إعلان

حزب أنصار الطلاق ووكلاء الحديث باسم الرب الجدد

شريف بديع النور

حزب أنصار الطلاق ووكلاء الحديث باسم الرب الجدد

شريف بديع النور
08:56 م الجمعة 02 سبتمبر 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في الوقت الذي رحب فيه الجميع بأهمية الحوار الوطني حول الشأن السياسي والاقتصادي، لم يلتفت أحد إلى أهمية وجود حوار مجتمعي حقيقي وموسع حول عماد هذه الدولة، الأسرة المصرية، والتي أصبحت ملطشة للمتطرفين والجهلة والأدعياء وراكبي الترندات ومرضى الغازات المعوية ورافعي شعارات النسوية الزائفة ومدعي الحق الإلهي ومتصوري الحديث باسم الله ووكلاء الفتاوى الجاهزة وغيرهم ممن يظهرون اهتمامهم بإصلاح المجتمع وهم يبطنون الجري وراء مصالحهم الشخصية ولو كانت في حجم أخبار تنتشر هنا وهناك ومزيد من الإعجاب هنا والشتائم هناك والمداخلات هنا والظهور كضيف هناك.

المتتبع للطرفين يرى أنهما في حالة من الاصرار على "تشييء" المرأة وسلعنتها وجعلها تعمل في مهنة اسمها "الحياة الزوجية" في نفس السياق هناك إصرار على شيطنة الرجل والضغط عليه اقتصاديا بفتاوى عجيبة، حتى مدعى الدفاع عن حقوق المرأة أصبحوا وكلاء للحديث باسم الدين، كم من المشاكل وحالات الطلاق بسبب هذا الكلام؟ نحن نتكلم عن مجتمع تعاني فيه الأسرة أصلا، فوفقا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فنسبة الطلاق تبلغ 25 % تقريبا، هذه كارثة، المجتمع أصبح ملغم، الأسرة كانت عبر تاريخنا هي الحامي الأول لإستقرار المجتمع وتماسكه، في 2008 كان عدد حالات الطلاق 84 ألف حالة، بينما العام الماضي بلغت 245 ألف حالة، مصيبة، لا أقول أن السبب فيها هو حزب أنصار الطلاق فقط، ولكن بلا شك إن غرس مثل هذه الأفكار الهدامة ساعد في زيادة الفجوة بين الرجل والمرأة.

ما الحل إذا؟ هل عدمنا وجود أصحاب عقول رشيدة في مصر؟ بالتأكيد لا، لماذا لا يدعو الرئيس لحوار حول الأسرة المصرية، حوار يشارك فيه المفكرين والكتاب وعلماء الدين الاسلامي والمسيحي، حوار يصل بنا لمدونة حقيقية تخص الأسرة المصرية، نتوافق عليها ونعتبرها قاعدة للإصلاح، نجعل التقليل من حالات الطلاق هدفا قوميا، هدف يتحقق بالإصلاح، والإصلاح لا يأتي أبدا بالردح المتبادل ولا بصغار العقول، الحقيقة أن الأيام الماضية ضجت آذاننا بتصريحات سخيفة بعضها لشخصيات كنت أتوسم بها الخير، معلش ولكن للترند شهوته وللأضواء كيفها، وكما يعلم الجميع "الكيف مذلة".

صحيح، لماذا ندعوا المرأة، أو الرجل، على الصبر على مشاق العمل، على البحث عن حلول للمشاكل التي تقابلها، نصفك بالبطلة لتغلبك على أزمات العمل والنجاح والترقي فيه، ولكن عندما يتعلق الأمر بمشكلة زوجية "اطلقي مرة واتنين وتلاتة وأربعة حقك" وحتى نضفي لمسة جمالية نضيف "سترونج اندبندنت وومن" ، من الأولى على الصبر؟ من الأحق في البحث عن الحلول لإنقاذ المركب؟ أعود لأقول إن الكيف مذلة واصطناع الترند وركوبه له متطلبات.

نعود مرة أخرى، لماذا لا تجد الأسرة المصرية من يدافع عنها؟ لماذا كل هذه السبهللة؟ ما الذي يمكن أن نصل إليه؟ لماذا اصبح الدين "لبانة" يمكن أن يلوكها الجميع، ولماذا يتلذذ البعض في البحث عن اللبان المبصوق ليعيد مضغه من جديد؟!

لماذا لا تتضمن مناهج التعليم في مصر فصول عن الأسرة والتعامل بين الرجل والمرأة، لماذا لا يتم زرع الأفكار السليمة التي تتضمن المساواة بين "هو وهي"، دون التركيز على إن "هو" سي السيد أو "هي" وبس؟!

ابحثوا عن كل مشاكل مصر ستجدوا أن التعليم هو السبب، انتصر الحفظ وغابت القيم فكان المنتج عقول عاجزة عن الاستيعاب، مؤهلة للاختراق من أصحاب الأفكار الهدامة المتطرفة، المتطرفة من الناحيتين، التعليم هو الحل..

إعلان

إعلان

إعلان