صحف خليجية: النظام السوري انتهى عمليا.. وإيران لا تستطع منع الضربة العسكرية
عواصم خليجية- (أ ش أ):
تصدرت تطورات الأزمة السورية والضربة الأمريكية المرتقبة ضد النظام السوري، افتتاحيات الصحف الخليجية الصادرة اليوم الأحد.
ففي السعودية، قالت صحيفة "عكاظ" إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتشكيل تحالف دولي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لتوجيه الضربة العسكرية المرتقبة على سوريا، خاصة بعد فشل مجلس الأمن في التوصل إلى قرار بشأن الأزمة، موضحة أن هذا التحرك يتزامن مع قرار البرلمان البريطاني الرافض للمشاركة في الضربة، الأمر الذي لم يؤثر على الموقف الفرنسي الداعي إلى تحرك مناسب وحازم ضد نظام الأسد.
وأعربت الصحيفة عن أملها بأن تكون الضربة محددة ضد الرئيس بشار الأسد وأركانه الداعمين دون المساس بالشعب السوري وبنيته التحتية، مشيرة إلى خطورة الوضع باعتبار أن الأمر يرتبط بمصير بلد عربي وبمخاوف من تداعيات العمليات العسكرية التي ينبغي أن تكون هدفها الأساسي صالح قوى المعارضة السورية وتعزيز الحرب النفسية وإحداث فرصة لاستسلام أكبر عدد ممكن من الموالين للأسد من عسكريين ومدنيين.
ومن جانبها ، لفتت صحيفة "الرياض" إلى أن إيران بمحدودية قوتها، لا تستطيع منع الضربة ولا حتى الإقدام على غلق مضيق هرمز، أو تهديد القواعد المحيطة بها بدول الخليج العربي، مما قد يشعل حرباً شاملة في المنطقة لا تقوى على مواجهتها.
وأوضحت أن حزب الله آثر الصمت، وبقي رد فعله غير واضح، ويعرف أن أي تهور بإطلاق صواريخ على إسرائيل مثلاً قد يؤدي إلى محو جنوب لبنان كله وستكون الأعذار الإسرائيلية مبررة بالاعتداء عليها.
ورأت أن ما بعد الضربة هو الذي قد يخلق الظروف لتسويات سياسية وفقا لاتفاق جنيف، أي أن الحلول العسكرية هي التي تجبر الخصوم القبول بها.
وبدورها ، قالت صحيفة "الوطن" إنه ليس غريبا على النظام السوري الذي لم يعترف بالثورة الشعبية ضده أن ينفي وجود أدلة على استخدامه للأسلحة الكيماوية، وأن يعلن أمس وفقا لبيان وزارة خارجيته أن ما أكده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن وجود أدلة قاطعة تمهيدا للضربة العسكرية المتوقعة قريبا "يعتمد على روايات قديمة نشرها الإرهابيون منذ أكثر من أسبوع بكل ما تحمل من فبركة وكذب وتلفيق".
واعتبرت الصحيفة أن النظام السوري انتهى عمليا، والمسألة مرتبطة بمدى قدرته على الصمود في وجه الثورة بعد الضربة العسكرية المتوقعة.
ومن ناحيتها ، رأت صحيفة "الشرق" أن التدخل الأمريكي لن يكون وشيكا لأن النواب الأمريكيين لن يجتمعوا قبل 9 سبتمبر، مضيفة أن الضربة المحتملة تأجلت لأن شيئاً من التردد أصاب واشنطن بعد رفض مجلس العموم البريطاني مشاركة قوات بلاده، هذا إلى جانب فتور لدى الرأي العام الفرنسي لم يواكب هذه الحماسة التي تحدث بها الرئيس فرانسوا هولاند.
وأوضحت الصحيفة ، أن انتظار قرار الكونجرس قد يتيح للإدارة الأمريكية الاطلاع على تقرير مفتشي الأمم المتحدة بشأن استخدام الكيماوي في ريف دمشق، وهو التقرير الذي يتوقع أن يؤكد إدانة الأسد، وبالتالي سيشكل دفعة للمعسكر المؤيد لمعاقبة النظام السوري على تجاوزه.
وفي ذات السياق، نبهت صحيفة "المدينة" إلى أن العد التنازلي للضربة الأمريكية المرتقبة ضد نظام بشار الأسد قد بدأ بالفعل أمس الأول بتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري التي أكدت ضلوع النظام السوري في المذبحة الكيماوية التي استهدفت منطقة "الغوطة" الأسبوع الماضي.
ورأت أنه إذا لم تكن الضربة بفاعلية كبيرة تهز أركان النظام وتحقق نتائج ملموسة على الأرض مثل فتح ممرات تسمح بالمرور الآمن للمدنيين وبمرور قوافل الإغاثة والأسلحة للثوار، وفك الحصار عن مواقع الجيش السوري الحر، وتزويده بالأسلحة النوعية، فلن تحقق الحد الأدنى من آمال الشعب السوري وتخفيف معاناته وتمكينه من تحقيق آماله الوطنية، إلى جانب أنها ستضع المصداقية الأمريكية مرة أخرى على المحك.
وفي دولة الإمارات، قالت صحيفة "الوطن" إنه مع مغادرة فريق المفتشين الدوليين الذين جابوا بعض مناطق سوريا بحثا عن الحقيقة وراء شن هجوم بالسلاح الكيماوي.. وأصبحت الضربة الأمريكية ضد مواقع محددة في سوريا أمرا يسابق الأنفاس المتصاعدة توقعا للضربة في أي وقت.
وتساءلت "الوطن" بأي مبرر ستكون الضربة إذا خرج تقرير الأمم المتحدة ليس مطابقا للتقرير الذي رفعته الاستخبارات الأمريكية، مؤكدة أنه كان على الولايات المتحدة أن تضع التقرير الاستخباراتي أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي ليقارنوا كي لا تكون الضربة غير عادلة، خاصة وأن تقارير الاستخبارات الأميركية بشأن الأسلحة النووية والجرثومية العراقية اعتمد على معلومات كاذبة وتقارير مضللة ومنحازة سوغت إلى إدارة بوش.
وشددت الصحيفة على أن العالم لا يريد أن يعيش على الأكاذيب خاصة في شن حروب وقتل أبرياء وتفتيت دول وتقسيم بلدان وتمزيق شعوب،مشيرة إلى أنه إذا كان هناك عمل تجاه سوريا فهو البحث عن كل الفرص والسبل لاستعادة الأمن والاستقرار مع فرض " تغيير ممكن" يستوعب القوى المختلفة والمتصارعة على أساس حل دولي يضمن وحدة البلاد ويعيد الاستقرار إليها ويمنع في الوقت نفسه استيلاء جماعات إرهابية على مقاليد الحكم والسلاح خشية من أن تصبح سوريا قاعدة رسمية للإرهاب.
وفي دولة قطر، قالت صحيفة "الراية" إن طبول الحرب بدأت تدق والكل أصبح ينتظر الموعد فقط ، خصوصا بعد خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء أمس الذي أكد فيه أن الضربة قادمة لا محالة من أجل حماية الشعب السوري من التعرض مجددا لهجمات بالأسلحة الكيماوية التي دأب نظام الأسد الإجرامي على قتل شعبه بها.
ورأت الصحيفة أن نظام الأسد سيجني أخيرا ثمار إجرامه بحق شعبه ، وهو الوحيد الذي يتحمل جر سوريا إلى المواجهة الدولية ، موضحة أن التدخل الدولي جاء بعد أكثر من سنتين ونصف على تفجر الثورة السورية .. لافتة إلى أن النظام أصم أذنيه وأغلق عينيه أمام كل رسائل النصح من الأشقاء والأصدقاء بضرورة معالجة الأزمة سلميا والإصغاء لمطالب الشعب بضرورة التغيير وهو المسئول بشكل مباشر عن التدخل العسكري المحتمل .
وأضافت أن كل من راهن عليهم النظام السوري في استمراره في إبادته لشعبه بدأوا بالانسحاب من حوله وسيتركونه وحيدا ليواجه مصيره، معتبرة أنه كانت لدى الأسد قناعة راسخة بأنه لن يعاقب على جرائمه بحق شعبه ، لذا استغل تغاضي المجتمع عما يقوم به ليواصل حربه ضد شعبه واستخدم فيها كل الأسلحة المحرمة دوليا ليجبره على التراجع عن مطالبه والقبول به وتسبب في سبيل ذلك بمجازر وشلالات من الدماء .
وانتهت "الراية"إلى القول أن "تهديدات الأسد لدول الجوار العربي التي سعت لحل الأزمة سلميا أمر غير مقبول ، فتلك الدول ليست جزءا من الأزمة السورية ، بل جزء أساسي من الحل لأنها تحوي على أراضيها مئات الآلاف من النازحين السوريين ، فمشكلة الأسد مع نفسه بالذات ومع أركان نظامه".
ومن جهتها، اعتبرت صحيفة "الشرق" إعلان الرئيس الأمريكي بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام الحاكم في سوريا خطوة متأخرة كونها تأتي بعد أكثر من عامين ونصف تعرض خلالها الشعب السوري لمجازر بشعة قتل خلالها مئات الآلاف وتشرد الملايين من الذين لجأوا إلى دول الجوار فضلا عن تدمير المدن والبلدات السورية.
واعتبرت الصحيفة أن الرئيس أوباما لا يزال يحتاج إلى موافقة الكونجرس الذي سيبدأ مناقشاته بشأن طلب أوباما في التاسع من سبتمبر الحالي مما يعني أن الرد لن يكون وشيكا بأي حال وهو ما يضعف الزخم الذي رافق إعلان أمريكا وفرنسا وبريطانيا عزمهم على معاقبة الأسد، محذرة من التباطؤ في الرد على جرائم الأسد والتلكؤ في محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية الأمر الذي قد يؤثر في جدية المجتمع الدولي ومصداقيته بشأن حماية المدنيين في سوريا والذين لم يروا أي أفعال من المجتمع الدولي.
وبدورها، اعتبرت صحيفة "الوطن" الضربة الأمريكية محاولة لحفظ ماء وجه أوباما وليست للقضاء على (رئيس يقتل شعبه) .. وقالت إن ما يريده الشعب السوري الذي تقتله الصواريخ والدبابات وبنادق الشبيحة ليس مجرد رسالة بضربة محدودة للنظام السوري تحذره مجددا من استعمال الكيماوي ذلك لأن القتل بالنيران والقتل بالكيماوي هو واحد في النهاية.
فيديو قد يعجبك: