"شيوخ التنوير وزعماء التكفير".. عدد جديد من "الكتاب الذهبي"
صدر اليوم كتاب "شيوخ التنوير وزعماء التكفير"، كيف هزمت الحروف الكلاشنكوف، في عودة قوية لـ"الكتاب الذهبي"، أحد أهم وأعرق إصدارات الكتاب الذهبي، بمؤسسة روزاليوسف، الذي يعود تاريخه إلى عام ١٩٥٣، وأسهم في اكتشاف لفيف من الأدباء والمفكرين، وقدم إنتاجهم للقراء، قبل أن يتوقف لفترات، ويحوّل إلى مجلة في السنوات الثلاث الأخيرة، ليعود من جديد كتابًا تنويريًا.
وفي مقدمة الكتاب، الذي يتناول معارك تنويريين، نصفهم قضى نحبه شهيدًا برصاصات الغدر، التي أطلقها وكلاء التكفيريين، والآخر تعرض لمحاولات اغتيال، جسدي ومعنوي، يقول الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد رئيس بوابة روزاليوسف والكتاب الذهبي: "لو أن للتاريخ عينين ولسانًا وشفتين، لسخر كثيرًا، من إهمالنا عظاته ودروسه، وتعجب، لتكرارنا دفع أثمان باهظة من الدماء، بقدر تقصيرنا، في بناء حصون الوعي".
ويضيف: "إن التاريخ ليس مجرد ذكريات، وحوادث وأحداث، هزائم وانتصارات، بل هو قلب نابض، يضخ في شرايين الحياة من الماضي خبراته، لمواجهة الحاضر بتحدياته، أملًا في بلوغ مستقبل أفضل بتوقعاته".
ويتناول الكتاب، قضية تغييب العقول، التي دفعت شبابًا مُغيبًا محدود الثقافة، للانسياق خلف فتاوى زعماء التكفير، لاغتيال الدكتور محمد الذهبي وزير الأوقاف الأسبق عام ١٩٧٧، ثم اغتيال الدكتور فرج فودة المفكر التنويري ١٩٩٢، بل ومحاولة اغتيال الأديب نجيب محفوظ، ثم الاغتيال المعنوي للدكتور نصر حامد أبوزيد بتكفيره.
ويطرح الكتاب الذي تصدى بجرأة لأهم القضايا، المتمثلة في قدسية الدين، التي حاول البعض انسحابها على أفكارهم وتفسيراتهم للنص الديني وتأويلاتهم له لتحقيق مآربهم السياسية، وهي القضية التي ولدت متطرفين منساقين خلف زعماء التكفير، الذين عجزوا عن مواجهة حروف المفكرين التنويريين، الداعين لفهم صحيح الدين، رافضين تقديس فكر أو احتكار فئة للفهم الصحيح للدين، فلجئوا لقتل بعضهم ومحاولة قتل آخرين وإرهاب المخالفين.
ويعرض الكتاب الشيق الدروس والعبر التاريخية، مع ربطها بالواقع المعاش، بأسلوب شيق وصياغة قصصية، تروي مشاهد درامية للحظات الأخيرة في حياة الشهداء، ومآلات قاتليهم، ومشاهد من التحقيقات في النيابة، وكيف كانت ردود القتلة بأنهم لم يقرأوا حرفًا واحدًا لهؤلاء المفكرين، ليحكموا على أفكارهم.. بل يقتلون تنفيذًا لفتاوى قادتهم وزعماء التنظيمات الإرهابية.
ويكشف الكتاب من مؤلفات المفكرين ثوابتهم الفكرية، ورسائلهم التنويرية، مع بورتريهات لرحلة حياتهم، ومقتطفات من مؤلفاتهم التي أرقت مضاجع الإرهاب، الذي يُدرك جيدًا أن إيقاظ الوعي يحاصره، فيعجزون عن استقطاب مغيبين جدد، فكان مواجهة الحروف برصاصات الكلاشنكوف التي عجزت، رغم قتلهم عن قتل أفكارهم.
وبدمج احترافي يسترجع الكتاب، كيف واجهت روزاليوسف التطرف، وساندت هؤلاء التنويريين، بفنون الصحافة المتنوعة من المقالات، والحوارات والتحقيقات، في الفترة الزمنية التي عاصرت الأحداث.
ويقول أيمن عبدالمجيد رئيس تحرير الكتاب الذهبي، إن التطرف يحرم البشرية من نتاج إعمال العقل، إما بالاغتيال فينقطع الإنتاج الفكري للنابغين، أو إرهاب المفكرين، فيحجمون عن الإفصاح عما يجول بعقولهم.
مضيفًا: ونحن نخاطب العقل، يجب أن نتفق بأن كل من يُعمل عقله في قضايا خلافية، أو فقهية بشر غير معصومين، بيد أن هناك فارقًا شاسعًا بين تنويري يقول رأيه وحجته، فمن أخذ بها أخذ ومن تركها ترك، وبين متطرف يُكفر ويُفرض رأيه وفهمه للدين بالسلاح وقتل المخالفين.
مشددًا: ما أشبه اليوم بالبارحة، فقد ذاقت مصر ويلات فكر التطرف والإرهاب، وسقطت أقنعة تنظيم الإخوان، المفرخة التي خرج منها كل التنظيمات الإرهابية، فزعماء التطرف يستغلون شبابًا غيورًا على دينه، لاستخدامهم أسلحة لتدمير المجتمع وأنفسهم، ومن هنا تأتي أهمية بناء حصون الوعي.
فيديو قد يعجبك: