أوباما يتحدث مع توماس فريدمان عن داعش والعراق وإسرائيل
كتبت – سارة عرفة:
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقابلة أجراها توماس فريدمان مع الرئيس باراك أوباما، درات في أغلبها مجريات الأمور في الشرق الأوسط وخاصة في العراق الذي تطورت في الأحداث مع استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من شمال العراق.
واستهل فريدمان الحوار بالقول إنه ''يبدو أن لون شعر الرئيس باراك أوباما أصبح هذه الأيام أكثر بياضا، ولا شك أن محاولة إدارة السياسة الخارجية في عالم تتزايد فيه الاضطرابات مسؤولة عما لا يقل عن نصف تلك الشعرات الرمادية''.
لا لتوريط أمريكا
وأوضح أوباما أنه لن يورط أمريكا بشكل أكبر في مشكلات الشرق الأوسط إلا عندما تتفق الفئات المتناحرة بها أولا، ويتوصلوا لعملية سياسية شاملة بها لا يوجد بها غلب أو مغلوب.
وقال ''سلاح الجو الأمريكي لن يكون تحت تصرف أي فصيل في الشرق الوسط سواء كان شيعة العراق أو غيرهم''.
وأضاف أوباما ''أعتقد أن الدول الوحيدة التي تسير على ما يرام، مثل تونس، فعلت ذلك لأن فصائلهم اعتمدت مبدأ ألا يكون هناك منتصر، وآخر مهزوم. بمجرد قيامهم بذلك، لم يحتاجوا إلى مساعدة خارجية''.
وقال أوباما إن ''التدخل في ليبيا لمنع حدوث مجازر كان الشيء الصحيح الذي وجب القيام به، ولكن تنفيذه دون متابعة كافية على الأرض لإدارة المرحلة الانتقالية في ليبيا نحو سياسات أكثر ديمقراطية، هو على الأرجح أكثر شيء يندم عليه في إطار سياسته الخارجية''.
وأضاف أوباما ''سياستنا معطلة، وعلينا أن ننظر للانقسامات الرهيبة في الشرق الأوسط على أنها ''تحذير'' لنا.. لا تقوم المجتمعات إذا اتخذت الفصائل السياسية مواقف متطرفة''.
وقال ''كلما ازداد التنوع في البلاد، أصبح ما تستطيع تقديمه حيال تلك المواقف المتطرفة أقل''.
سوريا
وطرح فريدمان سؤالا حول هل كانت الأمور ستكون أفضل إذا سلحت أمريكا المتمردين السوريين العلمانيين في وقت مبكر أو أبقيت قواها في العراق؟ رد أوباما ''الحقيقة لم نكن لنحتاج إلى وجود قوات أمريكية في العراق إذا لم تقم الأغلبية الشيعية هناك (بإهدار فرصة) تقاسم السلطة مع السنة والأكراد''.
أما فيما يخص سوريا فقال أوباما إن فكرة أن تسليح المتمردين العلمانيين كانت ستحدث تغييرا كانت دائما دربا من الخيال، فكرة أننا يمكن أن نوفر بعض الأسلحة الخفيفة أو حتى أسلحة أكثر تطورا إلى طرف معارض مكون في الأساس من أطباء ومزارعين وصيادلة سابقين وما إلى ذلك، وأنهم كانوا يمكن أن يكونوا قادرين على محاربة دولة ليست فقط ذات تسليح جيد ولكن أيضا مدعومة من روسيا، ومن إيران، وحزب الله الذي أثقلته المعارك، أمر لم يكن في الحسبان''.
وأضاف أوباما أنه ''حتى الآن تواجه الإدارة صعوبة في إيجاد وتدريب وتسليح كادر كاف من المتمردين السوريين العلمانيين، ليس هناك تلك القدرة التي ترجوها''.
ولفت إلى أن ''النقطة الأشمل التي نحن بحاجة إلى الاستمرار في التركيز عليها، هي أن لدينا أقلية سنية ساخطة في حالة العراق، وأغلبية في حالة سوريا، وتمتد بالأساس من بغداد إلى دمشق''.
وتابع ''ما لم نستطع أن نقدم لهم صيغة تستجيب لتطلعات ذلك القطاع من السكان، فحتما سنواجه مشكلات.. ولسوء الحظ، أتيحت فترة من الوقت للأغلبية الشيعية في العراق لم يدركوا خلالها ذلك والآن بدأوا يستوعبون ذلك''.
داعش
وقال أوباما: ''لسوء الحظ، لا يزال لدينا داعش'' التي أعتقد أنها لا تنال إلا جزءا صغيرا من رضا السنة العاديين. بيد أنهم يملأون فراغا، والسؤال لنا يجب ألا يكون عن مجرد كيف يمكننا التصدي لهم عسكريا، ولكن كيف سنتحدث إلى أغلبية سنية في تلك المنطقة.. التي أصبحت، في الوقت الراهن، مفصولة عن الاقتصاد العالمي''.
وسأله فريدمان إذا كانت إيران متورطة في ذلك؟ فقال ''أعتقد أن ما فعله الإيرانيون هو أنهم أدركوا أخيرا أن الموقف المتشدد من قبل الشيعة داخل العراق الذي يريد كل شيء سيفشل على المدى الطويل''.
وفي إشارته إلى الفصائل العراقية، قال الرئيس: ''لا نستطيع أن نفعل لهم ما هم غير مستعدين أن يقوموا به من أجل أنفسهم. وعندما يتعلق الأمر بأشياء مثل الفساد، يجب أن يتحمل الشعب وقادته مسؤولية تغيير تلك الثقافات.. يمكننا مساعدتهم ومشاركتهم في كل خطوة على الطريق. ولكن لا نستطيع أن نفعل ذلك عنهم''.
عندئذ قال له فريدمان اشرح قرارك لاستخدام القوة العسكرية لحماية اللاجئين من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأيضا لحماية كردستان.
رد أوباما ''عندما يكون لديك ظرف فريد من نوعه يخشى فيه من الإبادة الجماعية، وتكون دولة ما ترغب في وجودنا هناك، ويكون لديك إجماع دولي قوي بأن هذا الشعب في حاجة إلى الحماية، وتكون لدينا القدرة على فعل ذلك، إذن سيكون لزاما علينا القيام بذلك''.
وقال أوباما ''ليس علينا أيضا سوى أن نسأل: كيف يمكننا الضغط على داعش؟ ولكن أيضا كيف يمكننا الحفاظ على مساحة لأفضل ظاهرة داخل العراق؟ يجول ذلك في ذهني كثيرا، ويشغل تفكيري طوال الوقت''.
ودعا أوباما الفصائل العراقية إلى إظهار عزمهم على استعداد لمحاولة الحفاظ على وحدة الحكومة العراقية التي تقوم على الحل الوسط، وأنهم على استعداد لمواصلة بناء قوة أمنية غير طائفية وفعالة تكون مسؤولة أمام حكومة مدنية.
وقال ''لدينا بالفعل مصلحة استراتيجية في دحر داعش. ولن نسمح لهم بإنشاء خلافة عبر سوريا والعراق، ولكن لن نتمكن من فعل ذلك إلا إذا علمنا أن لدينا شركاء على الأرض قادرين على ملء الفراغ''.
وتابع ''فإذا كنا في طريقنا للتواصل مع القبائل السنية، وإذا كنا في طريقنا للتواصل مع الحكام والقادة المحليين، فعليهم أن يشعروا بأنهم يقاتلون من أجل شيء ما. أما خلاف ذلك فلن نتمكن من دحر (داعش) إلا لفترة محددة من الوقت، ولكن بمجرد أن تنصرف طائراتنا، سيعودون على الفور مرة أخرى''.
إسرائيل
وأعرب أوباما عن أنه لا يساوره القلب بشأن بقاء إسرائيل، مشيرا إلى قدراتها العسكرية الكبيرة.
وأشار إلى أنه كان يعتقد دائما أنه يجب إيجاد وسيلة لتعيش جنبا إلى جنب في سلام مع الفلسطينيين، عليك أن تعترف بأن لديهم (الفلسطينيين) مطالبات مشروعة، وأن هذه هي أرضهم أيضا''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: