اهتمام اعلامي فرنسي بزيارة الرئيس السيسي لباريس
باريس - (أ ش أ):
اهتمت وسائل الاعلام الفرنسية بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الحالية لفرنسا ضمن جولته الاوروبية التي شملت ايضا ايطاليا والفاتيكان.
وخصصت صحيفة لوفيجارو نحو نصف صفحة لنشر إعلان يرحب بزيارة زعيم مصر للعاصمة الفرنسية من قبل واحد من رعايا بلده تحت شعار ''تحيا مصر''.
وابرزت وسائل الإعلام الفرنسية كافة أنشطة الزعيم المصري في باريس بدءًا من القمة المصرية الفرنسية التي شهدها قصر الإليزيه، ولقاءاته بالعديد من المسئولين الفرنسيين ومن بينهم وزير الخارجية لوران فابيوس الذى تطرق الحديث معه على إفطار عمل إلى العديد من الملفات الخاصة بالعلاقات الثنائية من ناحية، والقضايا الإقليمية والدولية وبؤر التوتر من ناحية أخرى، ولقائه مع السيدة اليزابيث جيجو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الفرنسي، ومأدبة العشاء التي أقامها وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لو دريان على شرف ضيف فرنسا الكبير الرئيس عبد الفتاح السيسي.
واهتمت وسائل الاعلام الفرنسية بإشارة الرئيس السيسي إلى أن مباحثات يومه الأول مع المسئولين الفرنسيين وعلى رأسهم الرئيس فرانسوا اولاند كانت ''مثمرة''، وأنها كانت فرصة للجانبين لتبادل وجهات النظر حيال العديد من الموضوعات سواء تلك المتعلقة بالعلاقات الثنائية على كافة الأصعدة بينهما، أو الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
بالإضافة الي حرص الرئيس السيسي ليس فقط على أن يؤكد للشعب الفرنسى - بعد مسئوليه - على أن مصر بلد آمن ويرحب بزائريه، ويضع نصب عينيه حمايتهم وتوفير كافة سبل الراحة لهم، وإنما أيضاً التنويه إلى جدية مصر في المضي قدماً لتنفيذ مشروعاتها العملاقة وذلك على خلفية إشارته إلى أن الرئيس الفرنسي سيكون في مصر ليشاركها احتفالاتها بافتتاح قناة السويس الجديدة.
واهتمت وسائل الاعلام الفرنسية بتقدير فرنسا على مكانة مصر ودورها الرائد إقليمياً ودولياً، والتنويه في ذلك – على لسان رئيسها – إلى ضرورة أن يكون لبلاده علاقات تتسم بالوضوح مع مصر هذا البلد الكبير الذى وإن كان قد واجه مصاعب كبيرة وهو يعد لخارطة مستقبله، إلا أنه يبقى لاعبا أساسيا ومحوريا لا يمكن الالتفاف أو تجاوز دوره.
وواكب التناول الإعلامي لأنشطة الرئيس في العاصمة الفرنسية مدى فهم وقناعة الجانب الفرنسي بأوضاع مصر والفترات الحرجة التي عاشتها وتحذيراتها المستمرة من مخاطر الإرهاب الذى يجب اقتلاعه، ليس فقط من الجانب الرسمي الذى أقر بالصعوبات التي واجهتها مصر، وإنما أيضاً من جانب الإعلام.
ونشرت صحيفة لوموند مقالا تحت عنوان رئيسي يشير إلى أن الملف الليبي يعتبر ''رهان'' زيارة الرئيس السيسي لباريس، وآخر فرعى ينوه إلى مخاوف القاهرة وباريس من سقوط الإقطاعية السابقة لنظام القذافي في يد الجماعات الجهادية. وقالت الصحيفة إن زيارة السيسي لباريس – التي تأتى بعد يومين أمضاهما الرئيس المصري في زيارة للعاصمة الإيطالية – تأخذ شكلاً ''كلاسيكياً'' بالنسبة للأوساط الدبلوماسية، والتي التقي خلالها مع نظيره الفرنسي فرانسوا اولاند وبحثا في ملفات تعتبر بمثابة رهان للرئيس السيسي وتتعلق بدفع وتنمية العلاقات الثنائية والمبادلات الاقتصادية من ناحية، والأمن الإقليمي من ناحية أخرى.
وقالت الصحيفة إن هذا التقارب بين العاصمتين المصرية والفرنسية كان أمراً شبه مستحيل منذ عام. واضافت ان الرسالة الموجهة إلى القاهرة مفادها دعم الجهود المبذولة لصالح المرحلة الانتقالية وإن كان ذلك لن يحول دون التوجيه بضرورة احترام مبادئ حقوق الإنسان.
واشارت الي ان مصر أعدت لعودتها إلى المسرح الدولي بعدما اضطلعت بدور الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين أثناء حرب غزة، وهو الدور الذى لا يمكن تجاوزه، حيث تسعى مصر لإحياء مبادرة 2002 العربية، إلى جانب أن مصر معنية أيضاً بالملف الليبي الذى يمثل أولوية للفرنسيين، على خلفية تخوف كل من القاهرة وباريس من أن تؤدى الانقسامات السياسية بين الليبيين إلى سقوط بلدهم تحت هيمنة الجماعات الجهادية، وإذا كانت باريس تراقب عن قرب تحركات ونشاط هذه الجماعات في الأراضي الليبية، فإن القاهرة تتحسب بدورها من تسرب الأسلحة والعناصر الإرهابية إلى أراضيها وبشكل خاص إلى أراضي شبه جزيرة سيناء التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية المتطرفة، في الوقت الذى يساند فيه البلدان مهمة المبعوث الأممي.
وقالت الصحيفة إن القاهرة تسعى لدعم الجيش الليبي. واضافت ان القاهرة تدعم – مثلها مثل موسكو - التوصل إلى اتفاق سيأسى لا يستبعد نظام بشار الأسد، وهو الأمر الذى يتعارض مع التوجهات والقناعات الفرنسية، إلا أنه ليس من المنتظر أن تزيد مصر من مستوى مشاركتها في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش تحسباً لانتقال المواجهات معها إلى أراضيها، وتسعى مصر من أجل مواجهة ذلك لتحديث قوتها العسكرية في الوقت الذى جمدت فيه الإدارة الأمريكية جانباً من مساعداتها العسكرية السنوية.
وفي هذا الإطار حرصت أيضاً مجلة جون افريك الفرنسية الأسبوعية على تغطية جولة الرئيس، وقالت ان رئيس مصر كان بمثابة اللاعب الإقليمي الذى لا يمكن تجاوزه، وأبرزت بعض النقاط التي من بينها أن الرئيس المصري توج بشرعية دولية ويبقى الشريك الاستراتيجي الذى لا يمكن لأحد تجاوزه، ليس فقط كما أكدت روما، ولكن أيضاً نظرة باريس له على أنه يبقى على رأس بلد كبير وشريك لفرنسا. ونقلت المجلة عن مصدر بالإليزيه تأكيده على أن فرنسا تعتبر الرئيس السيسي بالفعل رئيساً شرعياً.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: