إعلان

هل الإسلام الوسطي الحل لمواجهة التطرف؟

11:25 ص الثلاثاء 14 أكتوبر 2014

جماعات متطرفة

كتبت – سارة عرفة:

في كل مرة ترتكب فيها جماعة متطرفة جريمة بشعة تحت اسم الاسلام، تتعالى أصوات داخل المجتمع المسلم بأن الإسلام بريء من هذه الأفعال، من بين هذه الأصوات يكون صوت كتاب، نشطاء وقادة سياسيين يدعون ''للحل السحري'' الإسلام الوسطي.

فقالت الكاتبة اللبنانية حنين غدار إن فكرة الإسلام الوسطي فكرة نالت استحسان الغرب كذلك، لأنها تجعل أمريكا وأوروبا أكثر أريحية في حربهم ضد الإرهاب في الشرق الأوسط، مع حلفائهم من دعاة الإسلام الوسطي في المنطقة.

وأردفت الكاتبة أن الوصفة السحرية المتعلقة بالإسلام الوسطي للقضاء على التطرف، وجلب الديمقراطية لم تحدد بعد، متسائلة عن مدى تطبيق مصطلح الإسلام الوسطي في الحكومات التي تعهدت بمحاربة تنظيم القاعدة وداعش، أو أن الحكومات تستخدم هذه المصطلحات من أجل تحسين مظهرها فقط، كدعوة لطيفة من الدولة بأنها تستطيع احتواء جميع المواطنين على اختلاف وجهات نظرهم؟

وعلى الرغم من أن الرئيس المصري أعلن مؤخرا أنه ومن على شاكلته يمثلون الإسلام الوسطي إلا ان الكاتبة ترى أن الإسلام الوسطي هي محاربة الإخوان المسلمين، وليس لها علاقة بالحرية.

وحتى سوريا ستجد أن بشار الأسد يحارب التطرف في محاولة منه ليظهر أمام الغرب أنه اختيارهم الأفضل بالرغم من كل أفعاله وجرائمه الشنيعة التي ارتكبها ضد شعبه- بحسب الكاتبة.

ولفتت الكاتبة أن القبول بالوسطية يضعنا في منطقة ما بين تقبل التطرف والديكتاتورية، لذا فنحن نحتاج إلى حل للقضاء على التطرف، لا ينتج عنه أية أنظمة استبدادية أو عسكرية، لأن هذه الأنظمة ليس لها فائدة سوى انها تدعم التطرف الذي يتغذى على الظلم والقمع.

ورأت الكاتبة أنه إذا عدنا للقرآن والأحاديث والنصوص الدينية لإيجاد حلول، سنجد انفسنا عالقين في دائرة مفرغة من التناقضات، فالإسلام هو طريقة حياة تجمع بين الدين والسياسة، وهو مصدر لمجموعة من القيم التي تحكم العلاقات الجنسية، والفوائد والقروض، وأحكام المواريث والكثير من التفاصيل الأخرى، فالإسلام يمس كل تفصيله من تفاصيل حياتنا، لذا نجد انه من الصعب ان نحدد التوازن بين حرية الأفراد والإسلام، بحسب برأيها.

وأضافت الكاتبة أن الاسلام الوسطي أو الوسطية تقوم على تفسير التابعين لهذا التيار للنصوص، مع قبولهم للوسطية، الذي من الممكن ان يكون علاجا، إذا كان تصنيف هذا التيار يركز على حرية الفرد والحرية الشخصية، لكن الأنظمة الاستبدادية الحالية ستحتاج إلى ان تقهر للسماح لشعوبها بخوض تجربة المواطنة، من خلال عملية إصلاح اقتصادي، وحرية ثقافية واجتماعية.

واكدت الكاتبة أن الأنظمة القمعية والاستبدادية بالتأكيد لا تريد أن تقهر، لأن إذا حدث ذلك سيمكن حينها أن تسقط قادتها المتعصبين لكنها لن تستطيع تغيير سلوك الجماهير تجاهها مما يعني تولد عنف جديد، وظهور قادة متعصبين جدد.

من ناحية أخرى، السماح للأفراد بممارسة حقوقهم وحرياتهم عادة ما يكون اداة أكثر فاعلية للقادة لمحاربة التطرف والإرهاب.

واختتمت الكاتبة كلامها موضحة أن مصطلح الإسلام الوسطي سيظل فارغا، طالما سيظل المستبدين يضعون نفسهم في هذا التيار، لتجنب المشكلات الحقيقية والتي تطلب حلولا أكثر صعوبة.

للاطلاع على النص الأصلي: اضغط هنا

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان