إعلان

قيادي كردي : التدخل العسكري الامريكي في العراق يضاعف الاحتقان الطائفي

10:27 ص الإثنين 16 يونيو 2014

قيادي كردي عراقي بارز

الكويت - (د ب أ):

اعتبر قيادي كردي عراقي بارز، أن أي تدخل عسكري أمريكي عبر الضربات الجوية من دون بلورة خريطة تسوية سياسية للأزمة الراهنة، خطأ استراتيجي سيؤدي الى نتائج كارثية على المستويين العراقي والإقليمي.

وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لـصحيفة ''السياسة'' في عددها الصادر اليوم الاثنين إن الاتصالات التي جرت بين ائتلافي اياد علاوي وأسامة النجيفي وبارزاني، خلصت إلى بلورة قناعة بأن الضربات الجوية الأمريكية المحتملة لدعم القوات الأمنية العراقية في مواجهات الجماعات المسلحة في المحافظات الشمالية والغربية ستؤدي الى تقوية الموقف السياسي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وتعزيز فرصه للذهاب الى ولاية ثالثة.

وأوضح أن كلام الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ضرورة اتفاق القادة العراقيين وتوحدهم قبل أي دعم ومن أي نوع هو كلام مطمئن ، غير أنه يوجد قلق جدي لدى القوى السياسية السنية والكردية وحتى شخصيات شيعية تابعة لائتلافي الزعيمين عمار الحكيم ومقتدى الصدر، من أن يستثمر المالكي الازمة الأمنية الاستثنائية لإعادة التفاهم مع المرجع الشيعي الديني الاعلى علي السيستاني، لاسيما بعد فتوى الجهاد الكفائي ضد الارهابيين، وبالتالي يمكن للأخير ان يتراجع عن تحفظاته لتولي المالكي مجدداً رئاسة الحكومة في بغداد تحت ضغط ما يسمى بالهجمة الطائفية للتكفيريين على الشيعة، إضافة إلى استغلال المالكي للأزمة لجمع ايران والولايات المتحدة على موقف سياسي واحد يفضي في ما بعد الى دعم الدولتين الولاية الثالثة له في السلطة.

ورأى القيادي الكردي أن هناك فرقاً شاسعاً بين مساعدة العراق على تحقيق انتصار على القوى الإرهابية في مقدمها تنظيم ''داعش'' ومنعه من التوسع واحتلال المدن، وبين مساعدة المالكي على تحقيق انتصار عسكري يجعله على الارجح اكثر ديكتاتورية في التعامل مع خصومه السياسيين وشركاءه ''لأن من المؤكد أن المالكي سيستثمر اي نصر محتمل على الارهابيين ليقول للعراقيين وللشيعة بشكل خاص بأنه واجه مؤامرة ارهابية ذات ابعاد اقليمية وأنه انتصر عليها، ما يرسخ فكرة الهبة الشيعية العفوية لمساندته، ولذلك فإن التيار الصدري بالتحديد فهم تداعيات ما يمكن أن يحدث اذا تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً في ظل غياب أي أفق سياسي للحل وغياب اي رؤية شاملة لتشكيل حكومة عراقية جديدة من دون المالكي''.

واعتبر القيادي الكردي أن ''المشكلة في البيت السياسي الشيعي أنه تعاطى مع الأزمة من زاوية واحدة وهى أن الارهابيين يهددون الشيعة وهم على خطأ في ذلك، لأن الارهاب يستهدف السنة والأكراد والشيعة والمسلمين والمسيحيين وكل الاقليات وكل مكونات الشعب العراقي ، ولذلك فإن الشيعة ذهبوا لنجدة رئيس حكومتهم باسم الدفاع عن طائفتهم، رغم أن بعض القادة الشيعة يعرفون أن طبيعة المالكي تميل الى المراهنة دائماً على الخوف لدى المكون الشيعي, لكنهم رغم علمهم بهذه الحقيقة عاضدوه بقوة''.

وحذر القيادي في ''الحزب الديمقراطي الكردستاني'' من أن حدوث ضربات جوية أمريكية من دون حل سياسي شامل للوضع العراقي، ستكون لها انعكاسات خطيرة في المنطقة، لأن المحور السوري - الايراني سيستفيد من هذه الضربات رغم المواقف الايدلوجية التي يتبناها المحور بأنه يقف ضد الولايات المتحدة، وفي المحصلة هذه الضربات ستعزز الموقف الميداني لقوات النظام السوري في مواجهة الثورة السورية''.

وشدد على أن ''في صدارة هذه التداعيات أن الضربات الامريكية ستصب في عملية كسر شوكة السنة بشكل نهائي وحاسم في العراق، باسم محاربة ''داعش'' وهذا التطور سيضاعف من حدة الاحتقان الطائفي في العالم الاسلامي برمته, ما يسفر عنه زيادة في العنف والتطرف ولذلك يجب التوجه الى تسوية سياسية عميقة قبل اي ضربات''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان