الجارديان: على الجيش والإخوان تقديم تنازلات

القاهرة – (أصوات مصرية):

قالت صحيفة الجارديان إن ما وصفته بالموقف المتأزم في مصر الذي دفعها نحوه الجيش بتدخله في السياسة يصبح أكثر خطورة يوما بعد يوم، وطالبت الجيش وجماعة الإخوان المسلمين بتقديم التنازلات.

وأضافت الصحيفة في مقال تحريري نشر على موقعها مساء أمس الأحد، أنه في كل مرة تطلق فيها قوات الأمن النيران تصبح مهمتها في استعادة النظام والسلام الاجتماعي أقل مصداقية.

وقالت الصحيفة ''لا يمكن أن تتقدم نحو الشرعية فوق جثث الشهداء''.

وتضيف ''ما يحدث هو عملية شائعة ونتيجتها قاتلة؛ تجلب فيها الاحتجاجات الشهداء، ثم يجلب الشهداء مزيدا من لاحتجاجات، وهكذا دواليك في تصعيد دون نهاية''.

وترى الصحيفة أن الجيش يجب أن يتراجع عن موقفه، وأن جماعة الإخوان المسلمين يجب أيضا أن تفعل ذلك، وأن الجيش هو الطرف الذي يجب أن يتخذ الخطوة الأولى.

وترى الصحيفة أن عبد الفتاح السيسي، منذ قيامه بعزل مرسي فيما تصفه بانقلاب، يبدو راغبا في أن يجعل الجماعة في دور العدو، أو على الأقل تصويرها كقوة سياسية يجب إقصاؤها إلى أجل غير مسمى.

وتقول ''الجارديان'' إن خطاب السيسي الذي دعا فيه المصريين للنزول لتفويضه ضد ''العنف والإرهاب'' يمكن قراءته كمحاولة لوصم الجماعة بهذين الأمرين، ولو لم يكن يقصد ذلك حقا لكان عليه أن يؤكد أنه لا يوجه هذا الاتهام لجماعة الإخوان.

وتقول إنه ''لم يوضح ممن ومتى ولماذا هربت أسلحة وبزات عسكرية كما أكد''.

وتضيف أن ما سمته محاولة إلصاق التهم الإجرامية بالرئيس المعزول محمد مرسي يثير مخاوف عميقة، وتقول ''إن تأويل مقاومة ديكتاتور وقوات أمنه، مع بعض المساعدة من الخارج، بهذا الشكل أمر يصعب فهمه''، مشيرة إلى اتهام مرسي بالتخابر مع منظمة حماس في قضية فتح السجون.

وتضيف الصحيفة ''الأخطاء السياسية لا تعد جريمة في الدول المتحضرة''.

وترى الجارديان أن ''طموحات الجنرال'' تمثل معضلة أخرى'' وتقول ''إنه يتبنى نبرة خطاب حميمية.. ترجح أنه يرى نفسه خليفة ناصر''.

وتقول إن على مصر تقليص نفوذ الجيش لا تدعيمه، ''لكن في المستقبل القريب، ستكون قرارات الجيش شديدة الأهمية....يجب أن يطلق سراح قادة جماعة الإخوان، وأن يجد صيغة للتعامل مع مرسي وإطار لحوار يمكن للجماعة قبوله، وإلا سيكون هناك مزيد من الدم على الأسفلت في القاهرة''.