كيف استخدمت أمريكا رواية " دكتور زيفاجو " في محاربة روسيا؟
كتبت – هبة محفوظ:
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرواية الروسية "دكتور زيفاجو" كان لها دوراً في تغيير ساحة الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي سابقا.
وأوضحت الصحيفة أن استخدام الرواية في الحرب جاء عندما بعثت المخابرات البريطانية نسخ عديدة من الرواية إلى المخابرات الأمريكية، وهي الرواية التى تم حظر بيعها وقرائتها في الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت.
وتعليقاً على الرواية، كشفت إحدى الملاحظات التي أرسلتها مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية إلى أحد فروع أجهزتها المخابراتية المسؤولة عن مراقبة الوضع في الاتحاد السوفيتي أنها "ستساعدهم في خلق فجوة ثقة بين المواطنين الروس وحكومتهم، وذلك ليس فقط لأنها رواية مبهرة وكتبها الشاعر بوريس باسترناك بذكاء واتقان، بل لأنها أيضا ممنوعة من النشر بأمر من الاتحاد السوفيتي"، بحسب الصحيفة.
ومن هنا، بدأت المخابرات الأمريكية ، في سرية شديدة، بطبع نسخ عديدة من الرواية لتوفيرها للقراء في الاتحاد السوفيتي بشكل سري، وبدأ القراء يتناقلونها بينهم حتي وصلت إلى أيدي القراء في موسكو وغيرها من المدن في شرق الاتحاد السوفيتي. وكان لنشر الرواية وحصولها لاحقا على جائزة نوبل للأدب، دورا في تغيير المشهد أثناء الحرب الباردة في الخمسينات، حسبما قالت الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أنه خلال الحرب الباردة، كانت المخابرات الأمريكية تستخدم الأعمال الأدبية، لكتاب مشهورين مثل هيمنجواي، وجويسي، ودوستويسفكي، وناباكوف وغيرهم، كسلاح أخر لكسب معاركها، خاصة إن كانت أعمالهم تلك ممنوعة من النشر في شرق أوروبا أو بالاتحاد السوفيتي، وكانت المخابرات تستخدمها للتشكيك في مصداقية أعدائها من الرؤساء، وحشد شعوبهم ضدهم.
فذكرت الصحيفة أنه خلال الحرب الباردة، قامت المخابرات الأمريكية بطبع وتوزيع أكثر من 10 مليون نسخة من كتب ومجلات ممنوعة من النشر في بلد العدو (روسيا) في سرية شديدة جدا، كجزء من خطة حربها ضدهم.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في المجمل، تعتبر الرواية سلاح باسترناك الأدبي لانتقاد الصعوبات التي واجهت المواطنين الروس خلال فترة الثورة، من انتزاع الحكومة حقوق المواطن الفردية، ولذا منعت المخابرات الروسية نشرها لكشفها لكثير من الهفوات السياسية التي تركت أثرا سلبيا على المواطنين في الفترة التي تتحدث عنها الرواية، ولتهميشها لمطالب اجتماعية خلال وقت الثورة، وهو ما رأت أنه من الممكن أن يضعف موقفها أذا قرأها مواطنيها في فترة حربها الباردة.
ولتوافق محتوي وأفكار الرواية مع رؤية الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت، ساعدت المخابرات الأمريكية على نشر الرواية وتوزيعها بعدة لغات، لتكسب حربها الثقافية والمعنوية ضد الدب الروسي، وتقلل من دعم شعبه له فيزداد موقفها قوة في ساحة الحب، حسبما ذكرت الصحيفة.
ونسقت المخابرات الأمريكية مع نظيراتها من المخابرات الهولندية والبريطانية والفرنسية والألمانية والبلجيكية لتوزيع الرواية في بلادهم دون ذكر لدور أمريكا السري في المساعدة على انتشارها، حسب ما أوردت الصحيفة.
وبالرغم من خوف قراء الرواية الذين كانوا يفعلون ما بوسعهم لإخفائها بعد شرائها، إلا إنها انتشرت سريعا حتي أعلنت المخابرات الأمريكية أن عمليتها "تمت بنجاح" في العشر من ديسمبر 1958
وأضافت الصحيفة أن بعد فوز الرواية بجائزة نوبل للأدب، أرغمت السلطات الروسية كاتبها على رفض الجائزة، واعتبرتها مناهضة لمصلحة الاتحاد السوفيتي، و شككت في وطنية باسترناك.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: