إعلان

هذه الطائرة !

سليمان جودة

هذه الطائرة !

سليمان جودة
07:00 م الأحد 06 مارس 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

جاء وقت على الجيش الروسي كان يجد فيه صعوبة في التقدم عبر الأراضي الأوكرانية، التي غزاها بأمر من الرئيس بوتين يوم ٢٤ فبراير !
وكانت هذه الصعوبة غريبة وغير مفهومة، إذا ما عقدنا أي مقارنة بين جيش روسيا بجلالة قدرها، وبين جيش أوكرانيا الدولة الصغيرة على الحدود الغربية لروسيا !
ولكن فجأة انتشرت أحاديث تقول إن صعوبة تقدم الجيش الروسي في الأراضي الأفغانية ليست غريبة، ولا هي غير مفهومة .. هذا بالطبع إذا عرفنا أن تركيا قد أمدت أوكرانيا بطائرات مُسيّرة، وأن هذه الطائرات من طراز اسمه : بيرقدار !
وعندما ذاع أمر هذه الطائرة، وانتشر الكلام عن دورها في إعاقة حركة الجيش الروسي، فإن تركيا قد سارعت تنفي ذلك، ولم يكن نفيها سوى محاولة منها لتجنب غضب روسيا عليها الآن أو في مرحلة ما بعد الحرب، عندما تجلس روسيا لترى من الذي وقف معها ومن وقف في صف خصومها ؟!
ولم تكن أنقرة تنفي أنها أمدت الجيش الأوكراني بهذه الطائرة، ولكنها كانت تنفي أن تكون بيرقدار هي السبب في إعاقة حركة الجيش الروسي، وهذا طبعاً شُغل سياسة من جانب الأتراك أكثر منه أي شيء آخر، لأن السياق الإقليمي السابق على الحرب الروسية الأوكرانية يقول إن هذه الطائرات المسيرة ذات إمكانات خاصة، وأنها قادرة على قلب الموازين في الكثير من المعارك !
ففي أثناء تفوق قوات إقليم تيجراي على قوات الجيش الأثيوبي، حدث تفوق مفاجئ للقوات الإثيوبية التي كان يقودها آبي أحمد رئيس الحكومة الأثيوبية، وقيل وقتها في أكثر من وسيلة اعلامية إن الأتراك أمدوا الجيش الأثيوبي بطائرات مسيرة، وأن هذه الطائرات هي السبب فيما جرى على نحو مفاجئ بين الطرفين المتحاربين، بعد أن كانت قوات تيجراي تدق أبواب العاصمة الأثيوبية آديس أبابا !
وفي الفترة التي كانت فيها قوات المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، تدق أبواب العاصمة الليبية طرابلس، حدث أيضاً تحول مفاجئ ، وعجزت قوات حفتر عن دخول العاصمة، وقيل إن السبب هو الطائرات المسيرة التي أمدت بها الحكومة التركية حكومة فايز السراج في طرابلس !
حدث هذا في المرات الثلاث من العاصمة الأوكرانية، إلى العاصمة الأثيوبية، إلى العاصمة الليبية، دون أن يقال شيء صريح عن سر بيرقدار هذه، وعن قدراتها غير العادية القادرة على قلب الموازين في ثلاث معارك على هذه الصورة !
وإذا كانت الجرأة السياسية قد واتت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في الحالة الإثيوبية وفي الحالة الليبية إلى ذلك الحد، فلا تعرف كيف واتته الجرأة نفسها في الحالة الروسية .. فهذه بالتأكيد حالة تختلف، لأن بوتين غير آبي أحمد وغير السراج، ولأن بوتين كان هو الذي أمد اردوغان بمنظومة الصواريخ إس ٤٠٠ التي أغضبت الأمريكان من الأتراك !
ولكنها السياسة التي تجعل الرئيس التركي ينتقل من جبهة سياسية إلى جبهة غيرها بسهولة، دون أن يرمش له جفن، ودون حرج من أي نوع !

إعلان

إعلان

إعلان