض، ويجعل الوضع أكثر أمانا.

ومن ناحية أخرى، ذكر الكاتب الأمريكي أن شريف كوشي، أحد الشقيقين اللذان قاما بالهجوم على مقر مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، أكد أثناء محاكمته عام 2007، أنه على استعداد تام للمشاركة بمعركة، والاستشهاد فيها.

وأرجع الكوشي ذلك، إلى كرهه لما حدث في العراق، ومشاهدته للظلم الذي تعرض له العراقيين أثناء الحرب الأمريكية هناك، أثناء بث التليفزيون الأمريكي للأحداث.

للحرب الأمريكي في العراق تأثير كبير جدا، بحسب زكريا، والذي أكد على أن التدخل الأمريكي والحرب كان لهما تأثير كبير على المواطنين وتحملهم لجهاديين، ولكنه رأى أن المزيد من التدخل كان بالتأكيد سيكون له تأثير أكثر ضررا.

ونقلا عن الباحثين روبرت باب، وجامس فيلدمان، واللذان قاما بتحليل أكثر من 2100 حالة تفجير انتحاري، بداية من عام 1980 وحتى عام 2009 ، من بينهم أحداث 11 سبتمبر، ، فأنهما وجدا أن عدد الانتحاريين تزايد بصورة ملحوظة، بسبب التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، أكثر من أي دافع ديني، أو سياسي أخر.

كما أشار زكريا إلى أن التدخل الأمريكي في سوريا، يدفع المزيد من المحاربين الأجانب في الانضمام إلى صفوف داعش، لأنهم يشعرون بأنهم يحاربون قوة صليبية كبرى، ليس نظام العلوي لبشار الأسد فقط، ولهذا السبب أيضا تعمل داعش على استهداف القوات الأمريكية، وقتل ضحايا أمريكان، لأن ذلك يشعرهم بأنه يحاربون الشيطان الأكبر.

كما لفت لتشابه أمريكا بالرئيس السوري بشار الأسد، لأنها لا تهدف من تدخلها إلا لمحاربة الجهاديين والقضاء عليها، لذلك دعا إلى ضرورة تفريق الإدارة الأمريكية بين الإسلاميين المعتدلين السوريين، وضمهم إليها، فهي بهذه الطريقة تضمن الفوز المؤكد، والقضاء على التطرف، ونشر الاستقرار في سوريا.

وختم الكاتب الأمريكي كلامه بالتأكيد على أن رؤية التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، على أنه الحل الأمثل في القضاء على الإرهاب، ومنع التطرف، فكرة ساذجة، وخاطئة، وغير مجدية، واستشهد بكلام الباحث أندرو باسيفيتش، والذي أشار إلى أن أمريكا قامت بالتدخل العسكري في ثلاثة عشر دولة قبل سوريا، متسائلا ''هل تستطيع بهجوم أخر حل المشاكل؟''

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: