لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف جمع الوضع بالعراق بين إيران وأمريكا وداعش والأسد؟

02:32 م الإثنين 23 يونيو 2014

أثار الدمار الذي خلفته داعش بالعراق

كتبت - هبة محفوظ:

نشرت وكالة ''اسوشتيد برس'' تقرير مفصل بأسباب وصول العراق إلى ما هو عليه الأن، وقالت أن هناك عدة عوامل ساعدت على تدهور الأوضاع بالبلد.

ورأت الوكالة أن المشكلة متأصلة تاريخيا وطائفيا بالعراق نفسه، والطبيعة الطائفية لأهلها، حيث أن الخلافات بين السنة والشيعة يرجع تاريخها لقرون عديدة منذ وفاة الرسول حين اختلف المسلمون من سنة وشيعة فيما بينهم بشأن من يجب أن يقوم بالخلافة بعد وفاته.

وتعمقت هذه الخلافات بعد الحرب العالمية الأولى، والتي أدت إلى تقسيم البلدان العربية بشكلها المعروف اليوم لعدة بلدان بحدود معلنة ومحسوبة، دون مراعاة الفروق الطائفية والعرقية بين أبناء شعوب المنطقة بذلك الوقت، فأنتهى الحال بالعراق مقسمة إلى مساحات محددة يسكنها أغلبية  شيعية وأقلية سنية.

وأردفت الوكالة أن تلك العوامل ظلت قائمة حتى تفاقمت بعد دخول القوات الأمريكية للأراضي العراقية ب2003 للإطاحة بحكم صدام حسين، الذي وصفته ''بالمتحيز لطائفته السنية ضد أغلبية أفراد شعبه من الشيعة والأكراد الذين استبد بهم، لكن كانت نتيجة تدخلهم هي تدهور الأوضاع بالعراق أكثر مما سبق.

وفي 2011، قررت أمريكا ترك الأمر للعراقيين، وطالبت المالكي بتشكيل أول حكومة عراقية ائتلافية تمثل السنة والشيعة والأكراد بمساواة وتكافؤ، إلا أن الحكومة التي شُكلت سيطرت عليها أغلبية شيعية تبنت التمييز ضد السنة والأكراد مرة أخرى.

وازداد غضب سنة العراق، فبدأت مظاهراتهم الضخمة ضد الحكومة الشيعية في 2013، في نفس الوقت التي بدأت فيه حركة القاعدة التصعيد من عملياتها الإرهابية بالعراق رداً على تهميش السنة هناك.

وما زاد الوضع تعقيداً بالعراق هو نشوب الحرب الأهلية بسوريا، وصبها للكثيرين من مقاتليها إلى العراق باختلافاتهم الطائفية والعرقية، مما أدى إلى ترسيخ نسب أعلى من الطائفية والاستقطاب بالعراق، حسب تقدير الوكالة.

وأوضحت الوكالة هوية بعض أطراف الصراع الحالي بالعراق، وقالت عن حركة داعش أنها تابعة لحركة القاعدة التي أدرجتها أمريكا على قوائم للإرهاب في 2004، وبدأ نشاط داعش بالعراق في 2006 عندما قاموا بتفجير عدد من الأضرحة الشيعية رداً على تهميش السنة بالعراق.

توسع نشاط داعش لخارج العراق حينما شاركوا في الحرب الأهلية بسوريا في 2013، ومن هنا جاءت تسميتها ''بالدولة الإسلامية بالعراق والشام''، في طموح منها للسيطرة على البلدين ''بحجة الخلافة'' وترسيخ لحكم إسلامي قائم على أسس الشريعة الإسلامية'' بسوريا والعراق وتركيا ومصر والأردن وحتى إسرائيل، حسب توضيح الوكالة.

ومع نجاح الربيع العربي في الاطاحة بحكام مصر وليبيا وتونس واليمن، تطلع العراقيون للحصول على السلطة والإطاحة بالحكومة الشيعية.

وكما اتخذ القتال بسوريا طبيعة طائفية، صبت كثير من دول العالم العربي والغربي مواطنيها من السنة والشيعة واصبحوا طرفاً في نزاع ليس لبلدانهم صلة به، ولكنهم انضموا لأطراف الصراع بسوريا لأسباب طائفية، وهو ما ساعد داعش على إيجاد الكثير من المتطوعين الذين انضموا لصفوفها لقتال قوات الأسد، ومد الحركة بمزيد من القوة والنفوذ لتسيطر على المنطقة، حسب تفسير الوكالة.

ومع تدفق الكثير من مسلمين أوروبا إلى سوريا لقتال قوات الأسد، تصاعد قلق الدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، من انتشار رغبة المزيد من مواطنيها بالتورط في الشأن السوري، أو نشر أفكار داعش المتشددة، على حد قول الوكالة، بمجتمعاتهم الغربية.

أضافت الصحيفة أنه وفقاً لتقارير أجهزة الاستخبارات الأمريكية، يقدر عدد أفراد حركة داعش بما لا يزيد عن 10 ألاف مقاتل فقط، وبالرغم من هذا العدد الصغير نسبياً، وأرجعت الوكالة السبب في استيلائهم على عدد كبير من المدن العراقية والسورية إلى استعداد  كلا من جيش العراق السني والأغلبية السنية من سكان هذه المدن لمساندة داعش ضد الحكومة الشيعية التي تقمعهم.

وبالحديث عن علاقة إيران ذات الأغلبية الشيعية من مواطنيها، والمؤيدة لنظام الأسد السوري، قالت الوكالة إنه لأول مرة تتفق أهداف الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بأي شأن، بالرغم من اعتبار أمريكا لإيران ''كدولة ترعى الإرهاب وتهدد أمنها القومي''.

واوضحت الوكالة أن الهدف المشترك بين البلدين الأن هو الحد من خطر داعش، لأسباب طائفية بالنسبة لإيران، ولأسباب أمنية وسياسية، بالنسبة لأمريكا التي تخشى سيطرة داعش التابعة للقاعدة على المنطقة.

وعن موقف الإدارة الأمريكية بشأن العراق، قالت الوكالة إنه من الأغلب أن واشنطن ستتعاون مع نظيرتها الإيرانية هذه المرة لتضمن تقديم حكومة المالكي عدة تنازلات تضمن حقوق السنة والأكراد، مما لا يجعلهم مضطرين لمساندة داعش من أجل استرداد حقوقهم، ولمنع انتشار ''حرب طائفية تحرق الأخضر واليابس بالشرق الأوسط بأكمله''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان