إعلان

فاينانشيال تايمز: أمريكا تلعب دور المحامي المحتال في الدراما الإسرائيلية - الفلسطينية

09:12 ص الجمعة 04 أبريل 2014

ديفيد جاردنر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن - (أ ش أ):

رأى الكاتب البريطاني ديفيد جاردنر، أن محاولات واشنطن جمع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني داخل إطار من الاتفاق لإنهاء صراعهما، انتهت إلى طريق مسدود هذا الأسبوع.

وتعجب جاردنر، في مقال نشرته صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، من عدم الوصول لتلك النتيجة قبل هذا التوقيت، في ظل المسار الذي اتخذه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيسه باراك أوباما إلى تلك المحاولات.

ولكن هذه النتيجة تثير القلق بشأن المعتقلين الفلسطينيين، وهو ما يبرر برأي الكاتب عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى طاولة المفاوضات على الرغم من إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رفض إيقاف النشاط الاستيطاني، وبهذا تستمر إسرائيل في التهام ما تبقى من أراض من المفترض بحسب المفاوضات أن يقيم عليها الفلسطينيون دولتهم التي طال الحديث عنها.

ورصد الكاتب البريطاني، توقيع عباس هذا الأسبوع 15 إتفاقية أممية بما يضفي على فلسطين سمات الدولة، وأشار جاردنر إلى أن عباس كان قد وعد واشنطن بإرجاء التوقيع على تلك الاتفاقيات طالما استمرت المفاوضات.

وتأتي هذه الخطوة من جانب عباس ردا على رفض حكومة نتنياهو إطلاق سراح آخر دفعة من المعتقلين في موعد حدده الجانبان من قبل.. ولفت جاردنر إلى أن هؤلاء المعتقلين كان من المفترض إطلاق سراحهم منذ 20 عاما بحسب اتفاقيات أوسلو.

ومن جانب آخر رصد جاردنر أحاديث حول استعداد واشنطن للإفراج عن جونثان بولارد، المحكوم عليه بالسجن المؤبد لتجسسه على أمريكا عسكريا لصالح حليفتها إسرائيل، واعتبر ذلك بمثابة محاولة من جانب واشنطن لتحفيز نتنياهو على إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقال الكاتب البريطاني، إن هذا النوع من التعامل يتناسب مع النسق الذي تتبعه أمريكا مع حليفتها المتمردة إسرائيل التي طالما انتهزت بدورها هذا النسق في الابتزاز مقابل آلامها.

وضرب صاحب المقال مثالا على صحة ما يقوله بإعادة الأذهان إلى عام 2009، عندما غض أوباما الطرف عن رفض نتنياهو الكف عن التوسع الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية، ثم جاء عام 2010 وعرض أوباما منح إسرائيل وادي الأردن بالضفة الغربية - الذي ليس ملكًا له حتى يهبه لغيره - وذلك بعد توقف إسرائيلي لم يدم طويلا عن النشاط الاستيطاني، إلا أن نتنياهو رفض الهبة الأمريكية.

وقال جاردنر إن واشنطن تلعب دور المحامي المخادع بدلا من الوسيط الأمين؛ إذ تضغط على الطرف الفلسطيني الضعيف لاستئناف المفاوضات بينما إسرائيل مستمرة في نشاطها الاستيطاني على الأراضي المحتلة.

ورأى إن أمريكا بذلك تسمح لإسرائيل ببالاستمرار فى أفعالها ، وأضاف أن نتنياهو لم يعد في مقدوره تحمل المزيد من القلق الناجم عن تقارير ترده مفادها أن أوباما بصدد العودة للمحادثات لدعم وزير خارجيته كيري في مساعيه.

وأكد جاردنر أنه من الصعب رؤية الفرق الذي يمكن عن تسفر عنه تلك المساعي بينما واشنطن تركز على سير العملية أكثر من تركيزها على الجوهر.

ورجح جاردنر أن واشنطن تخطط لأن تحتفظ إسرائيل بكافة مستوطناتها تقريبا، بما يعادل ثلاثة أرباع القدس الشرقية بالإضافة إلى وادي الأردن.

في المقابل، سيتعرض الفلسطينيون لضغوط واشنطن للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ، وليس الاقتصار على اعترافهم منذ زمان طويل بدولة إسرائيل وحقها في الوجود.

ويرى الكاتب البريطاني أن اتفاقا من هذا القبيل من شأنه المساومة على مستقبل نحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني، الذين سيكونون مطالبين بنسيان تاريخهم.

واختتم جاردنر بالقول ''ما لم تكن واشنطن على استعداد لوساطة حقيقية وقيام دولة فلسطينية حقيقية، فإن مستقبل إسرائيل يظل ضبابيا، وليس كيري وحده، بل انضم إليه عدد من القادة في أوروبا وإسرائيل نفسها، من حذر من مغبة الوصول لطريق مسدود على صعيد حل الدولتين، مشيرا الى أن إسرائيل قد تواجه مأزقا على صعيد شرعيتها بما يفتح الباب صوب توجه دولي بالمقاطعة بدأ بالفعل يكتسب زخما، وهو أخطر على إسرائيل من الفلسطينيين''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان