إعلان

صحيفة أمريكية: أوباما يعاود استخدام تكتيك ''القيادة من الخلف'' في سوريا

08:45 ص الأحد 23 فبراير 2014

لوس أنجلوس- (أ ش أ):

قالت صحيفة ''لوس أنجلوس تايمز'' الأمريكية إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بصدد العودة إلى استخدام تكتيك ''القيادة من الخلف'' الذي استخدمه قبل ثلاثة أعوام في السيناريو الليبي، وذلك بعد أن واجه خيارات صعبة في سوريا.. وتساءلت الصحيفة عن مدى جدوى ذلك التكتيك هذه المرة.

ونوهت الصحيفة -في تقرير على موقعها الإلكتروني- عن أن مصطلح ''القيادة من الخلف'' جاء على لسان أحد مستشاري البيت الأبيض لدى وصفه لاستراتيجية أوباما في ليبيا عام 2011، عندما انتظرت واشنطن من حلفائها تقديم معظم العون إلى الثوار بينما القوات الأمريكية بقيت بشكل كبير في المؤخرة.

وأعادت إلى الأذهان كيف استغرقت الثورة الليبية وقتا أكثر من المتوقع، وقالت إن أوباما يواجه الآن في سوريا مشكلة مختلفة تماما، لكن بنفس الضغوطات؛ ذلك أن المجموعة التي تدعمها أمريكا بالمعارضة السورية هي الجيش السوري الحر، وهي الآن تترنح في طريقها للانهيار.. بينما قوات المعارضة الأخرى التي تدعمها (بعض) الدول العربية لا تزال في الميدان، لكنها أيضا ليست غالبة. فيما الجماعات الجهادية، وبعضها موال لتنظيم القاعدة، تكتسب نفوذا وقوة يوما بعد يوم.. ونظام الرئيس السوري بشار الأسد يشن حربا شعواء على داعمي المعارضة من المدنيين في الأحياء السكنية غير المحصنة عبر قصفها ببراميل متفجرة.. والنتيجة سقوط أكثر من 100 ألف ولجوء نحو 4ر2 مليون واتساع دائرة الحرب في خمس دول مجاورة على الأقل.

ووصفت الصحيفة استجابة إدارة الرئيس أوباما بالمحدودة والحذرة؛ حيث تمثلت في تقديم مساعدات إنسانية لللاجئين، ودعم غير مؤثر للمعارضين، والالتماس من روسيا بالتدخل لإجبار الرئيس الأسد على الجلوس على طاولة المفاوضات.

ولفتت إلى مؤتمر جنيف للسلام الذي وصل إلى طريق مسدود بعد أسبوعين فقط بفضل رفض نظام الأسد التفاوض مع من وصفهم بالإرهابيين. ورصدت ترديد وزير الخارجية جون كيري وغيره من المسؤولين شعارهم بأنه لا سبيل إلى اللجوء للخيار العسكري في الصراع السوري.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه من الواضح أن بشار الأسد ، بدعم من روسيا وإيران، يعتقد في جدوى هذا الخيار العسكري الذي ينكره كيري والمسؤولين الأمريكيين.

ورأت أنه حتى الإنجاز الوحيد الذي ادعت الإدارة الأمريكية تحقيقه، وهو التخلص من أسلحة الأسد الكيماوية، لم يكتمل؛ حيث ماطل نظام الأسد بدهاء في تسليم الأسلحة التي وعد بها، بعد أن اطمأن إلى أن المهم لدى واشنطن هو عدم استخدام هذه الأسلحة.

ونبهت ''لوس أنجلوس تايمز'' أن الموقف السوري يزداد تعقيدا باتساع نفوذ الجماعات الجهادية في الشمال والشرق من البلاد، بحيث باتت المنطقة ملجأ للمتطرفين وأرضا خصبة لتدريب الإرهابيين الذين قد يستهدفوا الولايات المتحدة في يوم من الأيام.. بمعنى آخر، قالت الصحيفة ''إن ما يحدث في سوريا لم يعد مجرد أزمة إنسانية فقط.. إنها ساحة أخرى في الحرب غير المنتهية ضد تنظيم القاعدة وفلوله''.

ورأت أن هذا من شأنه تقوية الدافع للتحرك الأمريكي في سوريا على نحو أقوى مما كان عليه في ليبيا قبل ثلاثة أعوام.. لكن البيت الأببض لا يزال يفتقد الشهية.. بالنسبة للرئيس أوباما فإن تجربة العراق لا تزال عالقة في مخيلته على نحو يجعله يتردد في الإقدام على أي تدخل سواء كان بشريا أم غير ذلك.

وعليه، فإن الإدارة الأمريكية بصدد إعادة النظرإلى كافة الخيارات الأخرى، وبالفعل تضع بعضها موضع التنفيذ.. ورصدت الصحيفة اجتماعا انعقد الشهر الجاري بين مسؤولين أمريكيين وقيادات مخابراتية من دول تدعم المعارضة، من بينها السعودية وقطر وتركيا.. وقد اتفق المشاركون على التنسيق فيما بينهم بشأن المساعدات بدلا من العمل كل على حدة والمنافسة التي ميزت السنوات الثلاث الماضية.

وأردفت ''لوس أنجلوس تايمز'' بالقول: ''الآن، يشبه برنامج إدارة أوباما إزاء سوريا في جوهره التصميم الأولي للبرنامج المستخدم من قبل للتدخل في ليبيا؛ فالولايات المتحدة تعقد اجتماعات، وتنسق جهودا، وتزود بالمعلومات المخابراتية – لكنها تعتمد على الآخرين في التزويد بمعظم المساعدات العسكرية.. بمعنى آخر إن واشنطن تقود من الخلف.

وأكدت الصحيفة ''في هذه الحال، ليس الهدف هو الإطاحة بديكتاتور، بحسب أحد المسؤولين، ولكن الهدف هو إجبار نظامه على الجلوس للتفاوض.. لكن حتى ذلك الهدف المتواضع سيكون من الصعب تحقيقه.. فمن المتوقع ،تماما كما حدث في السيناريو الليبي، أن يواجه أوباما مزيدا من الضغوط صوب التصعيد إذا لم تنته الأمور بسرعة.

وعلى غرار ما حدث في ليبيبا، قد يواجه أوباما لاحقا خيارا طالما تمنى ألا يواجهه.. هذا الخيار هو التدخل على نحو أكثر مباشرة – أو هزيمة قاسية وتبعات خطيرة على الولايات المتحدة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان