كيف أثرت ثورات الربيع العربي على أجهزة المخابرات والشرطة والقضاء؟
كتبت – سارة عرفة:
في تحليل للانتفاضات العربية، تساءلت صحيفة "ناشيونال" الإماراتية، الصادرة باللغة الإنجليزية، عن كيف استطاعت الثورات في دول الربيع العربي التأثير على المؤسسات الرسمية فيها سواء كان جهاز المخابرات، أو الشرطة أو القضاء.
وقالت الصحيفة، في تحليل كتبه الصحفي مايكل يونج، إن الجمهوريات استطاعت النجاح في مساعيها الديمقراطية، وهذا لضرورة اخضاع هذه المؤسسات السالف ذكرها لسلطة مدنية ناتجة عن انتخابات ديمقراطية.
لكن بعد انقضاء ثلاث سنوات على الربيع العربي كان الوضع الذي ألت إليه هذه الدول كارثي، عدا تونس والتي استطاعت وضع دستور ناجح، بخلاف مصر وسوريا وليبيا، التي لم تعرف مؤسساتهم حتى الأن الطريق إلى اطار عمل مدني.
وتابعت الصحيفة أن عودة الجيش في مصر والمؤسسات الأمنية كان بطريقة أكثر إلتواءً من نظرائها في سوريا، على الرغم من أن العواقب كانت مستمرة بشكل أطول من المنظور المؤسسي.
ففي 2011 لعب الجيش دورا حيويا في الاطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بعدما سحبت الولايات المتحدة دعمها له، كما أن واشنطن سمحت وقتها بعملية ديمقراطية إلى حد ما ساعدت على تولي محمد مرسي الرئاسة وأتاحت للأغلبية المسلمة الوصول للبرلمان.
وأشارت إلى أن الجيش سعى للحفاظ على وضعه الاستثنائي في مسودة دستور مرسي، فيما تدهورت الأوضاع الاقتصادية ونمت المعارضة مما أدى لعزل مرسي في يوليو الماضي.
وذكرت الصحيفة أن عزل مرسي جاء بدعم شعبي، والذي أتاح الفرصة أمام الجيش ووزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي لتمرير الدستور الذي يرغب فيه الجيش.
وانتقلت الصحيفة من الوضع في مصر إلى سوريا والذي قالت عنه إنه كان مختلفا من البداية، وذلك لأن الجيش السوري ومخابراته لم يسمحا منذ البداية لوجود تظاهرات، وتبعتها بحملات قمع عنيفة أدت إلى مقتل 130.000 و من ثم الانزلاق في حرب أهلية.
وقال الكاتب إن النظام السوري، المعتاد على الشبكات الجهادية منذ أن استخدمها في العراق إبان الغزو الأمريكي، أطلق سراح سجناء واتخذ من التدابير التي تقوي وتعيد تمكين الجماعات المتطرفة، مضيفا أن هذا الأمر غير من طبيعة الصراع السوري.
وتابع "الإطاحة ببشار الأسد الآن يُرى في الغرب بشكل متزايد على أنه تسليم سوريا للقاعدة ومقاتليها".
وأوضح الكاتب أن الأسد أكثر صلابة الآن من أي وقت مضى في السنوات الثلاث الماضية منذ بدء الانتفاضة، مشيرا إلى أن المعارضة بقت متشرذمة أكثر من أي وقت مضى.
كما أشار الكاتب إلى أن الأسد قدم تنازلات سياسية غامضة في 2011، لكن الأمر تحول كله إلى العنف منذ ذلك الحين.
وقال "بينما قد ينتصر النظام السوري في النهاية، تبقى مؤسسات الأسد متزعزعة حتى يتم دعمها بعدد من التنازلات السياسية المفهومة".
وانتقل الكاتب إلى ليبيا، وقال إن الانقسامات في صفوف المعارضة أعاقت إنهاء الصراع، مشيرا إلى عدم وجود سلطة مركزية لتوحيدهم.
واضاف أنه رغم أن السلطات التي جاءت بعد الثورة فككت قمع القذافي البربري، إلا أنها فشلت في ملئ الفراغ الذي خلفه رحيل القذافي ببدائل ذات مصداقية.
وأكمل أنه منذ ذلك الحين كافحت السلطات الليبية لتفكيك الميليشيات التي تشكلت وقت الحرب، مشيرا إلى أنه في سبيل ذلك سعت الولايات المتحدة وإيطاليا وتركيا والمملكة المتحدة لتدريب الجيش الليبي الجديد أو "قوة الهدف العام".
وذكر أنه على الرغم من الترحيب بذلك إلا أن دروسا لم تتعلم من العراق، ولم يتم تقدير العوائق التي تقف أمام تشكيل قوة تعمل بكفاءة.
وتطرق الكاتب إلى أن إدارة أوباما "اختلفت بشدة" مع المؤسسة العسكرية المصرية بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، مشيرا إلى أن "ثلاث سنوات من السيولة ستدفع الأمريكيين بالتأكيد إلى تأييد النظام الجديد في مصر المدعوم من الجيش.
وقال "قبل كل هذا، لم يكن لواشنطن أي مشاكل في دعم القادة العسكريين المصريين منذ عبد الناصر حتى مبارك".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: