سجن "بوكا" مصنع "الدواعش"
كتبت - سارة عرفة:
سلطت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الضوء على سجن بوكا بصفته مرتعا للمتطرفين ومصنع الداعشين بحسب وصفها.
فقالت الصحيفة إنه في مارس 2009 عندما أصدرت الحكومة العراقية قرارا بالإفراج عن عدد من المتطرفين الذن تم إيداعهم سجن بوكا، انتبات حالة من القلق بعض المسؤوليين الأمنيين كان من بينهم رئيس الشرطة سعد عباس محمود الذي قال لصحيفة الشرق الأوسط"هؤلاء الرجال لم يسجنوا لزراعتهم ورودا مخالفة بإحدى الحدائق".
وأعرب عباس عن اعتقاده بأن 90 في المائة من السجناء المفرج عنهم سيستأنفون القتال قريبا. وأضاف: "هؤلاء لم يقبض عليهم لتسكعهم بالشوارع. إن هذه المشكلة كبرى وخطيرة. وللأسف لا يبدو أن الحكومة أو السلطات العراقية مدركة لأي مدى بلغت فداحة هذه المشكلة".
وأكدت الصحيفة على صحة كلام عباس فيما بعد، فقد تم الإفراج عن الكثير من المتطرفين أصبحوا فيما بعض أكبر قادة بداعش، حيث قضى 9 من كبار قيادات داعش بعض الوقت في بوكا، تبعا لما ذكرته "مجموعة صوفان"، وهي مؤسسة معنية بتحليل قضايا الإرهاب.
وبخلاف البغدادي، الذي قضى 5 سنوات بهذا السجن، كان من بين قيادات داعش الأخرى التي سجنت هناك الرجل الثاني في الجماعة وهو أبو مسلم التركماني، وحاجي بكر، القيادي العسكري البارز الذي توفي مؤخرا، وأبو قاسم قائد المقاتلين الأجانب، حسبما أفادت المؤسسة. وأضافت المؤسسة أنه رغم احتمالات أن يكون هؤلاء الأشخاص قد تحولوا للتطرف بعد دخولهم السجن، يبقى الأمر المؤكد أنهم خرجوا جميعا من السجن متطرفين.
وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز هذا الشهر، أوضح أندرو ثومبسون، العسكري السابق، والأكاديمي جيرمي سري أنه "قبل احتجازهم، كان البغدادي وآخرون من الراديكاليين الذين يميلون للعنف والعازمين على مهاجمة أمريكا. وجاءت فترة احتجازهم في السجن لتعمق تطرفهم ولتمنحهم فرص توسيع دائرة أتباعهم.. وتحولت السجون لجامعات إرهابية فعلية، حيث لعب الراديكاليون المخضرمون دور الأساتذة، بينما كان باقي السجناء الطلاب. أما سلطات السجن فلعبت دور "الحارس الغائب".
وأضافت الصحيفةداخل سجن بوكا، كان هناك فيض من الشرر. وقد كتب المأمور السابق لسجن بوكا، جيمس سكيلر جيروند، في رسالة عبر تويتر مع تزايد الاهتمام بالفترة التي قضاها البغدادي في سجن بوكا، إن "الكثير منا داخل سجن بوكا ساوره القلق من أنه بدلا من احتجازنا للسجناء، فإننا واقع الأمر كنا ندير مفرخة للمتطرفين". يذكر أن جيروند عمل بالسجن بين عامي 2006 و2007. عندما كان يعج بالآلاف من الراديكاليين، بينهم البغدادي.
وأشارت الصحيفة إلى البيئة الفريدة داخل سجن بوكا التي جمعت علمانيي حزب البعث الخاص بصدام حسين بأصوليين إسلاميين والتي مهدت الساحة أمام ظهور ما هو أسوأ: التواطؤ بين الجانبين. داخل السجن، انضمت هاتان المجموعتان معا لتشكيل اتحاد "تجاوز كونه زواج مصلحة"، حسبما أوضحت مؤسسة صوفان.
وتوصلت «صوفان» إلى أن كلتا المجموعتين عرضت على الأخرى شيئا تفتقده، ففي داخل معسكر البعثيين السابقين وجد الجهاديون المهارات التنظيمية والانضباط العسكري. في المقابل، وجد البعثيون السابقون في صفوف الجهاديين الهدف. وأوضح تقرير صادر عن صوفان: "داخل بوكا، تبدلت الأماكن، مع انتهاج الآيديولوجيين للخصال العسكرية والبيروقراطية، وتحول البيروقراطيون إلى متطرفين ينتهجون العنف"
ومن بين رماد ما سماه سجناء سابقون مدرسة القاعدة ولدت داعش. وبالفعل، ذكرت واشنطن بوست من قبل أن هؤلاء السجناء عندما أفرج عنهم عام 2009 وعادوا إلى بغداد، تحدثوا عن أمرين: تحولهم للراديكالية - والانتقام.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: