الإيكونوميست: عدوانية الكرملين في أوكرانيا ستضعف روسيا
لندن- (أ ش أ):
حذرت مجلة الإيكونوميست البريطانية من أن عدوانية الكريملين باتجاه أوكرانيا قد يضعف روسيا في نهاية المطاف، مشيرة إلى أن الوضع اختلف الآن عما كان عليه الحال في عام 2008، عندما دخلت روسيا في حرب مع جورجيا، وأدى ذلك إلى احتلالها في واقع الأمر لاقليمين انفصاليين وهما اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.
وقالت المجلة، في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت، إنه لا أحد غير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلم المجهول الذي تنتظره أوكرانيا، مشيرة إلى أنه إذا اقتصر الكرملين على ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، فمن الممكن أن تنجو أوكرانيا من الأزمة الحالية وتتمكن من إصلاح نفسها لتتحول إلى دولة أوروبية حديثة، ولكن إذا تجاوزت تحركات بوتين إلى خطوات أبعد من ذلك في أوكرانيا، فمن المحتمل أن تنحدر البلاد إلى هاوية حرب دموية بين أطراف مختلفة.
وأضافت المجلة إن الحكومة الروسية التي حشدت قواتها على الحدود الشرقية لأوكرانيا، تبرر تصرفاتها في القرم على أساس ضرورة حماية المواطنين المتحدثين بالروسية، الأمر الذي قد يبرر عمليات عسكرية في جنوب وشرق تلك البلاد. ولفتت الصحيفة إلى أن بوتين لا يرى نفسه رئيسا لروسيا فقط، بل حاميا ''للعالم الروسي'' وهي ''كتلة غير محددة'' موضحة أن فكرة بوتين في ضم كل الأراضي التي كانت تنتمي تاريخيا لروسيا، الى ميدانه الخاص، قد أدت الى ابعاد كييف عن موسكو بأكثر من أي وقت مضى.
ورأت المجلة أن الكرملين لا يشكل تهديدا لأوكرانيا وحدها بل أيضا روسيا نفسها، موضحة انه ''في الوقت الذي تحاول فيه أوكرانيا التملص من قبضة الكرملين، تتضاءل فرص روسيا في ظل هيستريا الحرب على التلفزيون الروسي، في ان تصبح دولة حديثة ومتحضرة ومنفتحة على العالم وتحترم مواطنيها.
ونقلت المجلة عن مصادر قريبة من الرئيس الروسي القول إن بوتين يضمر في داخله، فكرة ضم القرم لروسيا منذ الحرب مع جورجيا في عام 2008 والتي أدت إلى احتلال روسيا في واقع الأمر للإقليمين الانفصاليين التابعين لجورجيا وهما أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ولكن المجلة قالت ان الوضع اختلف حاليا حيث تنقل المجلة عن الكاتب السياسي الشهير كيريل روجوف قوله إن ''الحرب مع جورجيا كانت بمثابة مكمل ومساير وطني لنهضة الاقتصاد الروسي، بينما تحل الحرب في أوكرانيا، كبديل لانتعاش الاقتصاد الروسي''.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن المواجهة مع الغرب تعد احد أهم الأهداف الاساسية لعمليات بوتين حيث سيتيح فرض أي عقوبات على روسيا، فرصة لبوتين لإلقاء اللوم على الغرب في تراجع الاقتصاد الروسي على الرغم من أن ذلك لن يرضي الطبقة الحاكمة التي توجد أموالها في صورة ممتلكات وحسابات مصرفية في الخارج.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: