''تايم'': العقوبات على موسكو ستضر بالمصالح الأمريكية أيضا

واشنطن- أ ش أ:

علقت مجلة تايم الأمريكية على تحذيرات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ''حيتان الأعمال التجارية'' مثل شركة المياه الغازية كوكاكولا وإكسون موبيل من استثماراتها أو أرباحها التي تقدر بالمليارات من الدولارات من روسيا لما ستفرضه الولايات المتحدة من عقوبات على روسيا مثل النظام المصرفي الروسي وقطاع الطاقة والتعدين والتسليح وبعض الصناعات الأخري.

وقالت المجلة ـ في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس ـ '' لم يذكر كيري ضرر العقوبات على روسيا فحسب بل نوه الي الضرر الاقتصادي الذي سيلحق بلاده على حد سواء ، واستخدم كيري ـ خلال اجتماعه اليوم مع نظيره الروسي سيرجي لافروف لمناقشة توغل روسيا العسكري في شرق أوكرانيا ـ بطاقات التهديد بفرض عقوبات واسعة النطاق في الكثير من القطاعات ، وهو أقصى ما توصلت إليه الإدارة الأمريكية''.

وأضافت '' بحساب الضرر المتوقع من فرض العقوبات على روسيا والثمن الذي سيتحمله الاقتصاد الأمريكي نتيجة لذلك أصبحت القضية مسار جدل واسع للساسة الأمريكيين عن كيفية ادارة الأزمة في أوكرانيا''.

وتابعت '' أعرب أصحاب الاعمال التجارية الأمريكيون الذين يستثمرون في روسيا، مثل كوكاكولا وإكسون موبيل وبيبسي وجنرال موتورز، عن مخاوفهم مما سيتكبدوه جراء العقوبات على روسيا''.

وقالت مايرون بريليانت، رئيسة الشئون الدولية بغرفة التجارة الأمريكية '' يدرك أصحاب الأعمال التجارية الأمريكية خطورة الموقف في أوكرانيا فضلا عن الأضرار التي قد تلحق بالاقتصاد العالمي ، وقد حثت غرفة التجارة الأمريكية صانعي السياسة على مواصلة تقييم تأثير العقوبات على النمو الاقتصادي المتردي بالفعل في العديد من الاسواق الرئيسية''.

وأضافت '' يتحدث أصحاب التجارة الأمريكية عن فقدان صفقات تجارية بمليارات الدولارات كثمن ونتيجة غير مؤكدة ، فالعقوبات الأمريكية سيكون لها تأثير محدود على الاقتصاد الروسي ، ورأوا أنه من الأفضل أن تعمل الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي الذي يتمتع بعلاقة قوية مع روسيا لأن فرض عقوبات من جانب واحد لن يكون ذا جدوى بكل تأكيد''.

وينال قرار فرض عقوبات من جانب واحد المتوافر في الوقت الراهن دعما من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بما في ذلك العضو الجمهوري ماركو روبيو من فلوريدا والسيناتور الديمقراطي كريس ميرفي من ولاية كونيتيكت ، وما يزال الاتحاد الأوروبي في تردد من امره نحو فرض عقوبات أقوي أم لا.

ويري المتشددون في وزارة الخارجية الأمريكية أن التكلفة التي ستتكبدها الولايات المتحدة مقارنة بتأثيرها على روسيا لا يذكر ، حيث بلغت صادرات الولايات المتحدة إلى روسيا 11.2 مليار دولار خلال عام 2011 ، في حين بلغت الصادرات الروسية إلى الولايات المتحدة 26.4 مليار دولار ، ولأن هذه الصادرات تمثل الجزء الأكبر من اقتصاد روسيا عموما سوف تتضرر موسكو بشكل أكبر في هذه الحرب التجارية.

وبلغت الصادرات الروسية بشكل عام خلال 2011 حوالي 508 مليارات دولار مقارنة ب 1.37 ترليون دولار لصالح أمريكا ، وبلغت صادرات أمريكا الشهر الماضي فقط ما يقدر ب 190مليار دولار.

وقال أندرس آسلوند وهو باحث روسي بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي '' إن الشيء الأساسي هو أن نسبة الناتج المحلي الإجمالي لروسيا 2.9٪ من اجمالي الناتج العالمي، والصفقات التجارية للولايات المتحدة مع روسيا تقدر بحوالي 1٪ من إجمالي تجارة الولايات المتحدة ، وبنظرة موسعة على الأشياء لا يهم ذلك الاقتصاد الروسي كثيرا''.

وأضاف '' إذا ترك السجال للولايات المتحدة فقط فغالبا ستكون العقوبات المالية ، فلو استهدفت الولايات المتحدة الأربعة بنوك الوطنية الروسية قد يستفيد الاتحاد الأوروبي اقتصاديا ، وقد تلحق أمريكا بالفعل ضررا بالاقتصاد الروسي''.

وتابع '' لو تم ضرب المالية الروسية سوف تتدفق الأموال إلى خارج روسيا وسينخفض إجمالي الناتج المحلي لروسيا بشكل كبير ، ولكن لا يعلم أحد ما إذا كانت مثل هذه العقوبات ستشكل حجر عثرة في طريق التوغل الروسي الي الدول المجاورة أم لا''.

واختلف الرهان على ما إذا كانت الخارجية الأمريكية سوف تمضي قدما في فرض عقوبات في قطاع الطاقة أم لا ، وهو الأمر الضروري لأن أكبر مصدر للثروة الروسية يأتي مما يستخرج من الأرض''.

وأضاف آسلوند أنه لم يذكر أى شخص مسألة فرض العقوبات على قطاع النفط ولكنهم تركوا المجال مفتوحا لفرض العقوبات على الغاز الطبيعي.

وقال إدوارد تشو خبير الطاقة الدولي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية '' إن وزارة الخارجية الامريكية على وشك اتخاذ مثل هذا القرار بفضل تدهور الوضع في شرق أوكرانيا ، وسوف يكون الأمر مجرد رد رمزي على ما اقترفته روسيا خلال الفترة الأولي ، ولكننا لا نستطيع التقليل من أهميتها''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا