إعلان

كابوس اسمه كامالا

سليمان جودة

كابوس اسمه كامالا

سليمان جودة
07:01 م الأحد 25 أغسطس 2024

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع


لا بد أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يعيش أياماً صعبة منذ أن جاءت كامالا هاريس تنافسه بدلاً من الرئيس بايدن .
فالواضح منذ أن انسحب بايدن لصالحها، أن الحزب الديمقراطي الذي تخوض هي السباق الى البيت الأبيض باسمه، قد وضع خطة عمل تضمن فوزها على ترمب.. وقد بدت هذه الخطة على أوضح ما يكون في المؤتمر الانتخابي الذي دعا إليه الحزب في شيكاغو، والذي تقرر فيه يوم ٢٠ من هذا الشهر ترشح هاريس رسمياً.
فالمؤتمر لم تحضره هاريس وحدها، ولا حتى حضره معها بايدن وفقط، وإنما تقاطرت عليه شخصيات من الوزن الثقيل في الحزب، وكلهم قد جاءوا يقولون إن كامالا هاريس، نائبة الرئيس، هي مرشحة الديمقراطيين، وإن لديها ما يؤهلها لأن تكون رئيساً للولايات المتحدة، وأن كونها امرأة سمراء سوف يساعدها كثيراً.
هذا ما قاله باراك أوباما مثلاً، وقد جاء مع زوجته ميشيل اوباما إلى المؤتمر، وكلاهما وقف يدعو لهاريس وكأنه يدعو لنفسه بين الناخبين.. وليس سراً أن أوباما يتمتع بشعبية لدى الأمريكيين، وقد تجلى ذلك في دعايته عام ٢٠٢٠ لصالح بايدن الذي كان مرشحاً في السباق وقتها، وإذا كان قد فاز فالغالب أن لأوباما نصيباً معتبراً في فوزه على ترمب وقتها.
أوباما صاحب بشرة سمراء شأنه شأن هاريس، وقد نجح بسهولة في سباقين انتخابيين، وهو الآن يوظف شعبيته لصالح نائبة الرئيس ويراها أحق بدخول البيت الأبيض بعد انقضاء فترة بايدن.. وعندما وقف يدعو لها في مؤتمر شيكاغو هاجم ترمب كما لم يهاجمه أحد من قبل، وقام بحركة بكلتا يديه على سبيل التهكم على الرئيس السابق، وهي حركة أحدثت صخباً على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدا من حجم التفاعل الذي أحدثته أنها لاقت هوى لدى رواد هذه المواقع، وأنها يمكن أن تنال من حظوظ ترمب في نظر الناخبين !
ولا بد أن حركة أوباما بيديه تذكّرنا بحركة شبيهة كانت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب أيام ترمب، قد قامت بها بيديها أيضاً في مواجهته عندما كان يستعد لإلقاء خطاب في مبنى الكونجرس.. يومها بدت الحركة في غاية الغرابة، وتطلع ترمب الى بيلوسي في دهشة بالغة وهي تقوم بها، ولا أحد يعرف ماذا كانت تقصد بها، ولكن المؤكد أنها كانت تريد أن تغيظ الرئيس الذي لم يكن يصادف أي قبول عندها.. وقد استمر عدم القبول لديها تجاه ترمب، حتى بعد أن غادرت موقع رئيس مجلس النواب، فقالت في تصريح شهير لها قبل أيام، أنها ترى لنفسها مهمة واحدة من هنا الى يوم الانتخابات الأمريكية في ٥ نوفمبر، وأن هذه المهمة هي أن تظل تعمل بكل ما لديها من قوة لمنع ترمب من أن تطأ قدماه البيت الأبيض مرة أخرى !
بقي أن أقول إن بيل كلينتون قد حضر المؤتمر هو وزوجته هيلاري كلينتون، وأنهما انهمكا في الدعاية لهاريس على أفضل ما يكون، وبكل ما لهما من جماهيرية عند الأمريكيين.. ومعهما جاء ابن الرئيس الأسبق جيمي كارتر لنفس المهمة !
ترمب يبدو في موقف صعب، وبعد أن كان منتشياً للغاية منذ أن ترشح أمام بايدن، صار يشعر بأنه يقع تحت وطأة كابوس اسمه كامالا هاريس.. ومن هنا إلى ٥ نوفمبر سوف تكون المعركة أشد إثارة وسوف تظل تغري بالمتابعة .

إعلان

إعلان

إعلان