إعلان

الإيكونوميست: الحروب الطائفية دمرت العالم العربي

11:12 م الجمعة 04 يوليو 2014

قوات داعش

كتبت - هبة محفوظ:

قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية، الجمعة، إن الحضارات العربية قديماً في بغداد العراق، ودمشق سوريا، وقاهرة المعز وغيرهم من البلدان الإسلامية لطالما كانت لها الريادة بين أوساط العالم، بل وكانت لهم الغلبة العلمية والاجتماعية على نظيراتهم من دول الغرب وكانت الخلافة الإسلامية وقادتها يشعلون أنوار العلم والتسامح والرخاء الاقتصادي، ولكن اليوم بالنظر لحال هذه البلدان فإنه "تم تدمير العالم العربي بالحروب والطائفية".

 

أضافت المجلة أن الآمال في إعادة إحياء مجد هذه الدول بدأ ثانية منذ ثلاثة أعوام مع الربيع العربي، ونجاح مساعيه في مصر وليبيا وتونس واليمن، بينما فشل في سوريا، ولكنه أثمر "عن فاكهة عطبة من العنف، وتقييد الحريات، وفاشية فاقت سابقاتها سوءً".

 

وأردفت المجلة أن "الشعوب العربية قادرة على التغيير، ولكن يجب دراسة أسباب فشلهم الحالي لتغيير أوضاعهم البائسة الأن".

 

وعن داعش وإعلانها الخلافة الاسلامية بالعراق سوريا حالياً، وباقي دول العالم مستقبلاً، قالت المجلة إن "أمراء داعش يهدفون لقتل جميع من لا ينتمون للإسلام، ليس فقط بالعالم العربي، بل بكافة أرجاء العالم بما فيها من دول الغرب وأمريكا".

 

ورأت المجلة ان "مصر عادت إلى فاشية الحكم العسكري"، حسب تعبيرها، وأن الوضع في ليبيا تدهور كثيراً بعد سقوط القذافي، وسيطرة المليشيات المسلحة على الحكم هناك، بينما تحارب اليمن الأن خلايا القاعدة التي تهدد أمنها بعد سقوط رئيسها إثر الانتفاضة الشعبية هناك.

 

ويظل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي قائماً دون حلول واضحة له، على ما تقول المجلة.

 

أضافت الايكونوميست أن الوضع غير مستقر حتى بالبلاد التي لم تشهد الربيع العربي، مثل السعودية والجزائر، ذات بثرواتهم النفطية، وحكمهم الشمولي.

 

واستثنت المجلة تونس من المقارنة، وقلت أنها "البلد العربي الوحيد الذي اتسم بمبادئ الديمقراطية بعد الانتفاضة الشعبية".

 

وأرجعت المجلة السبب في فوضى الشرق الأوسط لبعض المتشددين الإسلاميين، واستغلالهم للدين ليخدموا مصالحهم السياسية، حيث "يدمج الكثير من رجال الدين بين الدين والسياسة، بدون خطوط فارقة بينهم، فيصبح كل معارض لأحكام الدولة السياسية آثم دينياً".

 

وأضافت أيضاً: "هذا ما يظهر جلياً بالعراق وسوريا، حيث يستغل الشيعة والسنة التفسيرات الدينية المختلفة ليضمونوا أحقيتهم بالمكاسب السياسية عكس نظرائهم، مما بدء الكثير من الحروب الأهلية والطائفية".

 

وقارنت الصحيفة بين مسلمي الشرق الأوسط واستغلالم للدين، وبين نظرائهم من القادة الإسلاميين في عدة دول آسيوية مثل إندونيسيا وغيرها، وقالت "العيب ليس في منهج الإسلام، ولكن في كيفية استخدام هؤلاء القادة له لخدم مصالحهم، وإقناع أتباعهم أن طرقهم هي الطرق الوحيدة للفوز بالدنيا والآخرة".

 

أضافت الايكونوميست أن "غياب الليبرالية عن الساحة السياسية العربية أثر على اقتصادها، حيث جعل الدول العربية منغلقة على نفسها، ولا تمد أيديها إلا لمن يبادلوها نفس النهج والسياسة، وهو ما أدى إلى تدهور واختناق الاقتصاد العربي أكثر مما كان عليه".

 

وبالرغم من سوداوية المشهد "نظراً لسيطرة المتشددين على الوضع بالعالم العربي"، إلا أن المجلة رأت أن الشعوب العربية مازال بإمكانها تغيير أوضاعها للأفضل، معتمدة على أمل إعادة إحياء القوى الثورية التي "هزت الحكام الفاشيين العرب سابقاً" أن تعود لدورها مجدداً وتصحح الوضع الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي، وتفتج الاسواق الحرة في وجه المستثمرين من كافة أنحاء العالم، وينعم العالم العربي بشعوب متآنسة ومتحدة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

 

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان