إعلان

للحوار.. أصداء

د. سامي عبد العزيز

للحوار.. أصداء

د.سامي عبد العزيز
08:40 م السبت 18 يونيو 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

دعونا نتفاءل ونستبشر بالمقدمات التي صاحبت دعوة الحوار، التي طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي لكافة القوى السياسية الفاعلة في مصر؛ للوصول إلى صيغ توافقية تصبّ جميعها لصالح المجتمع المصري، بهدف تأصيل ثقافة النقاش المجتمعي في اتجاه تعميق مفهوم الشراكة في رسم خطط الطريق في ظل المتغيرات الداخلية والخارجية..

وإن كانت لي من وجهة نظر وقبل انعقاد جلسات الحوار أقول دعونا نتوقف أمام ثلاثة مسارات تتحرك فيها مصر، وتعد هذه المسارات هي نقلة نوعية وتجسيدا لنجاح السياسة المصرية على الرغم من تعرض العالم لآثار اقتصادية سلبية (للعملاق الصامت كورونا) الذي ترتبت عليه موجات من التضخم غير مسبوقة في العالم وهو ما أكدت عليه إدارة بايدن، ورغم ذلك وضعت الحكومة المصرية خطة لمواجهة هذة الآثار تحت متابعة دقيقة من الرئاسة، وكانت آثار كورونا على مصر أقل بكثير من دول كثيرة في المنطقة، ثم المسار الأصعب وهو الحرب الأوكرانية التي ترتب عليها تآكل النمو العالمي بمعدل ٣٪؜ منذ بدء الحرب حتى الآن وهو التحدي الأصعب والأشرس لدول العالم مما فرض على العالم ما يعرف بالركود التضخمي إلى درجة وصول أمريكا إلى المركز الأول في المديونية، ولكن بسياسة الاتزان والالتزام والمبادرة درست مصر بقيادة الرئيس السيسي تفاصيل الآثار السلبية للحرب العالمية الاقتصادية التي تدور رحاها على الأراضي الأوكرانية (سلة الغذاء في العالم)، وتحركنا بحكمة لصالح المواطن المصري الذي يواجه تحديات ظروف تاريخية استثنائية. كل هذه التحركات والتحديات تصاحبها دعوة الحوار الوطني المجتمعي غير المشروط، وعلى الرغم من أنه من الطبيعي والأهم أن تكون لدعوة الحوار أصداء في الداخل وهو ما تحقق ويتزايد كل يوم فإن الاصداء في الخارج كان لها وجودها في صور وآراء عديدة، منها ما يؤكد استقرار مصر وتوافر المناخ المفتوح للحوار، ومنها التحرك العملي والقانوني فيما يتعلق بالحريات السياسية والإفراج المتوالي. وقد توقفت أمام كلمة آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات بالكونجرس الأمريكي، بأن الدعوة للحوار هي بداية قوية لتاريخ وأسلوب سياسي جديد لمصر في هذة المرحلة، وهنا لابد أن يستثمر الجميع تصريحات مسؤول أمريكي في حجم آدم شيف للتحرك في اتجاه مناقشات جادة وعملية وذلك بأن يجلس الجميع ويستمع كل للآخر، سواء أحزابا أو حكومة بجانب المنظمات بشقيها الحقوقي والمدني، وأن ندرك جميعاً أن أي طرف مشارك في هذا الحوار لا يملك رفاهية الجدل السياسي، ولكنه يملك الفرصة يؤكد إدراكه للتحديات واجتهاده في تقديم الحلول.. الكل مطالب بأن يفعل، لا أن يقول..

إعلان