إعلان

النهاية هى الأهم (1)

د. سامي عبد العزيز

النهاية هى الأهم (1)

د.سامي عبد العزيز
07:04 م السبت 06 مايو 2023

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع


لم أكن من الناقدين لطول فترة الإعداد للحوار الوطنى ولن أكون لأنني أؤمن بأن الفشل فى الإعداد هو الإعداد للفشل.. ولم أكن من الناقدين أو المشاركين فى التعليق على ظهور بعض الشخصيات فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ولاستمرار مشاركتهم. فالحوار يتسع للكل.. وكنت من المستبشرين بالجلسة الافتتاحية سواء كلمة السيد الرئيس أو لمن تحدثوا بغض النظر عن اتجاه الرأي العام نحوهم، ففى النهاية هم مصريون ولديهم ما يقولون وقد أحسن بعضهم القول الصادق سواء لدغدغة مشاعر أو تبرير وجودهم كما وصفهم البعض، وكنت من المتوقعين، وهذا ما ظهر بالفعل فى الإحصاءات التى قدمها المستشار محمود فوزى فقد جاءت القضايا الاقتصادية فى المقام الأول والأعلى وهذا أمر طبيعى لأن الرأي العام يفسر كلمة سياسة أو كلمة حوار أو كلمة محور بأنها قضايا لقمة العيش والحياة اليومية التى تزداد صعوبتها يوماً بعد يوم.
كل ذلك حراك مطلوب بل وحتمي فى ظل بحث الناس عن التساؤلات وهل سينتهى الحوار بالإجابات الشافية والعملية أي أن النهاية هي الأهم لأنها إما تجدد الثقة فى الحوار والدعوة له، ومن ثم يتفاعل الناس ويشاركوا فى إحداث نقلة نوعية ملموسة فى حياة مصر اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وكلها محاور متداخلة ومترابطة. الناس لا تنتظر قائمة توصيات طويلة وعريضة، الناس تحتاج إلى إجابات وقرارات تقلل البطالة.. وهذا لن يحدث على الإطلاق ما لم نعط الصناعة الاهتمام كل الاهتمام بالعمل لا بالكلام.. وهذا لن يحدث إلا اذا أوجدنا حلولا للقطاع الخاص لكى يشارك ويستثمر، ومن ثم يأتي المستثمرون من كل أنحاء الدنيا لسوق كبير يمتلك مزايا تنافسية شريطة أن تكون حقيقية خالية من كولسيترول البيروفراطية والتعقيد وسوف تكتسب هذه القرارات مصداقية وتصبح قابلة للتطبيق إذا أعدها خبراء اقتصاديون إيديهم فى النار ولديهم تجاربهم فى الداخل والخارج لدرجة أننى أدعو من أمانة الحوار وقبل أن تعلن عن أي شيء يتعلق بالاقتصاد بكل مشتملاته أن تعرضها على خبراء عالميين سواء كانوا مصريين أو غير مصريين والمشهود لهم بالكفاءة والفهم العملي والذين قد تباعدوا أو تم إبعادهم.. ولأن موضوع النهاية سيمتد فى سلسلة مقالاتي إلى أن ينتهى الحوار الوطنى أسأل هل ستفكر أمانة المجلس في أن تجري فى كل مرحلة مسحاً للرأى العام تعرض فيه ما سوف تقرره وتعرف مدى موافقة الرأي العام بكل مستوياته وما سوف يؤيده وما سوف يرفضه أو يضيفه من مقترحات. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية..

إعلان