المصريون في الداخل وليس الخارج

إلمام كبير واهتمام أكبر بما يجري في مصر.. حرص تام واجتهاد والتزام بالمشاركة بالرأي والخبرة للإسهام في سعي مصر للتطوير صناعياً وزراعياً، وكذلك التغيرات المناخية.. استعداد جاد للعطاء في كل مجالات التطوير الذي بدأته مصر في السنوات الأخيرة.. متابعة وثيقة ودقيقة واستعداد للمشاركة في خطط التنمية المصرية كمتطلبات للجمهورية الجديدة.. إطلاق تجارب رائدة في مجال الصناعة الخضراء على أرض مصر، ثم نقلها إلى مصر بعد نجاحها في تجارب المصريين في الخارج في الدول التي يقيمون فيها بعد أن تأكد نجاحها هناك. هذه بعض الملامح والمخرجات والخلاصات التي رأيتها وقرأتها وسمعتها مباشرة من كل أبناء مصر في الخارج الذين شاركوا في مؤتمر "مصر تستطيع بالصناعة" على مدار يومين بالعاصمة الإدارية الجديدة التي أزورها لأول مرة.. مؤتمر واضح الجهد الكبير في الإعداد له وتنظيمه.. مؤتمر شهد حوارات وعرضاً لتجارب ناجحة.. جلسات جمعت بين الخبرة العالمية لأبناء مصر والخبراء العالميين الممثلين لأكبر الشركات العالمية صناعياً وبحثياً.. مثل هذا المؤتمر أتصور أن توقيته كان غاية في الذكاء حيث جاء في ظل التفاعل الحادث في مصر استجابة لدعوة السيد الرئيس للحوار الوطني.. فقد قدم المشاركون في المؤتمر مخرجات تصلح كمدخلات لجلسات وقضايا هذا الحوار الوطني.. وقد لفت نظري المشاركة الجادة من جانب وزراء التخطيط، والبترول، والبيئة، والإنتاج الحربي، والصناعة والتجارة، ورئيس الهيئة العربية للتصنيع، وكذلك التركيز الكبير والذي انتهى إلى مداخلة وتعليق غاية في الوضوح والجدية من جانب دولة رئيس مجلس الوزراء.. بالإضافة إلى كل هذه الإيجابيات فإنني شعرت وبدون مبالغة وهذا ما قلته باختصار في إحدى الجلسات إن المصريين في الخارج تفاعلهم ومتابعتهم لأحداث بلدهم في أعلى مستوياته إلى حد أنهم أصبحوا المصريين في الداخل وهذا بدون مبالغة، ومن المؤكد أن هذا الأمر هو نتيجة لجسور الاتصال والتواصل الدائم الذي أحدثته وبجدارة وزارة الهجرة.. ولكي أؤكد موضوعية انطباعاتي عن هذا المؤتمر فقد تبين وهو ما أكده السيد رئيس الوزراء أنه لابد من بذل جهد أكبر لتوفير قاعدة معلومات وبيانات عن واقع السوق المصرية وكذلك الأسواق الإفريقية مما يزيد من حجم التعاون الاقتصادي بين أبناء القارة الخضراء.. قارة إفريقيا..