الحياة اللندنية: تبرئة مبارك تختبر شعبية السيسي
القاهرة - مصراوي:
قالت صحيفة الحياة اللندنية إنه بالرغم من القرارات التي اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي في بداية توليه منصب الرئيس سواء بخفض دعم البنزين ورفع سعر الكهرباء لم تؤثر على شعبيته، في حين أن الحكم
الأخير الذي صدر بحق مبارك بدا وأنه اختبار جديدا لهذه الشعبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن شعارات ولافتات الثورة عادت من جديد في تظاهرات طلاب الجامعات التي طغت عليها منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي شعارات «رابعة» ومطالب عودة مرسي إلى الحكم، وهي التظاهرات التي كانت تستقطب طلاب ''الإخوان'' ومؤيديهم فقط.
لكن اليومين الماضيين شهدا تظاهرات في جامعات عدة، شاركت فيها قوى غير إسلامية، حتى أن طلاباً رفضوا في تظاهراتهم رفع أي من المشاركين فيها شعارات ''رابعة''، وحرصوا على التمايز عن تظاهرات ''الإخوان''،
بأن رفعت لافتات كُتب عليها: ''يسقط كل من خان: عسكر وفلول وإخوان».
واتفق الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية نبيل عبدالفتاح مع عفيفي في أن الحكم «لن يؤثر بمفرده في شعبية الرئيس». وقال إن «شعبية السيسي رهينة بعديد من الأمور على رأسها تحقيق حال
من الاستقرار الأمني والقدرة على بناء جسور حقيقية من الحوار مع أبناء الطبقة الوسطى الشابة وأيضاً القدرة على تمثيل المصالح الاقتصادية والاجتماعية لمجموعات اجتماعية في مصر منها أبناء الطبقة الوسطى في
المدن والوسطى الصغرى في الريف، وبعض من الغالبية الشعبية، وبالتالي تأثر شعبية السيسي لن يكون بسبب عامل واحد، بل بعوامل منها الحكم على مبارك بالبراءة».
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكم يلقي بظلال على العلاقات التي نستطيع أن نصفها بأنها مضطربة وبها جفوة بين النظام الجديد والطبقة الشابة، إذ يتم تفسير الحكم على أنه تعبير عن أن الأمور لم تتغير في مصر في أعقاب العملية الثورية في 25 يناير، خصوصاً في ظل وجود مراكز قوى إعلامية من القطاع الخاص تحاول إعادة تصحيح صورة النظام السابق على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي. هذا يؤجج الغضب لدى
القطاعات الشابة من طلائع الحركة الثورية.
واعتبرت الصحيفة أن ''الشهور المقبلة فترة تحدٍّ للنظام الجديد سواء على مستوى استكمال ما يسمى بخريطة الطريق ومدى امتثاله للقيم الديموقراطية أو مدى قدرة النظام الجديد على محاولة تجسير الفجوة بينه وبين الأجيال
الشابة من طلائع العملية الثورية''.
وقالت الصحيفة : ''رغم استقلال القضاء، إلا أن القطاعات الشابة ليست لديها من المعرفة القانونية ولا تاريخ القضاء المصري ما يسمح لها بتفهم الجوانب التي أسست عليها المحكمة حكمها، ومن ناحية أخرى أدت بعض الاضطرابات منذ هجوم جماعة الإخوان على القضاء المصري خلال الفترة التي حكموا فيها إلى تأثر هؤلاء الشباب ببعض الجروح التي تمت خلال هذه الاعتداءات الممنهجة على استقلال السلطة القضائية في تلك
المرحلة… الصورة الحالية نتاج لأسباب تشكلت خلال المرحلة الماضية''.
وأكدت الصحيفة أن الأمر يحتاج إلى ''معالجة سياسية لهذه الشروخ والجروح التي أحاطت بالإدراك شبه الجمعي للطبقة الوسطى الشابة التي تستخدم الواقع الافتراضي للتعبير عن غضبها… إذا لم يكن النظام على درجة من الفطنة بما يسمح باحتواء النتائج السلبية لبراءة مبارك ومعرفة من المسؤول عن اغتيال وقتل العديد من أبناء المصريين، فبعض من القطاعات الشبابية قد يتأثر بمحاولات رأب الصدع بين الإخوان والقوى الشبابية.
هناك حاجة كبيرة إلى درجة من الخيال السياسي والشجاعة في محاولات إعادة النظر في مرحلة حكم مبارك من خلال تقرير سياسي تعده لجنة سياسية لبيان مدى الانهيار الذي حدث في بنية الدولة والفساد الهيكلي
خلال تلك العقود''. ودعا نظام الحكم إلى ''بناء جسور مع الشباب، واتخاذ مواقف تفارق بينه وبين نظام مبارك''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: