إعلان

واشنطن بوست: تعليق أو خفض المساعدات الأمريكية لمصر قصر نظر

11:50 ص الأربعاء 17 يوليه 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عرفة:

رأى مقال نشرته صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية أن تعليق المساعدات الأمريكية لمصر ''حليف واشنطن المهم في الشرق الأوسط'' أو خفضها استجابة لدعوات التي انطلقت في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي، ستكون خطوة تتسم بقصر النظر وتصويتا بعدم الثقة في مصر، وليس فقط في الحكومة المؤقتة للبلاد.

المقال كتبه كل من الجنرال برنت سكوكروفت الذي عمل مستشاراً للأمن القومي في إدارتي الرئيسين جيرالد فورد وجورج بوش الأب ودي كيه ميلبي والخبير الاقتصادي، الذي كان مسؤولا عن القضايا الاقتصادية بمجلس الأمن القومي، ونشرته الصحيفة الأربعاء على موقعها الإلكتروني.

وأوضح الكاتبان أن الجدل الدائر حول توصيف الأحداث الأخيرة في مصر، يصرف النظر عن الهدف الحقيقي المهم، ألا وهو وضع استراتيجية لدعم سبل استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي في مصر.

وقالا إن ''دعوة أوباما لإعادة تقييم المساعدات الأمريكية لمصر يجب أن تركز أساسا على كيف يمكننا مساعدة مصر، وليس على ما إذا كان يجب تقديم المساعدة''.

وقارن الكاتبان بين ما جرى في مصر خلال الأيام الماضية، وبين الإطاحة بنظام مبارك قبل حوالي عامين ونصف العام، حيث ذكرا أن الجيش تحرك في عام 2011 استجابة لمعارضة مبارك، معظمها من الشباب، ونصب بدلا منه حليفه لفترة طويلة، وزير الدفاع آنذاك المشير حسين طنطاوي، ولكن في هذه المرة الأخيرة تحرك الجيش ''بعدما نزل ما يقرب من ربع سكان البلاد، من مختلف الأعمار والأطياف السياسية، إلى الشوارع مطالبين بتغيير سياسي''.

وأكد كاتبا المقال إن المصريين ''هم من سيقررون مصيرهم في نهاية المطاف، ولكن حقيقي أيضا أنه من الممكن أن تكون المساعدات والنصح من الخارج أمرا مفيدا''.

وتابعا ''في الوقت الذي ربما لم تعد فيه الولايات المتحدة القطب الأوحد في عالم ما بعد الحرب الباردة، ما زالت هي الدولة الوحيدة القادرة على حشد تحرك دولي بالنسبة لمثل هذه القضايا الملحة( وذلك رغم الانقسام الحاد في الرأي في مصر حاليا حيال الولايات المتحدة)''.
التحدي الحقيقي للجيش المصري

وأوضح سكوكروفت وميلبي أن المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر (حوالي 3ر1 مليار دولار سنويا) خصصت في الأصل للحفاظ على معاهدة السلام التي أبرمتها مصر مع إسرائيل في عام 1979، وهي تمثل حجر زاوية في الأمن الإقليمي.

وقالا إن المساعدات الأمريكية حافظت على مكانة متميزة للجيش المصري حيث تحققت له مكاسب ليس لها علاقة كبيرة بالحفاظ على السلام مع الجيران.

ورأى الكاتبان أن التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش المصري حاليا ليس ناجما عن تهديدات خارجية بقدر ما هو ناجم عن انهيار القانون والنظام فالشعور بالأمن الشخصي للمواطن - حيث يمكنه السير في الشوارع بأمان- سيكون له مفعول السحر على الروح المعنوية للمصريين، حيث سيشجعهم على الذهاب لأعمالهم، ويعزز قطاع السياحة الحيوي ويبعث برسالة طمأنة للمستثمرين الأجانب''.

''لذلك فإن الجيش يهتم اهتماما واضحا بالتأكد من أن يكون في شوارع مصر رجال شرطة أكفاء ومدربين ويتسمون بالمهنية بدلا من القوات العسكرية. وهو ما يتطلب تغييرا في العقلية وتحولا في عملية تخصيص الموارد''، وفقا لما ذكره المقال.

الوقت ليس مناسبا لقطع المعونة

وقال مسؤولا الأمن القومي الأمريكي السابقان: ''هذا ليس الوقت المناسب لقطع المعونات الأمريكية عن مصر ورغم أن الولايات المتحدة لم تعد المصدر الأكبر للمعونات حاليا، ( حيث قدمت دول الخليج مساعدات مالية أكثر منذ عام 2011 ووعدت بتقديم مليارات أخرى في الأسبوع الماضي) ، يظل إسهامنا (الولايات المتحدة) مهما. ومن خلال استغلال أكثر ذكاء للمساعدات يمكن لواشنطن تعزيز الشفافية وحكم القانون واحترام حقوق الأفراد ( بما في ذلك بصورة مهمة حقوق المرأة) والتشجيع على إيجاد هيكل سياسي تنافسي''.

وأوضح الكاتبان أن مصر ستبقى أهم دولة في العالم العربي نظرا لتاريخها وتعدادها السكاني واقتصادها ونموذجها، مضيفين أن مساعدة مصر (من قبل الولايات المتحدة) لإنجاز أهدافها في هذا المنعطف الحاسم، تشكل مصلحة لأمريكا وللمجتمع الدولي أيضا.

وأشارا إلى أن الولايات المتحدة في موقف بارز، بتأثيرها الدولي وعلاقاتها التي تمر بفترة اختبار مع مصر، لإقناع الأطراف ذات الصلة باتخاذ إجراءات فورية؛ حيث أن لديها مسؤولية لعمل ذلك
ورأى الكاتبان أن الأزمة الحالية في مصر تفتح نافذة أمل؛ بالنظر إلى اتحاد معارضة مرسي رغم تنوعهم وتعددهم. وقالا ''لو أردنا تعزيز فرص الأصوات التقدمية في مصر لقيادة مستقبل البلد؛ فإن الوقت قد حان لتكثف أمريكا من التزاماتها (تجاه مصر)''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان